بيدرو: نخوض النهائي بكثير من الحيطة والحذر

اعتاد المدرب فيسنتي دل بوسكي على إشراك نفس المجموعة من اللاعبين وعدم إجراء تغييرات مفاجئة في آخر اللحظات، حيث يضع ثقة عمياء في لاعبيه المفضلين، ولا يغيرهم أياً كان الخصم أو الرهان، وتبين هذا الأمر بوضوح في نهائيات جنوب أفريقيا 2010، إذ لم يدخل إلا بعض التعديلات الطفيفة على كتيبة المنتخب الإسباني بسبب الإصابات، لذلك كانت مفاجأة المتتبعين كبيرة خلال موقعة المربع الذهبي ضد ألمانيا عندما أشرك المدرب الإسباني النجم الصاعد بيدرو بدلاً من فرناندو توريس. وأعرب لاعب برشلونة نفسه عن دهشته لهذا الأمر، وقال بعد أن شارك للمرة الأولى كأساسي مع لاروخا: "نعم، لقد كنت مندهشاً وسعيداً في الوقت ذاته عندما علمت بالأمر، لم أكن متوتراً، رغم أن قوة الخصم وأهمية المباراة تفرضان بعض الضغط، لكن الأمور تختلف فوق أرض الملعب، إذ تتوارى كل هذه الأشياء ويركز المرء منا في النزال." وأثبتت مجريات الموقعة أن دل بوسكي كان محقاً باعتماده على هذا اللاعب الشاب، حيث شكل خطراً داهماً على دفاع المنتخب الألماني، بفضل سرعته الخارقة وتسديداته القوية والمركزة. كما كان قاب قوسين أو أدنى من هز الشباك، إذ أتيحت له في الدقيقة 83 فرصة حسم النزال وتسجيل هدف الخلاص بعد هجوم مضاد سريع، لكنه أخفق في اللمسة الأخيرة، وأضاع الكرة رغم وجود فرناندو توريس بجواره حراً طليقاً. وأعرب بيدور لموقع "الفيفا" عن أسفه لضياع تلك الفرصة، وقال: "لقد استأت كثيراً بعد ضياع تلك الفرصة، بعدما شاهدت اللقطة مجدداً، رأيت كيف كان توريس بجانبي بالفعل، لكنني لم أره في تلك اللحظات، لم أكن أرى سوى الشباك أمامي، وحاولت إنهاء الهجمة، لكن الأمور سارت على نحو سيء، وضاعت تلك الفرصة السانحة." لقد كادت إسبانيا أن تدفع ثمن تلك الفرصة الضائعة، لكنها تمكنت من حسم أمر التأهل في الختام، وهو ما أقر نجم برشلونة حين قال: "إن بلوغ موقعة النهائي أمر رائع ومصدر سعادة هائلة، لا سيما أن التأهل جاء بعد مباراة جميلة وعلى حساب خصم قوي مثل ألمانيا." رفض بيدرو، على غرار بقية أعضاء لاروخا، الحديث عن نجم واحد للفريق، وأشار إلى أن سر النجاح الإسباني في هذه النهائيات هو اللعب الجماعي، ثم قال: "تعمل المجموعة بشكل جيد، نشكل فريقاً متراص الصفوف، يمكن للجميع تحمل المسؤولية وتسجيل الأهداف". هذا ويتعين تحسين بعض الجوانب قبيل موقعة النهائي رغم التطور الإيجابي لمسيرة الكتيبة الإسبانية في جنوب أفريقيا، وأقر بيدرو هذا الأمر وقال: "ربما يجب أن نطور قدرتنا على إنهاء العمليات أمام الشباك. لقد أتيحت لي بعض المحاولات أمام ألمانيا، لكني عجزت عن هز الشباك، رغم ذلك فأنا مطمئن ومرتاح لبلوغ موقعة النهائي." ونجح نجم برشلونة الصاعد سنة 2009 في تسجيل الأهداف في جميع المسابقات التي خاضها مع الفريق، كما سجل أول أهدافه مع المنتخب خلال آخر مباراة ودية قبل المونديال ضد بولندا، وها هو اليوم يحلم بهز الشباك معه خلال نهائي أم البطولات. وقال هذا اللاعب المولود في جزيرة تينيريفي بشأن مسيرة المنتخب الإسباني في هذه النهائيات: "لقد زاد الانتصار على منتخبات مثل البرتغال وألمانيا من معنويات الفريق، لدينا اليوم ثقة كافية، ويجب أن نواصل ما بدأناه خلال مباراة المربع الذهبي، يجب أن نتحكم في الكرة، ونمر عبر الأطراف، ونصنع الفرص للتسجيل، هذه هي فلسفتنا في كرة القدم." ثم أنهى بيدرو حديثه بالتطرق للخصم المرتقب في الموقعة الحاسمة، هولندا، وقال: "لديهم منتخب قوي، وقد ظهر ذلك خلال جميع مبارياتهم في هذه الدورة، لديهم لاعبون خطرون في الخط الأمامي، مثل روبن وشنايدر وفان بيرسي. الملكة تجاهلت البروتوكول من أجل بويول محمد حامد (دبي) - في مشهد جديد يؤكد سيطرة حمى المونديال على الجميع، بدءًا من أعلى المسؤولين، ووصولاً إلى أبسط المواطنين، تغاضت الملكة صوفيا ملكة إسبانيا عن البروتوكولات الملكية وهرولت إلى غرفة تغيير الملابس الخاصة بالمنتخب الإسباني عقب تغلبه على المنتخب الألماني في مباراة قبل النهائي مباشرة، ويبدو أن الوفد المرافق للملكة لم يبلغ اللاعبين أو الجهاز الفني بزيارتها الخاطفة، ليفاجأ الجميع بوجودها بينهم، فانطلقت موجات التصفيق الحار من جميع اللاعبين، بينا وقفت الملكة في منتصف الغرفة لتشارك اللاعبين فرحتهم. وعقب الانتهاء من التصفيق، قامت بمصافحتهم جميعاً، وكانت الكلمة التي تكررها باستمرار "مبروك يا أولاد". وقبل أن تهم الملكة بالخروج، وجدت كارليس بويول مدافع المنتخب وصاحب الهدف الوحيد في المباراة يقف أمامها قبل أن يجفف الماء الذي تساقط من جسده عقب استحمامه مباشرة، بينما اكتفى اللاعب بوضع منشفه فوق خصره. وعلى الرغم من ذلك، لم تتردد الملكة في مصافحته، ووفقاً لما ذكرته الصحف الإسبانية طالبته على سبيل المزاح ألا يتعجل الحصول على "الشاور" عقب المباراة النهائية مباشرة؛ لأنها سوف تكرر زيارتها لتهنئتهم بالكأس