الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحساسية تقترن بنوعية الطعام وسلامة البيئة والمناخ

الحساسية تقترن بنوعية الطعام وسلامة البيئة والمناخ
3 مايو 2011 20:27
يختلط عند كثير من الناس المفهوم الصحيح لما يعرف بالحساسية. وكثيراً ما نسمع أن هناك شخصاً ما لديه حساسية من طعام معين، أو من رائحة محددة، أو من مادة أو مناخ بعينه. والغريب أن تستمر كثير من أنواع الحساسية وتلازم الشخص طيلة عمره. فما هي حقيقة «الحساسية»، وما هي أعراضها ومسبباتها؟ وكيف تشخص؟ وكيف نتجنب استثارتها؟ وما هي سبل العلاج الممكنة؟ يعرف الدكتور رشدي خلف الله، أستاذ الأمراض الباطنية والصدر، الحساسية بأنها تفاعل يحدث في الجسم لأشخاص لديهم حساسية من بعض المواد. وقد تكون إحدى المواد غير ضارة لشخص غير مصاب بالحساسية سبباً لحدوث أعراض تتراوح ما بين أعراض شديدة وخفيفة إذا تعرض لها شخص مصاب بالحساسية. والإصابة بالحساسية تحدث للشخص في أي وقت، لكن في معظم الأحيان يبدأ ظهور الأعراض في مرحلة الطفولة. وتشمل الصور العامة للحساسية الربو وحمى القش والحساسية الأنفية «التهاب الأنف التحسسي الدائم»، وهناك أنواع أخرى وهي الأكزيما، وهي عبارة عن تورمات حمراء يصاحبها هرش على الجلد، والشرى «نوع من الطفح الجلدي يظهر فجأة ويختفي ويسمى أيضاً - أرتكاريا - والصداع التحسسي والاضطرابات الهضمية التحسسية يطلق على المادة التي تسبب الحساسية اسم المستأرج، وتشمل المستأرجات التي تسبب معظم حالات الربو وحمى القش وحساسيات الجهاز التنفسي الأخرى، غبار المنازل وبعض أنواع الفطر الصغيرة، وحبوب اللقاح، وقشر أو شعر الحيوانات الأليفة الموجودة بالمنزل كالقطط والكلاب والأرانب وغيرها. وقد تسبب أغذية كثيرة تفاعلات الحساسية، وتشمل هذه الأغذية الشيكولاتة ولبن البقر والبيض والقمح وبعض الأغذية البحرية خاصة الأسماك الصدفية، ومن المستأرجات الشائعة المواد المضافة إلى الأغذية مثل ملونات الأطعمة والمواد الحافظة. كما أن عدداً كبيراً من النباتات تسبب الحساسية لدى فئة كثيرة من الناس». «المواد الهائية» أما عن كيفية حدوث الحساسية، يوضح الدكتور خلف الله:« يقال إن الشخص المصاب بالمرض يتفاعل مع مستأرج معين أو مع عدة مستأرجات كان الجسم قد تعرض لها من قبل. ويستطيع المستأرج تحفيز الجسم لإنتاج بروتينات تسمى «أجساماً مضادة» وتتفاعل المستأرجات مع الأجسام المضادة بعد ذلك، حيث تفرز خلايا الجسم مواد معينة في الدم وسوائل الجسم الأخرى، وتسبب هذه المواد التي يطلق عليها اسم «المواد الهائية» حدوث تفاعلات في خلايا أو أنسجة أخرى ويحتمل أن يسبب كثير من المواد الهائية تفاعلات الحساسية في الناس والحيوانات. ويعد «الهستامين» المادة الهائية الرئيسية التي تسبب الحساسية عند الناس. وتؤثر المواد الهائية التي تفرز في الجسم على أنسجة تحسسية مستهدفة، تشمل معظم هذه الأنسجة الشعيرات الدموية (أوعية دموية صغيرة) أو الغدد المخاطية أو العضلات الملساء (عضلات المعدة وأعضاء داخلية أخرى باستثناء القلب). ويحدد موقع هذه الأنسجة في الجسم بالإضافة إلى استجابتها الخاصة لمواد هائية (المرض التحسسي المعين)، كما يسبب الهستامين بوجه عام تضخم الشعيرات الدموية وإفراز الغدد المخاطية وشداً في العضلات الملساء». العوامل الوراثية يضيف الدكتور خلف الله: «لوحظ أن هناك نزعة وراثية للإصابة بالحساسية، فإذا كان الوالدان مصابين بالحساسية، فإن هناك احتمالاً بنسبة 75% أن يصاب كل طفل من أطفالهما بمرض من الأمراض التحسسية. وإذا كان أحد الوالدين فقط مصاباً بالحساسية فإن الاحتمال ينخفض إلى 50% أو أقل. ويبدو أن النزعة الوراثية تجاه الحساسية لا تتبع أي قاعدة وراثية ثابتة، كذلك فإنه من الأفضل أن يقال عن الحساسية في هذه الحالات أنها عائلية على أن يقال إنها وراثية مباشرة». التشخيص والعلاج التشخيص والعلاج، يقول الدكتور خلف الله: « ليس هناك شفاء تام من المرض، لكن يستطيع الناس تجنب أعراض مرض تحسسي معين، وذلك بتجنب المستأرج الذي يسببه، وبالرغم من ذلك فانهم يظلون حساسيين لهذه المادة، وعلى جانب آخر يمكن التحكم في الحساسية، حيث يمكن أن يقل معدل حدوث وخطورة النوبات، كما يمكن منع المضاعفات. وإذا ابتدأ العلاج في معظم الحالات بمجرد التعرف على الأعراض الأولى، واستمر على أسس منتظمة، فإن هذا يؤدي إلى نتائج علاجية طيبة، وفي حالة عدم علاج الحساسية، فإنها تميل إلى الأسوأ أكثر من ميلها إلى الأحسن. وفي بادئ الأمر، يفحص المختص المريض فحصاً بدنياً، ويشخص وجود مرض تحسسي من خلال أعراض المرض، وتستخدم اختبارات جلدية دقيقة للتعرف على المستأرجات التي سببت المرض». الحساسية الغذائية لا يمكن التعرف على الحساسية الغذائية بواسطة اختبارات الجلد، وللتأكد من ذلك، يضع المختص الغذاء الذي يتناوله المريض تحت المراقبة. ويوصي اختصاصي الحساسية بتجنب تناول كل الأطعمة التي غالباً ما تسبب الإصابة بالحساسية بوجه عام، وعدم إدراجها في وجبات المريض. وإذا حدث ذلك يوصي الطبيب بالعودة إلى تلك الأطعمة وإدماجها ضمن وجبات المريض، وإذا انطلقت الحساسية مرة أخرى بعد أن يتناول الشخص أحد هذه الأطعمة، فإنه يحتمل أن يكون لديه حساسية لهذا الطعام، وبعد التعرف على المادة أو المواد التي تؤدي إلى الإصابة بالحساسية فإنه من الضروري أن يتجنبها المريض بقدر الإمكان. وقد يصبح هذا الأمر سهلاً تماماً إذا كانت المادة طعاماً مثل الشيكولاته أو شعراً لنوع من الحيوانات. أما إذا كان المستأرج غبار المنزل أو بذوراً من عشب فإن الشخص قد يجد صعوبة بالغة في محاولة تجنبه. وفي حالة عدم إمكانية تجنب المستأرج فإن الطبيب قد يعطي المريض أدوية لتخفيف الأعراض.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©