السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«إبداع من النفايات الخشبية» يعزز الوعي البيئي وينشر ثقافة التدوير

«إبداع من النفايات الخشبية» يعزز الوعي البيئي وينشر ثقافة التدوير
3 مايو 2011 20:20
معالم حضارية مختلفة ورموز تراثية، ومفردات بيئية، مثلت جميعاً أهم مكونات المعرض الفني الذي أقامه نادي تراث الإمارات على مدار ثمانية أيام وينتهي غدا، وحمل اسم «إبداع من النفايات الخشبية»، وعُرضت فيه أعمال الطلبة والطالبات المشاركين في مسابقتي «إبداع من النفايات الخشبية» و»إماراتنا والبيئة» للموسم السادس 2011-2010، والتي ينظمها مركز البحوث البيئية بالنادي. تميزت الأعمال الفنية المشاركة في مسابقتي «إبداع من النفايات الخشبية» و»إماراتنا والبيئة» بلمساتها الفنية، ما عكس الحس المتميز للمشاركين في المعرض، وكذا حرص لجنة التحكيم على اختيار أفضل الأعمال وأجودها، وهو ما ساهم في إنجاح المسابقات البيئية ومن ثم المعرض، وحقق إقبالاً من الجميع لمشاهدة إبداعات طلبة مدارس الإمارات المستمدة من المفاهيم البيئية، والتي ترسخ الوعي البيئي لديهم، في إطار فني فريد ومدهش. أفكار تجديدية من بين مدارس عديدة شاركت في مسابقة «إبداع من النفايات الخشبية»، نالت مدرسة الرسالة للتعليم الأساسي والثانوي التابعة لمنطقة العين بالمركز الأول، وحصلت على جائزة مالية بقيمة 20 ألف درهم مع شهادات تقدير ودرع النادي، وذلك عن «مجسم إماراتي السبع»، وشارك في العمل الطالبتان داليا عبد الفتاح، مريم الفارسي، وأشرفت عليهما المعلمة إيمان عبد العزيز، مدرسة التربية الفنية بالمدرسة. التي قالت لـ»الاتحاد» إن المدرسة فازت بالمركز الأول للمرة الثانية على التوالي، حيث فازت العام الماضي بالمركز الأول في مسابقة «إبداع من النفايات الزجاجية» الموسم الخامس 2009-2010. وذكرت عبدالعزيز أن فكرة العمل جاءت بعد أن قامت مع الطالبتين بطرح الأفكار المختلفة، وناقشنها إلى أن وقع الاختيار على اختيار رمز تشتهر به كل إمارة من الإمارات السبعة في عمل متكامل، حيث تم اختيار قلعة الجاهلي بالعين رمز (إمارة أبو ظبي)، ومبنى برج العرب عن (إمارة دبي)، ودوار الكتاب (إمارة الشارقة)، وبرج اتصالات (إمارة عجمان)، ودوار الساعة عن (إمارة أم القيوين)، ودوار الصقر (إمارة الفجيرة)، ومجسم قارب عن (إمارة رأس الخيمة)، تجمعهم أرضية واحدة تضم المجسمات السبعة تتخللهم شجيرات النخيل بين المجسمات في تناغم وإيقاع جميل ووحدة لعناصر العمل. وبينت أن فريق العمل اهتم بتجميع كل ما تقع عليه أعينهم من نفايات ومستهلكات خشبية للتحضير الأولي للمسابقة، ثم قاموا بمرحلة التصميم للعمل ورسم المجسم وما يتضمنه من عناصر مختلفة وتفاصيل، ثم بدأت بعد ذلك مرحلة التنفيذ، حيث تم تنفيذ مجسم كل إمارة على حدة، ومحاولة توليف المستهلكات الخشبية المختلفة بما يتناسب مع المجسم ليعطي نتائج تحاكي واقع الرمز التي تشتهر به الإمارة من تفاصيل أساسية له. وكشفت عبد العزيز عن وجود بعض المعوقات التي صادفت الطالبتين، ومنها: أولاً؛ لم يكن في الإمكان ترك حصص الدراسة الأساسية للعمل في المجسم، فكانتا تأتيان بالفسحة أو بعض حصص الفراغ، وبالطبع كان عامل الوقت مهماً لأن المجسم يوجد به تفاصيل كثيرة ومنفذ بدقة فاحتاج وقت وجهد كثيرين لتنفيذه على هذا النحو. وثانياً: محاولة البحث للحصول على بعض النفايات الخشبية التي تناسب بعض عناصر العمل كي تستخدم في التنفيذ لتعطي انطباعا لواقع العنصر المجسم، أي وضع الخامة المناسبة في مكانها المناسب، وهذا أيضاً كان يتطلب وقتا للحصول عليها، لأنها لابد أن تكون من النفايات والمستهلكات، ليس خامات جديدة وجاهزة. روح التنافسية لفتت عبد العزيز إلى أنه لتشجيع إدارة المدرسة دور كبير في رفع الروح المعنوية لفريق العمل وحفزهم على المثابرة والاجتهاد لبذل أقصى جهد ممكن لإخراجه في هذه الصورة المبهجة، ومحاولة الوصول بالمدرسة لتحقيق المركز الأول على مستوى الدولة في هذا التنافس الشديد بين مدارس الدولة، وكم الأعمال الكبير المقدم الذي وصل إلى 466 عملاً. و من جهة أخرى، تحدثت الطالبتان المشاركتان في العمل الفائز بالمركز الأول، وأعربتا عن فرحتهما بالفوز وكيف أنهما كانتا تحلمان بتحقيق الفوز بالمركز الأول مثل العام الماضي، وأشادتا بالمسابقة الكبيرة التي أتاحت الفرصة لإظهار العديد من المواهب واستغلال المستهلكات والنفايات المختلفة التي أصبحت تمثل عبئا كبيرا على البيئة في تنفيذ أجمل الأعمال الفنية، وإطلاق العنان للمواهب وإلهام الخيال في كيفية الاستفادة القصوى في المجال الفني من هذه النفايات في أعمال تتسم بالإبداع والأفكار المتجددة. ومن نادي تراث الإمارات تحدث محمد التميمي، مشيراً إلى أن هذا العام هو السادس في عمر المسابقة البيئية، التي تنظمها سنوياً وحدة البحوث البيئية في النادي، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم تحت شعار»كن مبدعاً في إعادة استخدام النفايات»، وتحمل هذا العام عنوان «إبداع من النفايات الخشبية». وأكد التميمي أن المسابقة تجسد إبداعاً فنياً فريداً للشباب في المجتمع الإماراتي، خاصة أنها تحظي بالدعم الكبير من إدارة النادي، ما انعكس على رواج هذه المسابقة وزيادة التفاعل معها، حيث بلغت الزيادة هذا العام في عدد المدارس والمراكز المشاركة أكثر من 20 في المائة، وفي عدد الطلبة الذين شاركوا في إنجاز الأعمال أكثر من 30 في المائة. وقال التميمي إن «ذلك يجعلنا نلمس ثمار الغرس الطيب، والمتمثل في الاهتمام المتزايد من قبل الجميع في تعزيز مقومات الوعي البيئي في المجتمع الإماراتي، ما يعزز العزم على مواصلة الجهود والالتزام بدعم كل الأنشطة البيئية التي تنسجم مع الرسالة الوطنية للنادي». طاقات إبداعية قالت شريفة حسن، مدير إدارة الأنشطة والمسابقات العلمية في وزارة التربية والتعليم، والتي شاركت في رعاية هذا الحدث العام، إن نادي تراث الإمارات يبذل الكثير من الجهود في إطار الاهتمام بالبيئة ومكوناتها من خلال أنشطة عديدة ومتنوعة، ومنها مسابقة «إبداع من النفايات»، لافتة إلى أن مشاركة الوازرة في المسابقة لهذا العام، تمثل بداية مبشرة لتنظيم المزيد من المسابقات البيئية التي تطلق الطاقات الإبداعية لدى الطلاب، وتعزز الروح التنافسية وترتقي بمفردات وعيهم البيئي. وأضاف «البحث في قضايا البيئية والحفاظ عليها، صار منهجاً تعمل على تحقيقه الدولة، ومن هنا كان الاهتمام بواحد من أهم العناوين البيئية ممثلاً في تدوير النفايات البيئية وتحويلها إلى موضوعات صالحة للاستخدام مرة أخرى، في محاولة للتقليل من حجم النفايات، وكذلك ترشيد الهدر المالي بما يخفف من أعباء ميزانية الدولة ويوجهها نحو تحقيق موضوعات أخرى للتنمية». وتابعت حسن «انطلاقاً من موقع وزارة التربية والتعليم كمؤسسة تربوية اتحادية، وجدنا بأننا معنيون كباقي الهيئات والمؤسسات الوطنية الأخرى في الانخراط المباشر والفعال في كافة أشكال ومظاهر الحفاظ على البيئة ومنها مسابقة «إبداع من نفايات»، حيث انعكس ذلك في مبادرات خطتنا الاستراتيجية، التي أفرزت مشاريع وبرامج يدرج بعضها في المناهج التعليمية، ونفذ البعض الآخر على شكل أنشطة تربوية ومسابقات يبتكرها ويبدعها الطلبة في مختلف المراحل التعليمية، وذلك في محاولة لنشر ثقافة البيئة إزاء المخاطر التي تتعرض لها الأرض». وفضلاً عما يحققه هذا النوع من المسابقات في مجال نشر وتعميق الوعي البيئي بين الطلبة، تشكل هذه المسابقات فرصة مثالية للطلبة لإطلاق طاقاتهم الإبداعية والفنية وتوظيفها في حماية البيئة حيث تمكنوا من استثمار النفايات البيئية الخشبية وتحويلها إلى موضوعات فنية جميلة وهادفة أثرت خيالهم وأكسبتهم مهارات حياتية جديدة بما يصقل شخصياتهم ويعزز ثقتهم في أنفسهم عبر الارتقاء بروح التنافس فيما بينهم، فضلاً عن غرس القيم والاتجاهات البيئية. ويذكر أنه شارك في مسابقة «إبداع من النفايات الخشبية» 130 مدرسة من إمارات الدولة كافة، وبلغت الأعمال 466، وبلغ عدد الطلبة والطالبات المشاركين 1122 بإشراف 210 مشرفاً ومشرفة، كما شارك في المسابقة مراكز ذوي الاحتياجات الخاصة، ومراكز التوحد. جوائز ومراكز كُرمت المدارس العشر الفائزة في المسابقات بشهادات تقدير ودرع ومبلغ نقدي، حيث نالت مدرسة الرسالة للتعليم الأساسي والثانوي المركز الأول، وجائزة مالية بقيمة 20 ألف درهم. وحلت مدرسة الرحيب للتعليم الأساسي والثانوي بالمركز الثاني وجائزة بقيمة 15 ألف درهم، ومدرسة محمد الفاتح للتعليم الأساسي والثانوي على المركز الثالث وجائزة قيمتها 12 ألف درهم. وحلت في المركز الرابع مدرسة راشد بن حميد للتعليم الأساسي ح2. ومدرسة الريم النموذجية بالمركز الخامس تلتها بالمركز السادس مدرسة المعالي النموذجية للتعليم الأساسي والثانوي، أما مدرسة Intrnational School of Crative فحلت بالمركز السابع، بينما جاءت بالمركز الثامن المدرسة الأهلية الخيرية بدبي، ومدرسة المعالي الدولية الخاصة بالمركز التاسع وجاءت بالمركز العاشر مدرسة الطلاب الهندية الخاصة، وكرم الفائزون من المركز الرابع وإلى المركز العاشر بجوائز مالية وشهادات تقدير. كما قدمت شهادات تقدير لأصحاب المراكز الثلاثة الأولى في المسابقات لذوي الاحتياجات الخاصة وهم: مركز رأس الخيمة لتأهيل المعاقين، ومركز الإمارات للتوحد، ومركز دبا الفجيرة لتأهيل المعاقين»، وشهادات تقدير للفائزين في مسابقة» إماراتنا والبيئة» للعام 2010-2011م وهم: سمية المتفيج، ووفاء الحمادنة، وخصيبة الكتبي، وشيخة الكتبي، ووقار يوسف، وشيخة الكتبي، وراشد المسماري، وعبدة الجراح، وأحمد محمد، وطه الشاعر.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©