السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الشاعر عبدالله الهديه يستعد لإصدار «الباحث عن إرم»

الشاعر عبدالله الهديه يستعد لإصدار «الباحث عن إرم»
9 يوليو 2010 20:29
يستعد الشاعر عبدالله الهديه لإصدار ديوانه الجديد الذي سيأتي تحت عنوان “الباحث عن إرم”، ويضم مجموعة من القصائد المختارة للشاعر منذ العام 1992 حتى اليوم. وفي لقاء مع “الاتحاد”، يقول الهديه “أخذ مني انتقاء اسم هذه المجموعة 3 سنوات، حيث كنت في حيرة دائمة، وأتساءل: هل أسميه “أضاعوني”، فأعود ويعود معي الجمهور إلى ذلك بيت الشعر القديم الذي يقول: “أضاعوني وأي فتى أضاعوا”، والضياع هنا منوع بين الغربة والاغتراب. أم اسميه “الباحث عن إرم” فأبقى في تلك الحيرة التي جعلت شعراء المعلقات يبكونها، وهم يقفون على الأطلال، وجعلت أفلاطون يبحث عن مدينته الفاضلة بين الشعراء، وجعلت عبدالله الهديه تارة يقف عند بكائه، وتارة أخرى يبحث عن الجمال الإنساني، فتبقى الحيرة بين التأصيل ومعايشة الواقع، والانطلاق إلى الأفق الجديد، وتبقى إرم دمعة وتطلعاً”. ويوضح الهديه “لقد خرجت القصيدة التي تحمل عنوان المجموعة، بعد أن كانت في الذاكرة، ولم أستطع أن أقتنصها لتتجسد حرفاً ورمزاً وبالتالي دلالة، وإسقاطات، تتنوع بتنوع ثقافة متلقيها”، لافتاً إلى أن صدور المجموعة سيكون ضمن احتفائية خاصة يخطط لها بصورة تليق بما تضمنه من أشعار. وبسؤاله إن كان النقاد قد أنصفوه في تناولهم لأشعاره قال “لا أرى أن هناك حركة نقدية متجردة من الاتجاهات الفكرية”، لافتاً إلى أن “الذي ينقصنا الآن هو ذلك الناقد الذي يبحث عن الجمال في الشعر، لا الذي يروج إلى فكره” مضيفا “أن المجتمع العربي لديه الكثير من القضايا، والشاعر ليس مطلوباً منه أن يكون باحثاً اجتماعياً، أو يمتلك الحلول الاقتصادية، وليس ذلك المولع بالصراخ المنبري، ولكن بنفس الوقت ليس ذلك الذي يغوص في الغموض لمجرد الغموض، فترى أحياناً ناقداً ما ينبري لأشعاري أو أشعار غيري من خلال المدرسة التي ينتمي إليها، فيعطي لنفسه الحق في النقد، بناء على ما درسه أو بناء على ما تخيره لهذا أو ذاك”. وأرجع الشاعر الهديه هذه المشكلة في النقد إلى المشرفين على الصفحات الثقافية والفكرية الذين ينبغي أن يكونوا في رأيه حياديين، ويغوصوا في أعماق المنتج الأدبي، منوهاً أن المضمون أهم من الشكل، فقد توجد قصيدة كتبت بالشكل العمودي أفضل من ألف قصيدة نثر، أو قصيدة نثرية، أفضل من ألف قصيدة عمودية. وعن رؤيته للحركة الشعرية والنقدية في كامل الوطن العربي عموماً قال “ربما الذي أراه الآن أن القصيدة الفصحى على مستوى الوطن العربي مغيبة بشكل أو بآخر، سواء كان هذا الغياب نتيجة لمسببات عفوية أو مقصودة”، لافتاً إلى أن شبكة المعلومات العنكبوتية قاربت من الإبداعات العربية، لكنه نوه إلى وجود ساحة مفتوحة للجميع، للمبتدئ وللرمز، للمتطفل وللقدوة، وبالتالي “تكمن صعوبة الاختبار أو الانتقاء أو صعوبة الوصول إلى الرمز الجميل، والهدف المنشود الذي يغذي العقل والروح”. وعن روافده الشعرية ورؤيته في المرحلة الحالية يقول الهديه “تتركز نظرتي في الآونة الأخيرة على الفلسفة، مهما تباينت معطياتها، فـ “روسو” الفيلسوف الفرنسي بدعوته للعودة إلى الطبيعة نهلت من فلسفته الشيء الكثير، و”ديكارت” ومبدأ الشك يعطيك مجالاً لأن تحترم عقلك وألا تكون إمعة”. وفي المدارس الشعرية المختلفة يقول الهدية إنه وجد إضاءات على مستوى العالم، وكذلك في الرواية، التي أصبحت ثقافة للشعوب، وللحراك الاجتماعي، مؤكداً أن كل ما سلف إي كل ما استقاه من الشعر والفلسفة والرواية، جعله يواجه الحياة بشكل مختلف، إضافة إلى الرياضة الروحية وما لها من تأثير على المسيرة الفكرية الثقافية له. ورفض الهدية تحديد أسماء شعرية معينة أثرت في مسيرته قائلاً: “الأسماء كثيرة، لأنها تتداخل مع المعرفة الإنسانية بشكل كبير جداً، خاصة تلك التي تتغلغل في مخاطبة الروح”. نظرة حول نظرة الشاعر عبدالله الهديه إلى منجزات الآخرين الإبداعية، يقول: “أعتقد أن الحياة دورة تكاملية، فأي مبدع يؤثر ويتأثر، وهناك ذائقة لدى أي شخص من الناحية الثقافية والفكرية والعلمية والفنية، وبالتالي له نهج معين يستقي منه الأفكار التي تناسب ميوله وطموحاته، وهذا لا يعني إقصاء الآخر، أو عدم الإفادة من الآخر”، مضيفا أن “مدارس الجمال تختلف باختلاف الينابيع، وبالتالي لكي نعيش تحت هذه المظلة الإنسانية لا بد من احترام الآخر، والولوج في منتجه الفكري، والإفادة منه مع المحافظة على الثوابت، وواقعية اليوم في سبيل البحث عن الحداثة والتجديد، بشرط لا ضرر ولا ضرار، ذلك أن الثقافة رحلة لتطوير الحياة”.
المصدر: رأس الخيمة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©