بن حيدر: شخصيات «النمرود» تجاوزت حاجز اللغة والتقاطع الثقافي في رومانيا

شارك الممثل المسرحي عبدالله بن حيدر مؤخرا في تقديم عرض جديد لمسرحية “النمرود” من تأليف صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة وذلك في مدينة سيبو برومانيا، حيث لقي العرض استحساناً كبيراً من الجمهور الذي احتشد لمتابعة هذا العرض المسرحي المهم. وأشار بن حيدر إلى أن دوره في المسرحية كان متعدد الوجوه فما بين تقمص دور أحد أهالي بابل كان أيضاً قد أدى ثلاثة أدوار هي الوزير وقائد الجيش وكابي الحداد. وتأتي هذه الأدوار مجتمعة في عمل واحد لتؤكد قدرة عبدالله بن حيدر على اقتناص اللحظة الحرجة والمهمة للتعبير عن أي شخصية يتلبسها ويقدمها في كل تناقضاتها وانسجامها والتحامها في البنية المسرحية باعتبارها فاعلة ومؤثرة في حركة النص. وأكد بن حيدر أن مشاركته في “النمرود” تعتبر من أهم ما يسجل له تاريخياً من إسهامات في المسرح الإماراتي بخاصة كونه جزءاً من المسرح العربي. وقال “إن المجهود الكبير الذي قامت به دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة ومسرح الشارقة الوطني لتقديم عمل مسرحي مهم ك”النمرود” يعد انجازاً كبيراً يسجل لهم نجاحه وبخاصة إذا ما رأينا أنه قد قدم إلى مجتمع بغير لغتهم، ولكن ما يشفع لنا كممثلين أننا استطعنا تجسيد الشخصيات بحيث استطعنا أن نوصل الأفكار بالرغم من اختلاف اللغة وهذا ما شعر به المجتمع الروماني والذي تجلى في وقوفهم طويلاً وهم يصفقون بحرارة تقديراً لما طرح من أفكار في المسرحية وإلى الأداء البارع الذي استطاع الممثل الإماراتي تجسيده، متجاوزاً حدود الفهم اللغوي وتقاطع ثقافات ولغات العالم”. وأضاف “إن مسرحية “النمرود” وإمكانية عرضها في بقاع الارض المختلفة تدلك على أنها تتناسب مع الأفكار الحرة في أي مكان في العالم”. ونوه عبدالله بن حيدر إلى أن هذا العرض في رومانيا يأتي مكملاً لجولات متعددة زارت تونس ومصر ولبنان وسوريا بالاضافة إلى العرض الأول الذي قدم في الإمارات، وأن هناك عروضاً جديدة نستعد لتقديمها في بلدان عربية وأجنبية متعددة”. وحول استفادة الممثلين من هذه العروض وما تقدمه لهم من خبرات قال بن حيدر “أعتقد بصدق أن هذه العروض قد أفادتنا كثيراً وصقلت خبراتنا وتجاربنا في تقديم عمل مسرحي مهم كالنمرود لأننا واجهنا جماهير عربية وأجنبية مختلفة الثقافات ومتعددة الرؤى، وهذا يؤثــر في طريقة استقبالهم للفنون المسرحية إلا أنــنا فعلاً وجدنا إمكانية تقديم مسرحية “النمرود” بحرارة متصاعدة أهّلتنا لأن نقدم المتعة والفرجة والمعرفة في مناطق مختلفة من عالمنا العربي”. مسرح بني ياس وأشار عبدالله بن حيدر إلى أن مسرح بني ياس كونه عضو مجلس إدارته، وأميناً للسر فيه، يستعد خلال الفترة المقبلة لبرمجة نشاطه بشكل فاعل ومن المرتقب عقد اجتماع موسع لمجلس الإدارة خلال الشهر المقبل لمناقشة استعداداته وتهيئته لدخول عام مسرحي إماراتي جديد، وكذلك مناقشة جدول أعماله، وما سيقدم من عروض في مهرجانات الدولة المسرحية هذا العام. وأشار عبدالله بن حيدر إلى أن مسرح بني ياس يعاني رغم اجتهاده من عدم امتلاك مقر دائم له.وسبق لابن حيدر أن ذكر في لقاءات سابقة أن السعي حثيث وبجهد استثنائي لأعضاء مجلس الإدارة من أجل توفير مقر دائم كي يمارس إبداعه بنشاط أكبر وكي يستعد للمشاركات المحلية بأكثر فاعلية. وأكد أن مسرح بني ياس ولكونه جزءاً من بنية المسرح في أبوظبي فإنه سبق أن شارك في فعاليات خارج الدولة ومهرجانات مهمة وحصل على عدة جوائز كانت بمثابة تتويج لما وصل إليه المسرح في أبوظبي. وقال عبدالله بن حيدر “إننا نمتلك قدرة على تقديم ما هو أفضل مسرحياً وبخاصة أننا نحظى بمشاركة فاعلة لما نمتلكه من أعمال وروح تجعلنا نقدم الجديد الجديد”. وتمنى بن حيدر أن ينصب اهتمام الجهات الثقافية في أبوظبي برعاية مسرح بني ياس بتوفير مقر له ودعمه المستمر كونه يعبر عن روح الثقافة في أبوظبي. وأشار بن حيدر إلى أن مساهمات مسرح بني ياس مقتصرة على المهرجانات المحلية بينما لو توفر الدعم المناسب لهذا المسرح فإنه بالضرورة سوف يكون حاضراً أمام جمهوره في أي وقت ومكان يستدعي ذلك. معهد مسرحي يقول بن حيدر عن وجهة نظره كونه أحد أعضاء المسرح الإماراتي الكبير “إن ما يحصل في المسرح الإماراتي يعد نقلة نوعية من حيث جودة الأعمال والإنجازات التي يحققها المسرح الإماراتي داخل وخارج الدولة، إلا أن هذا المسرح يحتاج إلى “معهد مسرحي” ينخرط فيه الشباب الموهوبون لكي يصقلوا مواهبهم كي نختصر المسافات التي يطمح إلى عبورها المسرح الإماراتي”.