الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نقاد سينما وإعلاميون : المهرجان حالة طموحة في الواقع العربي

نقاد سينما وإعلاميون : المهرجان حالة طموحة في الواقع العربي
12 أكتوبر 2008 00:23
توافد في اليوم الأول من افتتاح مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي على قصر الإمارات في أبوظبي نخبة من النقاد والإعلاميين الذين كانت ولا تزال طروحاتهم النقدية لها الأثر الفاعل في معرفة وتقييم ما أنتج من أفلام، هذا بالإضافة إلى رؤاهم الفاحصة في سبر أغوار ما تمت صناعته· النقاد السينمائيون لهم حضورهم المميز، حيث تبقى عيونهم ترصد ما يجري حتى خارج شريط السينما حينما يحضرون الى المهرجانات السينمائية الكبرى، تراهم لا يتركون أدواتهم النقدية لكي تستريح بل يظلون يطلقون الأحكام ويفحصون ما يجري بدقة العارف· يشاهد النقاد دائماً متجمعين في مكان يختارونه لأنفسهم فجأة، وحينما يمر أمامهم ممثل ما أو مخرج ما سرعان ما تندرج أعماله التي اشترك فيها في قائمة حواراتهم السريعة، فمنهم من يستحسن أعماله ومنهم من ينتقد، ولكن لنقل بصراحة انهم ''الفلتر'' والمرشح الذي تعرف منه ما لم تشاهده· إذ هم من يذكرك أو يلفت انتباهك الى عمل أنتج وآخر اشترك به ذاك الممثل وثالث فشل فيه هذا المخرج الذي يمر الآن أمامهم متعجلاً كي لا يروه، بينما ترى مخرجاً آخر يأتي اليهم ويستقبلونه بالأحضان وكأنه - كما يبدو - واثقاً مما قدم ومن أن سهامهم لن تصل الى شريطه السينمائي لتخرم فيه ثقوباً· مما يلفت انتباهنا حقاً هذا التجمع الغريب من مثقفين خبروا تاريخ السينما بل تقنياته، وارتفعت بهم ذوائقهم الفنية الى درجة إطلاق الأحكام بكل ثقة· التقى ''الاتحاد الثقافي'' بهم وهم في حوار يختلط فيه المزاج والجد والتقييم والطرائف الحذرة وهم يبصرون كحال الصحفيين المتواجدين دائماً في مثل هذه الأحداث الفنية المهمة، متحفزين على خبر سوف يلتقط قريباً· الفيلم العربي من حلقة توسطها أحمد الشهاوي الإعلامي المصري والشاعر المعروف بدأ حوارنا مع الناقد السينمائي السوري زياد عبدالله حول رؤيته لمشاركة السينما العربية في مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي في أبوظبي، وكيف ينظر إلى واقع الدورة الثانية للمهرجان وما هو الطموح والمتوقع أن يراه· يقول زياد عبدالله: لعل المهرجان يطمح إلى خلق فعل مجاور بين السينما العربية والعالمية على أمل أن يحتوي هذا الفعل على شيء من الاحتكاك والتفاعل وليس عملية غمر وطغيان للسينما العالمية· وأضاف: من الطبيعي أن نرى في المهرجان أعداداً كبيرة من الأفلام الأوروبية والأميركية - فهذا طبيعي - إلا أننا من الضروري أن ننتبه الى أن فيلمي الافتتاح والختام أميركيان، وهذا يثير الكثير من التساؤلات كأن لماذا لا يكون الفيلمان عربيين· أليس المطمح يكمن في النهوض بالفيلم العربي، فأين الفيلم العربي من الافتتاح والختام؟ هذا مع ضرورة التأكيد على أن الفيلم العربي هو الأكثر مشاهدة واحتفاءً لدينا· أما الناقد السينمائي الفلسطيني بشار إبراهيم فله رأي آخر حيث يقول: على قلة ما يمكن اختياره من أفلام عربية جيدة، حديثة الإنتاج، وربما هي عرض أول فقد تمكن مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي في دورته الثانية من مشاركة عدد مميز من الأفلام العربية التي أعتقد أنه سيكون لها حضور ملفت خلال العامين القادمين، خاصة أن الجمهور والنقاد والسينمائيين سيشاهدونها في أبوظبي للمرة الأولى· وأوضح أن المهرجان لم ينس الانتباه الى استعدادات لأفلام عربية مميزة، تمثل تكريماً وتنويهاً للأفلام ومخرجيها على السواء· وأكد أن مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي الثاني يمثل خطوة وحالة طموحة في السينما العربية، وما نتمناه أن ينتقل من حالة العرض الى حالة الإنتاج، مساهمة في صناعة سينمائية عربية متميزة، جديدة وجادة· روح العصر من جانبه قال الناقد السينمائي السوري بندر عبدالحميد عن حال السينما العربية إن الثقافة والفنون والسينما عموماً إبداع لا ينمو إلا في ظل الاستقرار والانفتاح على العالم كله من مواقف حرة ورؤية مستقبلية· وهذه الشروط المهمة هي التي تتحكم في الإنتاج والإبداع الفني والسينمائي، ومن المؤسف أن أغلبية الأقطار العربية لا تستطيع أن تنتج السينما أو تستقبلها بروح العصر· ومضى يقول: في السنوات القليلة الماضية كانت الإمارات سباقة الى اقتحام عالم السينما بجرأة، وقد أضافت اليها مشروعات ثقافية أخرى، تمثل طموحات مشروعة لكل مواطن عربي· وعن حال السينما العربية قال عبدالحميد: السينما العربية متعثرة، ولكن هذا لا يدعو إلى اليأس، فالأجيال الجديدة تحمل هموماً وأحلاماً كثيرة بل أقول أكثر اتساعاً من الأبواب المغلقة· واقع الحياة وتأتي مداخلة الشاعر والإعلامي المصري أحمد الشهاوي لتضيف نكهة عبر اقترابه من تشخيص واقع السينما العربية والمجتمع، حيث قال: السينما العربية كواقع الحياة العربية تماماً، تعيش مرحلة انتقال وتحوّل كبيرين· فهناك جيل يسلم آخر وهناك قيم جديدة تتبلور، وأخرى تضيع وتذهب بسبب التغيرات المتسارعة في الواقع العربي الشائك والقلق· ولا شك أن هناك اضاءات فردية ظهرت من أبرزها تفكك المركزية السينمائية وظهور تظاهرات ومهرجانات سينمائية منها فعاليتان جديدتان في دبي وأبوظبي· وأتصور أننا أمام مد سينمائي خصوصاً أن البعض أدرك - مثلما أدرك المصريون قديماً - أن السينما صناعة ثقيلة ومهمة ومن شأنها أن تقدم الفكر والرؤى والحياة والثقافة العربية والمحلية دون الوقوع في المباشرة والتقريرية والدعاية الفجّة· ولعل أيضاً ظهور موجات وأجيال جديدة من المخرجين في أنحاء السينما العربية جعل الأمل يزداد مع بروز أسماء وأفلام مغايرة لما تريده السوق السينمائية التي يسعى بعض منتجيها - يمكن أن نقول أغلب- الى التجارة والمكاسب السريعة والمؤقتة للأسف، إذ أن التجاري ما زال يتغلب على الفعل السينمائي الحقيقي· ولعل مهرجان أبوظبي يساهم في خلق سينما جديدة وكوادر مختلفة في الأفق الذي نحلم به جميعاً نحو سينما تبقى وتؤسس وتؤثر طويلاً· فهناك مئات المخرجين أصحاب الرؤى والتجارب العاطلين عن العمل بسبب قلة الدعم وصعوبة الإنتاج· سباق السينما ويشترك الممثل الإماراتي عبدالله سعيد الرمسي في الحوار فيقول: بالنظر إلى مهرجان الشرق الأوسط الدولي في أبوظبي عام 2007 فإنه كان يفتقر الى المشاركات المهمة التي تثري مثل هكذا مهرجانات عالمية ولا يقتصر ذلك على المشاركات العربية بل كان يشمل جميع البرامج والفعاليات· أما بالنسبة لهذه الدورة الثانية فكما يبدو من الاستعدادات والأفلام التي ستعرض فيها أن المشاركات والفعاليات أصبحت أكثر قوة وتنوعاً· ويستدرك قوله ويضيف: لكن ما زالت المشاركات العربية والمحلية بالخصوص فقيرة في المشاركة وبالمقارنة مع بعض المهرجانات الأخرى العالمية ما زال مهرجان الشرق الأوسط يحث خطاه في مجال سباق السينما المتعب والشاق في الخليج والشرق الأوسط· وحرص الرمسي على أن يقدم أمنياته القلبية بأن يلمع هذا المهرجان ويثري السينما العربية بفعالياته وبرامجه وتنظيمه لكي يرتقي لصفوة المهرجانات العالمية· وحرص الإعلامي العراقي سعد المسعودي على أن يقدم رؤيته الأولى لفعاليات المهرجان فيقول: المهرجان في دورته الثانية لا يزال في طور التكوين، والوقت مهم لبلورة هدف المهرجان· إذ أن خلق سينما عربية أو الترويج لسينما عالمية يبدو طريقاً صعباً· ويضيف: من نظرة متفحصة لمشروع أبوظبي الثقافي نقرأ بتمعن أن المهرجان يعد وسيلة للوصول الى هدف أكبر وأعمق، وهو خلق صناعة سينمائية إماراتية خليجية عربية وصولاً للعالمية من خلال استوديوهات السينما التي ستنشأ والاستفادة من طبيعة الإمارات لجلب استثمارات سينمائية· وأكد أن المهرجان ليس عفوياً إنما هو مشروع رائد ستعم فائدته على الجميع وهذا ما يتمناه كل عربي·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©