احتراق واجهة برج سكني يضم 34 طابقاً بالشارقة من دون خسائر بشرية

شب حريق في برج سكني «الطاير» مكون من 34 طابقاً بمنطقة النهدة في الشارقة تضم 408 شقق سكنية، حيث أتت النيران على الجهة الأمامية للبناية بأكملها وتسببت في أضرار لحقت بـ 102 شقة، دون خسائر بشرية أو إصابة في الأرواح، حيث تمكنت فرق الإنقاذ والإطفاء من إخلاء المبنى بالكامل من قاطنيه. وقامت فرق من جمعيتي الهلال الأحمر والشارقة الخيرية بتوفير ثلاث خيام مجهزة لإيواء الأسر المتضررة من الحريق أقامتها في حديقة النهدة بالمنطقة، وقدمت مساعدات عينية تمهيداً لتسكينهم في فنادق وشقق فندقية بعد حصر الأعداد. وقام فريق من الدفاع المدني من أبوظبي ودبي وعجمان وأم القيوين، بجانب كافة فرق الدفاع المدني بالشارقة، بالتعامل مع الحريق الذي أتى على إحدى الواجهات الأمامية بكافة طوابق البناية، والذي بدأ في الساعة الثانية وعشر دقائق من صباح أمس الأول، وتم إخماده في الساعة الخامسة صباحاً، لتبدأ بعدها عمليات التبريد حتى السابعة ومن ثم تم تسليم الموقع للمختبر الجنائي بشرطة الشارقة لبدء التحقيق. وأكد العميد عبد الله السويدي مدير عام الإدارة العامة للدفاع المدني بالشارقة، أن غرفة العمليات تلقت بلاغاً بالحريق في الساعة الثانية وعشرة دقائق صباحاً، وأن أول فريق إطفاء وصل للموقع بعد ثمان دقائق من البلاغ، وبدأت فرق الإنقاذ في التعامل مع الموقف من البداية بإخراج الأهالي من الشقق السكنية تأميناً لأرواحهم. وأضاف أن الفرق كانت تمر على كل شقة لتيقظ ساكنيها ومن ثم تأمين نزولهم للشارع، وأخرى تتعامل مع الحريق لإخماده، وعدم انتقال النيران لباقي الشقق السكنية، كما تم الاستعانة بفرق الدفاع المدني من دبي وعجمان وأم القيوين، وحضرت فرقة من الدفاع المدني من أبوظبي للمساعدة في عملية الإطفاء. وقال السويدي، الذي أشرف على الحريق في الموقع، إن رجال الإطفاء حرصوا أيضاً على إخلاء المباني المجاورة من قاطنيها كإجراء احتياطي، وتأكدوا من عدم وجود أي ساكن داخل البناية تجنباً لوقوع خسائر بشرية. من جانبه قال عبد الله بن خادم مدير جمعية الشارقة الخيرية إنه وبالتنسيق مع شرطة الإمارة بدأ التنسيق منذ ساعات الصباح الأولى، على إقامة مأوى للمتضررين من خلال إقامة ثلاث خيام في حديقة النهدة، واحدة كبيرة واثنتين صغيرتين، وتم تجهيزها بمكيفات، وكذلك تزويد الأسر بالاحتياجات الأولية من مأكل ومشرب، إضافة لتزويد بعض من أصحاب الأمراض بأدوية وملابس، كونهم خرجوا بشكل مفاجئ من البناية دون التمكن من حمل بعض أغراضهم. وأشار بن خادم إلى أنه بات من الضروري النظر في أمر البنايات التي تتعرض للحرائق. وقال عدد من سكان البناية إنهم هرعوا للشارع بعد سماع جرس إنذار وتفاجأوا بالنيران تشتعل في الطابق الأول من البناية لتمتد إلى كافة الطوابق العليا، مؤكدين أنهم تركوا كافة حاجياتهم في الشقق وأنهم في انتظار السماح لهم بالدخول للموقع بعد إخماد الحريق بصورة نهائية. وتابعوا أنهم لجأوا للخيام التي أقامتها الشرطة وجمعية الشارقة الخيرية، وانتظروا بعض الوقت إلى أن تم تزويدها بالمكيفات خلال وقت الظهيرة، كما أن بعض الأسر لجأت لمصلى النساء في الحديقة للمكوث فيها، مشيرين أن المعنيين بالمكان أبلغوهم بأنه سيتم نقلهم لفنادق وشقق فندقية للمبيت فيها. وأكدت القيادة العامة لشرطة الشارقة أن هـنــاك 45 ســيارة تضــررت في موقـع الحـريق. وقد أشرف العميد عبدالله مبارك الدخان نائب قائد عام شرطة الشارقة على عمليات إطفاء الحريق، حيث كان في الموقع منذ اللحظات الأولى لنشوبه، هو وعدد من مديري الإدارات بالقيادة العامة لشرطة الشارقة. وأضافت أن غرفة العمليات بالشرطة تلقت بلاغاً بالواقعة وأن البناية تتكون من 40 طابقاً منها 34 للسكن و6 طوابق للمواقف والخدمات. سكان البناية تجمع العديد من الأسر، من مختلف الجنسيات في حديقة منطقة النهدة بالشارقة، وافترش البعض منهم أرض الحديقة منتظرين نقلهم للشقق الفندقية، أو العودة لشققهم في البنايات، مؤكدين أنهم عاشوا لساعات في حالة من الخوف مع بداية الحريق. وأكد البعض أن أجهزة الإنذار كانت تعمل وقت الحريق إلا أنهم لم ينتبهوا لها، وخاصة أن تلك الأجهزة كانت تعمل خلال الفترة الماضية دون سبب وعليه فلم يعولها اهتمام. وقدم العديد من الأسر الشكر للقائمين على الجمعية الخيرية في تقديم المساعدة، فيما ألقى البعض باللوم عليهم في عدم سرعة إنهاء إجراءاتهم، خاصة أن لديهم أطفالاً لا تتحمل البقاء في الخيام لفترات طويلة. حرائق الأبراج يأتي الحريق الذي شهده برج «الطاير» صباح أمس ضمن سلسلة ومسلسل حرائق الأبراج التي شهدتها الإمارة الفترات الماضية، مثل حريق بناية «الباكر 4» في منطقة التعاون والذي وقع يناير الماضي، وأتى على 30 طابقاً، وكذلك حريق البناية السكنية التي كانت قيد الإنشاء، والمكونة من 21 طابقاً بمنطقة الممزر في يونيو الماضي، وحريق بناية «الكويت» التي احترقت بأكملها (13 طابقاً) في شهر يونيو من العام قبل الماضي.