الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ورزازات المغربية·· هوليوود افريقيا

ورزازات المغربية·· هوليوود افريقيا
12 أكتوبر 2008 00:22
صوّرت العديد من الأفلام العالمية بمدينة ورزازات المغربية في استوديوهاتها العالمية وفي ربوع صحرائها وداخل قصباتها وقصورها التاريخية الشهيرة، ووجد مخرجو أفلام لورانس العرب و كليوباترا و مملكة الجنة و قطار مراكش السريع و الإسكندر الأكبر و بابل في ورزازات فضاءً خصباً لإذكاء مخيلتهم، بعد أن جذبتهم المدينة التي تتميز بسحر طبيعتها وطقسها المعتدل والمشمس طيلة السنة وتنوع تضاريسها، وموقعها المميز على سفوح جبال الأطلس وعلى أبواب الصحراء· يبدو أن الزمن توقف في هذه المنطقة ليسمح لمناظرها الطبيعية بأن تنسج علاقة مع معالم المدينة الموغلة في التاريخ، وتختزن موروث منطقة من أغنى مناطق المغرب بمناظرها الطبيعية وتنوع ثقافتها وتعددها العرقي، مما أهلها لتشكل حلقة تاريخية ومحطة نموذجية لتصوير الأفلام وجذب المخرجين والمنتجين الباحثين عن صور رائعة لأفلامهم وديكورات طبيعية مكونة من صحارى وواحات وقوافل وأهازيج شعبية وقصور عتيقة· ألف قصبة ومئات الأفلام جمعت هذه المدينة الكثير من المميزات مما جعلها تستقطب كماً هائلاً من الأفلام السينمائية العالمية على مدار السنة، فحسب إحصاءات المركز السينمائي المغربي شهدت ورزازات خلال السنوات الست الأخيرة تصوير 419 فيلماً بميزانية ناهزت المليار ونصف المليار درهم· ويزيد من جاذبية المنطقة الأسوار الرملية للمنازل والقصور وكثرة القصبات التاريخية حتى سميت المدينة بمدينة ألف قصبة، مما زاد من عشق العديد من المخرجين البارزين في العالم لها فاختاروها محطة لإنتاجاتهم السينمائية مرات عدة· وتتوافر المدينة على ثلاث استوديوهات للتصوير هي استوديو ''أطلس''، و''كان زمان'' و''كلا''، كما تضم مركزا أورو - متوسطي للتكوين في المهن السينمائية· ومن أبرز الأفلام التي صورت بورزازت فيلم ''لورانس العرب'' الذي قام ببطولته بيتر اوتول وعمر الشريف، وفيلم ''كليوباترا'' للممثلة إليزابيث تايلور و''مملكة الجنة'' بطولة أورلاندو بلوم و''قطار مراكش السريع'' بطولة كيت ونسلت وفيلم ''الإسكندر الأكبر'' لمخرجه أوليفر ستون، و''عطيل'' لأورسن ويلس، و''الرجل الذي يعرف أكثر من اللازم'' لألفريد هتشكوك، و''لورانس العرب'' لدافيد لين، و''مائة ألف دولار تحت الشمس'' لهانري فيرنوي، و''الرجل الذي أراد أن يكون ملكاً'' لجون هوستون، و''آخر محاولة للمسيح'' لمارتن سكورسيزي، و''شاي بالصحراء'' لبرناردو برتولوتشي، و''المصارعون'' لردلي سكوت، و''بابل'' بطولة براد بيت وكيت بلانشيت· وقد ساهم ارتباط ورزازات بالفن السابع في تحقيق نقلة نوعية للمدينة وانعكست الأرباح التي تدرها الأفلام السينمائية على تنمية المنطقة وساهمت في خلق فرص الشغل والتكوين المهني للفنيين والتقنيين المغاربة، وبالمقابل تحملت المدينة ضريبة الفن والآثار الناجمة عن دخول ثقافات وجنسيات مختلفة لمدينة محافظة، فأصبح الحفاظ على العلاقات الاجتماعية والمكونات الثقافية تحدياً كبيراً يواجه ساكني المدينة· هوليود إفريقيا يطمح المغرب الى جذب كبار السينمائيين ومنتجي الفن السابع لتصوير أعمالهم بوارزازات تقديراً لمؤهلاتها الجغرافية والبشرية ووعياً منه بالانعكاسات الإيجابية التي يمكن أن تنتج عن تصوير الأفلام· ويستغل المغرب تزايد شعبية الفنون الافريقية والشرق أوسطية في العالم وإقبال الغربيين على تصوير أفلام عن البيئة العربية، للترويج لهذه المدينة على أنها هوليود افريقيا والشرق· وتحتوي مدينة وارزازات التي تبعد عن العاصمة الرباط 520 كيلومتراً على مجمع سينمائي كبير، يمتد على مساحة 160 هكتاراً، وكلف إنجازه تسعة ملايين دولار أميركي، ويضم مجمع ''دينودي لورونتيس سينسيتا'' فضاءين للتصوير، يمتد كل واحد منهما على مساحة 2375 متراً مربعاً بالإضافة إلى أربع ورشات لحرف الديكور على مساحة 2400 متر مربع وإلى جناح للملابس ومطعم وورشة للهندسة وصناعة الديكور· وقد روعي في بناء هذه الاستوديوهات الفن المعماري العربي الأصيل، وهو البناء المستوحى هندسياً من البناء القصبي الذي تزخر به وارزازات· ويستطيع الأستوديو استقبال خمسة أعمال سينمائية كبيرة سنويا، وينتظر أن يساهم في إحداث 200 ألف يوم عمل سنوياً· وتضم المدينة متحفاً سينمائياً ضخماً يحتوي على ديكورات وقاعات استغلت لتصوير أشهر الأفلام الأميركية التي صورت بالمدينة، وهكذا يمكن للسائح أن يزور هذه الأماكن ويستعمل طاولات وملابس وأواني استغلت لتصوير مجموعة من أشهر الأفلام التي صورت في المدينة· وأقيم المتحف في موقع الاستوديو الإيطالي السابق على مساحة تقدر بهكتارين، ويقع في قلب المدينة قبالة قصبة تاوريرت الشهيرة وعلى بعد أمتار من مركب للصناعة التقليدية ليكون بدوره محطة أساسية لكل زائر لمدينة ورزازات· ويستقبل المتحف زائره بسوره ذي الطابع الهندسي المغربي قبل أن يفاجأ بديكورات تحيل تارة على الحضارة اليونانية القديمة وتارة أخرى على الحضارات القديمة في الشرق الأوسط· وهكذا سيشاهد الزائر قاعة علاج وقاعة الاجتماعات السياسية بمجلس النبلاء والكاردينالات واسطابلات وحتى السجون حيث كان يعتقل المحاربون الأسرى· ومن أجل إبراز غنى التراث الطبيعي للمنطقة قام المختصون في الديكور ببناء مغارة صغيرة في إشارة لأفلام الرعب العديدة التي تم تصويرها بورزازات· أما جناح الملابس فيعكس مهارة وخبرة الصانع المغربي وتوجد به ملابس لتصوير أفلام تتناول فترات قديمة كاللباس اليوناني والروماني والفرعوني أو لباس المسلمين قديماً· وبإمكان الزائر قبل خروجه من الأجنحة الداخلية أن يشاهد مقاطع من أفضل الأفلام التي تم تصويرها بالمنطقة لينتقل بذلك من الديكور الجامد إلى الصور الحية· ويمكن للزائر بعد ذلك أن يتوجه إلى السوق الكبير غير المغطى والذي يضم خياماً تقليدية تذكر بالفضاءات الصحراوية حيث يكتشف الزائر الكثير من الأدوات القديمة الغنية بقيم التقاسم والانتماء إلى الإنسانية· وقد تم مؤخرا بورزازات إحداث ''لجنة الفيلم'' وهي هيئة تهدف إلى إنعاش قطاع الصناعة السينمائية والارتقاء به بالمدينة وبنواحيها· وتندرج هذه المبادرة في إطار استراتيجية المغرب الرامية إلى إنعاش الصناعة السينمائية بورزازات عن طريق تسهيل عملية تصوير الأفلام بالمنطقة وتأهيل الموارد المحلية والترويج لوجهة ورزازات في المحافل السينمائية العالمية· وتهدف الهيئة إلى استقطاب مزيد من الأعمال السينمائية وتكوين الكفاءات في فترة وجيزة كمرحلة أولى والقيام باستطلاعات حول الدول المنافسة في هذا المجال ووضع بنية تحتية تشمل تجهيزات ونظاماً للتحفيز المالي يقدم لمؤسسات الإنتاج· ومن بين الأهداف الأساسية لهذه الاستراتيجية جعل ورزازات رائدة في مجال استقطاب الإنتاجات السينمائية بإفريقيا في أفق 2016.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©