الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

غدا في وجهات نظر: الإمارات..أرض التسامح

غدا في وجهات نظر: الإمارات..أرض التسامح
12 مايو 2014 22:26
الإمارات.. أرض التسامح يقول د.أحمد يوسف أحمد: يغادر البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية أرض الإمارات اليوم في طريق عودته إلى الوطن بعد زيارة ناجحة لدولة الإمارات العربية المتحدة دامت خمسة أيام أقيم له فيها حفل استقبال في أبوظبي يوم الجمعة الماضي، ثم رأس القداس الإلهي يوم السبت في كنيسة الأنبا أنطونيوس بأبوظبي، وأقام قداساً ثانياً في دبي يوم الأحد، فضلاً عن زيارته للشارقة، وكانت كل كلماته في هذه المناسبات وغيرها تفيض بمشاعر العرفان الصادق والمحبة الغامرة ليس باعتباره قائداً قبطياً مرموقاً فحسب، وإنما أيضاً وأساساً باعتباره مواطناً مصرياً. ومما زاد في بهجة المناسبة أن دولة الإمارات قد أحاطت الزيارة بأجواء بروتوكولية وسياسية وإعلامية شديدة الدفء. في البدء، حمل وزير الدولة الإماراتي سلطان أحمد الجابر في يناير 2014 الدعوة إلى البابا تواضروس الثاني لزيارة دولة الإمارات، وهي الزيارة التي تمت في هذه الأيام، وصرحت مصادر بالكنيسة المصرية بأن الكنسية فوجئت بإرسال صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، طائرة رئاسية إلى البابا كي تقله إلى أبوظبي. وكما فهمت من مصادر كنسية، فإن هذه المجاملة هي السابقة الأولى من نوعها في تاريخ الكنيسة المصرية، وهذا فضلاً عن الحفاوة الرسمية الصادقة التي استقبل بها قداسة البابا. الديمقراطية والعقل الخليجي الناقل يرى سالم سالمين النعيمي أن الديمقراطية ليست أفضل شكل من أشكال الحكومة؛ لأنها مزيد من التركيز على الكم وليس الكيف والجودة، حيث ترشح الأحزاب مرشحيها للمنافسة والوصول إلى السلطة، أو المشاركة في السلطة بين يسار أو يمين متطرف وقوميين ودينيين ومستقلين.. إلخ، ففي الدول الأوروبية، في الغالب يطبق نظام التمثيل النسبي الكامل، مع وجود العديد من الأحزاب السياسية، بالإضافة إلى حد أدنى للتمثيل. أما في أميركا والمملكة المتحدة، فتسيطر الثنائية الحزبية وانتخابات المناطق، فكل الأنظمة الديمقراطية تشترك في مبدأ «صوت واحد لناخب واحد». وفي النهاية، يشارك نصف الشعب تقريباً في التصويت والعملية الانتخابية، (ففي عام 2010، شارك 65?1% من الشعب في الانتخابات البريطانية، ومن هم دون سن 30 سنة شارك منهم فقط 28%، وفي أميركا، شارك 50?3% من الشعب في انتخابات سنة 2000، وكل ذلك على سبيل المثال)، مما يعني أن نسبة كبيرة من الشعب ليس لها ناقة ولا جمل في اختيار الرئيس، حيث إن مثلاً نسبة الخمسين بالمئة توزع على المرشحين المختلفين. الاستثنائية الأميركية.. والأوهام الستة يقول آرون ديفيد ميلر: الحياة مليئة بالأوهام، وربما نحتاج جميعاً إليها كي نعيش، ولكن الأوهام تبدو وفيرة بصورة خاصة في عالم السياسة والسلوكيات الحكومية، ولكن ضررها أكثر من نفعها. على الصعيد المحلي، يعتقد «الديمقراطيون» و«الجمهوريون» المحليون أن حزبيهما لديهما كافة الحلول للعلل الأميركية، بينما يتوق حزب «الشاي» لتجديد أميركا التي لم تعد عملية أو محتملة، وحتى أنصار الحزب «الجمهوري» يبالغون في الإصلاحات المالية التي يمكن بشكل ما أن تتفادى الزيادات الضريبية. ويرى مؤيدو أوباما ومعارضوه أنه إما واحداً من أعظم الرؤساء الأميركيين، أو أنه أحدث ظهور لبصمة الشيطان على الأرض. ولطالما ميزت «المفاهيم النموذجية عن الواقع» أو «الأوهام» السياسات الخارجية الأميركية أيضاً، وفيما يلي مجموعتي المفضلة، التي أبرزتها الإدارات "الديمقراطية" و"الجمهورية" على السواء. الوهم الأول: «يجب أن تقوم السياسات الخارجية الأميركية على المبادئ وأن تكون متسقة». ولكن الأمر ليس كذلك، ونادراً ما كان على هذا النحو، فقد أرسينا مبادئنا في الماضي، وسنفعل مرة أخرى في المستقبل، ولكن العالم شديد التعقيد، وهناك حاجة للمرونة، كما أن المصالح الأميركية شديدة التنوع، لدرجة أنه لا يمكن تصور ارتكازها على المبادئ، أو أن تكون متسقة في جميع الأوقات. وحتى المواظبة على تأييد مجموعة من المبادئ العامة مثل الحرية والديمقراطية تعتبر جسراً أيضاً، فعلى سبيل المثال، تدخلنا في ليبيا للإطاحة بمعمر القذافي، ولكننا لن نتدخل في سوريا للتخلص من بشار الأسد الذي لا يقل عنه شراً. وتعتبر التناقضات والنفاق جزءا من مهام القوى العظمى، وحتى الصغيرة منها. «بوكو حرام» وإرهاب ما بعد «القاعدة» يرى عبدالوهاب بدرخان أنه من غير المقبول إطلاقاً أن تنشأ ظاهرة مثل «بوكو حرام» وتعيث إجراماً في مناطقها، وتتسبب بهذه الإساءة البالغة للإسلام دون أن تتوفّر المرجعية القادرة على التدخل لردعها. لا شك أن قضية خطف الطالبات من مدرستهن في «شيبوك» في شمالي نيجيريا، ومن ثمَّ إعلان المدعو «أبو بكر شيكو» أنه سيتصرف بهنّ بيعاً أو تزويجاً، تؤشر إلى حالٍ انحطاطية أحطّ مما بلغته الحال «القاعدية». والأسوأ أن هذه وتلك تُحسبان على الإسلام والمسلمين، بمعزل عن كل ما يمكن أن يقال عن الإسلام كدين وعن المسلمين كمجتمعات استكانة واعتدال. لم يعد أحد يدري إذا كانت لدى «ابن آدم» النيجيري هذا قضية داخلية مشروعة، فليس في أخباره سوى القتل والذبح والتفجير، ثم أنه لا يشير في ارتكاباته الخطابية إلى مرجعية أخرى غير «الإسلام»، وليس للرأي العام العالمي أن يترك انشغالاته للإنكباب على البحث عن أي «إسلام» يمثّله هذا المخلوق، وباسم أي «إسلام» يتحدّث، وفي أي «إسلام» وجد ما يبرر له خطف فتيات أو طوال أعوام قبل ذلك، قتل آلاف البشر في بلده، لا لشيء إلا لأنه يريد إقامة «دولة إسلامية». صحيح أن ردود الفعل على الجريمة عبرت عن أقصى مشاعر الغضب والألم والنقمة، في مواقف الحكومات كما في حملة «أعيدوا فتياتنا» والتخاطبات على وسائل الإعلام الاجتماعي، لم تنغمس في تشريح الانتماء الديني للمجرمين، إلا أن هذا البُعد موجود في الأذهان. دعم نيجيريا في مواجهة «بوكو حرام» تقول كاترينا لانتوس سويت وزهدي جاسر: فيما تخلد نيجيريا هذه السنة بالذكرى الرابعة والخمسين لاستقلالها، يجد العديد من النيجيريين أنفسهم في مزاج أقرب إلى الحزن والتخوف منه إلى الاحتفاء والابتهاج، فمنذ بداية العام الجديد قتلت جماعة «بوكو حرام» الإرهابية المئات من المواطنين في حملتها المستمرة لزعزعة استقرار البلاد، وتعميق الشرخ بين المسلمين والمسيحيين، والمضي قدماً في فهمها المنحرف للدين. وتأتي حادثة اختطاف أكثر من مائتي تلميذة مؤخراً، بالإضافة إلى تفجير حافلة في إحدى محطات النقل بالعاصمة أبوجا، ليؤكدا الخطر المتواصل الذي تمثله تلك الجماعة على مستقبل نيجيريا. والحقيقة أن تلك البلاد تحفل بالعديد من الرهانات المهمة التي تتعين مواجهتها بدءاً من ترسيخ الحرية الدينية وليس انتهاء بضمان الأمن في بلد يكتسي أهمية كبرى بالنظر إلى كونه أحد أكبر مصدري النفط في القارة السمراء، مع ما قد يؤدي إليه اضطرابه من تأثير سلبي على الدول الأخرى المجاورة، ولذا تقع مسؤولية جسيمة على الولايات المتحدة، باعتبارها المدافعة عن الديمقراطية والحرية حول العالم، في مساعدة الحكومة النيجيرية ومدها بالمقومات الكفيلة بضمان سلامة مواطنيها ومعالجة إخفاقاتها الهيكلية قبل فوات الأوان. وفي أغسطس من عام 2013 أصدرت اللجنة الأميركية للحرية الدينية تقريرها الذي يوثق مسؤولية «بوكو حرام» في أعمال العنف الديني التي تعيش البلاد على وقعها، وإن كانت الأشهر الأكثر دموية هي تلك التي انطلقت مع العام الجديد، وهو ما دفعنا للقيام بزيارة أخرى كممثلين للجنة الأميركية للحرية الدينية لنيجيريا والوقوف عند حجم العنف المقترف هناك. وما وجدناه هو أن هجمات «بوكو حرام» فيما تمثل أعمالاً خطيرة وبشعة، إلا أنها تشير إلى مشكلات أعمق على المدى البعيد، فهي ليست سوى تجلٍّ آخر من تجليات العنف الديني الذي عرفته البلاد منذ بداية القرن الحالي وخلف أكثر من 16 ألف قتيل. أوروبا وخطورة اليمين المتطرف ترى سوني أفرون أنه في الوقت الذي تحيي أوروبا فيه الذكرى المئوية للحرب العالمية الأولى التي دمرت أوروبا القديمة، تكتسب أحزاب اليمين المتطرف نفوذاً في أنحاء من أوروبا الجديدة. ومعظم الأحزاب اليمينية المتطرفة مؤيدة لروسيا وتعارض الولايات المتحدة، وتعارض جهود الاتحاد الأوروبي لعزل بوتين لتدخله في أوكرانيا، ويتوقع أن تحقق هذه الأحزاب نجاحاً ملحوظاً في انتخابات البرلمان الأوروبي يوم 25 مايو. وكنت قد سافرت الشهر الماضي إلى المجر واليونان اللتين يوجد بهما أشد حركات الفاشية الجديدة قوة. ففي المجر فاز «حزب يوبيك-الحركة من أجل جعل المجر أفضل» بخُمس الأصوات في الانتخابات البرلمانية في الشهر الماضي. وفي اليونان، حتى رغم تعرض حزب الفجر الذهبي لحملة من الحكومة باعتباره منظمة إجرامية مازال حزب النازيون الجدد رابع أكبر حزب سياسي في البلاد. ويخوض الانتخابات على منصب رئيس بلدية أثينا حالياً «الياس كاسيدياريس» عضو البرلمان عن حزب «الفجر الذهبي» الذي يتحلى بوشم الصليب المعقوف، وينكر كلا الحزبين العداء المضمر للسامية أو للغجر لكن شعاراتهما وخطابهما يشيان بغير هذا. وزعماء الحزبين يعادون المثليين والمتحولين جنسياً ولا يخشون في ذلك لومة لائم. ويعادي حزب «الفجر الذهبي» المهاجرين بشدة. وكثيرون في اليونان والمجر إما إنهم لا يبالون برسالة الفاشيين الجدد أو يتبنونها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©