لقاءات أبوظبي تفتتح الحوار في محور الفيلم الخليجي

ضمن فعاليات مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي عقد أمس الأول في قصر الإمارات في أبوظبي مؤتمر صحفي تحت عنوان ''الفيلم الخليجي'' اشترك فيه عيسى المزروعي مدير المشاريع في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث وعبدالله البستكي مدير مسابقة أفلام من الإمارات والناقد السينمائي المصري مستشار المهرجان سمير فريد بحضور صحفيين ونقاد والمهتمين بالفن السابع· استهل فريد المؤتمر الصحفي بالحديث عن برنامج اللقاءات التي ستقام خلال المهرجان والتي ستمتد الى أربعة أيام يتحاور فيها النقاد والصحفيون والمعنيون بالطروحات السينمائية النظرية حول آفاق ما يحصل في الدراسات الحديثة السينمائية· وأشار الى ان النقاشات ستتمحور حول مجموعة الكتب التي أصدرتها ادارة المهرجان وهي ''صناع السينما في الخليج'' و''الفصل المفقود في تاريخ السينما'' و''السينما والتليفزيون بعد 9/''11 لمجموعة من الكتاب والنقاد الغربيين ومن تحرير ويلر وينستون ديكسون وترجمة ثائر ديب· كما تطرق سمير فريد الى أسباب تكريم المخرج السينمائي التونسي ناصر الخمير الذي خصص المهرجان احتفالية مميزة لتكريمه عن انجازاته السينمائية التي أخرجها وهي ''البغل'' و''الغولة'' و''الصمعة'' و''الهائمون'' و''طوق الحمامة المفقود'' الذي سيعرض في المهرجان و''بحثاً عن ألف ليلة وليلة'' و''بابا عزيز''· وأشار الى تكريم آخر ستحظى به الشخصية السينمائية العالمية جين فوندا وبذلك يلتفت المهرجان الى عناصر الإبداع العربي ليكرس اهتمامه بالسينما وبمنجزات المبدعين السينمائيين الذين أسهموا في صناعة هذا الفن الخلاق· ونبه سمير فريد إلى حلقات البحث التي من المزمع اقامتها ضمن فعاليات المهرجان وذلك من خلال مناقشة 5 بحوث، كما أشار الى ندوة ''60 سنة على تقسيم فلسطين'' التي من المؤمل ان يشارك فيها سينمائيون أخرجوا أفلاماً عن تاريخ فلسطين دفاعاً عن قضية عادلة· وأكد ان مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي يحرص عبر موضوعة فلسطين في السينما ان يقدم أفلاماً أجنبية تناولت هذه القضية لكي يكون طرفاً مهماً في تقديم الموضوعية في الطرح والاستفادة من رؤية الآخر لقضيتنا· وعن أسباب اختصار التكريم على شخصيتين سينمائيتين فقط في المهرجان بالرغم من أهمية أسماء عربية وعالمية تستحق التكريم أيضاً أشار سمير فريد الى ان إدارة المهرجاتن ارتأت ان تعطي التكريم قيمته الإبداعية والاستثنائية كي لا يكون مستسهلاً وعادياً اذ ان من يحظى بالتكريم سوف يكون حدثاً مهماً عبر قلة عدد المكرمين· من جانبه أشار عيسى المزروعي الى ضرورة سماع الاقتراحات التي يبديها النقاد السينمائيون لكي يتسنى التخطيط لما سيقام من فعاليات في الدورة الثالثة العام المقبل· وتطرق عبدالله البستكي لأسباب انضمام مسابقة أفلام من الإمارات بعد ان قدمت سبع دورات متتالية الى مهرجان الشرق الأوسط السينمائي· واستعرض بدايات مسابقة أفلام من الإمارات منذ عام 2001 وتخريجها لأسماء مهمة من المبدعين في الإمارات واعتبارها المساهمة الفاعلة في تطوير السينما الإماراتية والخليجية· إذ لم تشهد السينما الخليجية عمقاً كما هو عليه في عروض مسابقة أفلام من الإمارات في دوراتها السبع الماضية حيث تجلى ذلك بأفلام طرحت مستوى أشاد به الجميع بما يحمل من وضوح في الرؤية ودقة في استخدام التقنيات وفهم واعٍ لعالم صناعة السينما· وأكد ان فعالية ذي سيركل مثلاً كانت من نتاج مسابقة أفلام من الإمارات، وهذا دليل على ما وصلت اليه المسابقة من فهم حقيقي لواقع السينما· وأشار البستكي الى ان إلحاق مسابقة أفلام من الإمارات بمهرجان الشرق الأوسط يعتبر وجهاً مزدوجاً في الرؤية فمن حيث فقدان الهوية المستقلة لمهرجان مسابقة الإمارات يمكن ان نقرأه مستقبلاً بطريقة أخرى أما الجانب المهم والإيجابي الذي سيعود على مسابقة افلام من الإمارات هو الفرصة الحقيقية والجادة التي سيتحصل عليها السينمائيون الشباب من خلال احتكاكهم المباشر والعملي بالممثلين والمخرجين العرب والعالميين وبصناع السينما الكبار وأشار بوضوح الى ان مبدأ عدم الفصل أصبح ضرورة، وأن خلق سينما إماراتية متقدمة لا يأتي إلا عبر التزاوج مع السينما العربية والعالمية في مهرجان واحد يضمهما معاً· وعن أهمية الترويج للسينما الخليجية التي هي في طور الإنشاء والتكون أشار سمير فريد الى ضرورة اهتمام الفضائيات العربية بهذا المكون الوليد واضاف ايضاً ان هذا الاهتمام بدا واضحاً عبر تضاعف جوائز مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي في دورته الثانية، إذ وصلت قيمة الجوائز فيه الى مليون دولار بعد أن كان نصف مليون في دورته الأولى· ونوه فريد الى أهمية محور ''60 عاماً على تقسيم فلسطين'' كونه اضاءة حقيقية على قضية تاريخية· واعتبر المهرجان وجهاً مشرقاً من نهضة أبوظبي الثقافية واهتمامها بأنساق الثقافة المختلفة وتمنى النجاح لكل مشاريع أبوظبي التي تجرى حالياً وفي المستقبل·