الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«كوماندوز» أميركي يقتل بن لادن والجثة في البحر

«كوماندوز» أميركي يقتل بن لادن والجثة في البحر
3 مايو 2011 00:51
فاجأ الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس العالم بإعلانه مقتل العدو الإرهابي رقم واحد زعيم تنظيم “القاعدة” أسامة بن لادن في عملية كوماندوز في بلدة ابوت آباد قرب إسلام آباد، قائلا قبل أشهر من حلول الذكرى العاشرة لاعتداءات 11 سبتمبر 2001 التي هزت نيويورك وواشنطن “أميركا أوفت بالتزامها بتحقيق العدالة والعالم بات أكثر أمانا”. وعلى الرغم من الإشادة الأميركية بمساعدة السلطات الباكستانية، إلا أن إسلام آباد نفت علمها بالعملية. وأقرت وزارة الدفاع الأميركية “البنتاجون” بأنها كانت عملية أميركية منفردة لقوات خاصة شهدت اشتباكا استمر نحو 40 دقيقة أسفر عن مقتل 5 أشخاص مع بن لادن بينهم أحد أبنائه وامرأة. وأكدت أن النتائج الأولية لتحليل الحمض النووي أظهرت تطابقا موثوقا به بنسبة مئة بالمئة، إضافة إلى تعرف امرأة يعتقد أنها زوجته عليه بالاسم في موقع العملية”. وأوضح مسؤول دفاعي “إن صلاة جنازة أقيمت لابن لادن استمرت 50 دقيقة على متن حاملة الطائرات كارل فينسون في بحر عمان، وذلك عملا بأحكام الشريعة الإسلامية، قبل أن يتم إلقاء جثته بالكفن الأبيض في البحر لعدم وجود دولة تقبله”. فيما ندد أحمد الطيب شيخ الأزهر بإلقاء القوات الأميركية جثة بن لادن في البحر ووصف ذلك بأنه إهانة للقيم الدينية والإسلامية. فقد أعلن أوباما في خطاب مفاجئ فجر أمس مقتل زعيم “القاعدة” في عملية كوماندوز في مدينة ابوت آباد القريبة من العاصمة الباكستانية إسلام آباد. وقال في بيان ألقاه من البيت الأبيض “بإمكاني أن أعلن للأميركيين والعالم أن الولايات المتحدة قامت بعملية أدت إلى مقتل بن لادن الإرهابي المسؤول عن مقتل آلاف الأبرياء”. وأضاف “بعد نحو 10 سنوات من اعتداءات 11 سبتمبر العدالة تحققت”، لكنه حذر من أن “القاعدة” ستواصل التعرض للولايات المتحدة رغم مقتل زعيمها. وكشف أوباما “أنه أبلغ من فريق من المخابرات في أغسطس الماضي باحتمال وجود خيط يوصل إلى بن لادن، وتطلب الأمر عدة أشهر لتبين هذا الخيط”، وأضاف “التقيت مع فريقي للأمن القومي عدة مرات لبحث المعلومات المرتبطة بتحديد مكان بن لادن في مجمع مبانٍ في قلب باكستان، وأخيرا خلال الأسبوع الماضي قررت أنه أصبح لدينا ما يكفي من المعلومات للتحرك وأذنت بعملية تهدف إلى ألقاء القبض على بن لادن وإحالته إلى القضاء، والأحد تم شن عملية محددة الهدف ضد هذا المجمع ونفذته مجموعة صغيرة من الأميركيين بشجاعة ومهارة فائقتين، وبعد تبادل لإطلاق النار قتلوا بن لادن وأخذوا جثته”. وقال أوباما أثناء احتفال في البيت الأبيض أمس “إن العالم سيصبح مكانا أفضل بعد موت بن لادن”، وأضاف “إنه يوم جيد وعظيم لأميركا التي أوفت بالتزامها بأن ترى العدالة تتحقق..العالم بات أكثر أمانا، وعلينا أن نتذكر كأمة أن لا شيء لا يمكننا القيام به حين نعمل معا”. وأوضح مستشار الرئيس الأميركي باراك أوباما لشؤون مكافحة الإرهاب جون برينان “إن زعيم القاعدة حاول أن يحتمي وراء النساء أثناء مهاجمة القوات الأميركية الخاصة لمجمعه في باكستان وقتلت إحداهن يعتقد أنها زوجته، بعد أن استخدمت كدرع بشرية”، وقال “إنه لم يتقرر بعد ما إذا كانت صورة فوتوجرافية لجثة بن لادن ستوزع على الإعلام”. وأكد برينان أن مقتل بن لادن يشكل ضربة استراتيجية لـ”القاعدة”، لكنها غير كافية، واصفا التنظيم بـ”النمر الجريح” ويتطلب تعاونا كاملا للقضاء عليه من السلطات الباكستانية التي كان أشاد أوباما بتعاونها. وقال “إنه ليس من المتصور أن بن لادن لم يكن لديه شبكة دعم لمساعدته داخل باكستان”، معترفا بوجود خلافات في الرأي بين الحكومتين بشأن محاربة المتشددين. وأوضح برينان “أن الكوماندوز الأميركيين كانوا على استعداد لأسر زعيم القاعدة حيا لو أمكن ذلك”. لكن مسؤولا آخر في الأمن القومي قال “إن فريق القوات الخاصة كانت لديها أوامر بقتل بن لادن لا اعتقاله حيا”. وكشف مسؤولون أميركيون “إن 5 أشخاص آخرين قتلوا مع بن لادن بينهم أحد أبنائه وامرأة يعتقد أنها زوجته”. وقال أحد المسؤولين “قتل في العملية التي استمرت 40 دقيقة بن لادن ونجله ورجلان آخران وامرأة، كما وأصيبت امرأتان بجروح”. وأضاف “كانت عملية بالغة الخطورة، وفقدت مروحية خلال العملية بسبب عطل فني، ما أجبر أعضاء الكوماندوز على استخدام مروحية أخرى استخدمت في العملية”. فيما ذكرت محطة “سي.إن.إن” الأميركية أن زعيم القاعدة قتل بطلق ناري في الرأس خلال العملية. وبث تلفزيون أميركي أول صور لدارة بن لادن في باكستان يعمها الخراب وملطخة بالدماء بعد الهجوم الذي شنته القوات الخاصة. وأظهرت الصور التي بثتها محطة “ايه بي سي” آثار دماء على أرض إحدى غرف الفيلا الفخمة المحاطة بتدابير أمنية متطورة في مدينة ابوت آباد. كما أظهرت أثاثا مقلوبا وعددا من الحواسيب انتزعت منها اسطوانات “سي دي”، إضافة إلى ثغرة عملاقة في الجدار الخارجي للمنزل يمكن رؤية الخراب من خلالها وخصوصا سريرا مرتفعا محطما. وقال ناصر خان وهو شاهد عيان في ابوت آباد “بعد منتصف الليل طوق عدد كبير من أفراد الكوماندوز المجمع..حلقت ثلاث طائرات هليكوبتر..فجأة أطلقت النيران على طائرات الهليكوبتر من على الأرض ثم أطلقت النيران بكثافة ثم رأيت إحدى طائرات الهليكوبتر تسقط”. وأوضح مصدر أميركي أن مخبأ زعيم القاعدة اكتشف بعد سنوات من تعقب عملاء الاستخبارات مرسالا كان محل ثقة بن لادن والعثور عليه في أغسطس 2010”. وقال مسؤول “إن الإجراءات الأمنية التي كانت تحيط بالمجمع الذي يقدر ثمنه بمليون دولار غير عادية. فقد كان يحيط به 12 جدارا بارتفاع 18 قدما (نحو 5,4 متر) يعلوها سياج شائك. كما تقسم جدران داخلية أجزاء من المجمع لتوفير مزيد من الخصوصية”. وأكد مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية “إن النتائج الأولية لتحليل الحمض النووي لبن لادن أظهرت تطابقا موثوقا به بنسبة مئة بالمئة مع أقاربه، إضافة إلى أن امرأة يعتقد أنها زوجته تعرفت عليه بالاسم في موقع العملية”. وأضاف “إن صلاة جنازة أقيمت لبن لادن استمرت 50 دقيقة على متن حاملة الطائرات كارل فينسون في بحر عمان، وذلك عملا بأحكام الشريعة الإسلامية قبل أن يتم تلف جثته في الكفن الأبيض في البحر لعدم وجود دولة تقبله”. وأوضح “إنه تم غسل جثة بن لادن ثم وضعت في كفن أبيض وضع بدوره في كيس مثقل، ثم تلا ضابط الصلاة التي قام مترجم بتعريبها، ثم وضعت الجثة على قاعدة ألقيت منها الجثة في المحيط. وكان مسؤول أميركي كبير أكد أن الولايات المتحدة لم تبلغ السلطات الباكستانية بالعملية، وبررت انتهاك سيادة باكستان بضرورة التحرك لاعتبارات أخلاقية وقانونية. وقال “نحن لم نتبادل المعلومات حول مكان بن لادن مع أي من الدول بما في ذلك باكستان”. ومع ذلك، أكدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أن التعاون مع باكستان ضد القاعدة ساعد الولايات المتحدة في اقتفاء أثر بن لادن والمجمع الذي كان يختبئ فيه”. وشددت على الشراكة بين واشنطن وإسلام آباد. وأقرت وزارة الخارجية الباكستانية بأن مقتل زعيم القاعدة يشكل ضربة قاسية موجهة إلى المنظمات الإرهابية في العالم ويؤكد تصميم الأسرة الدولية ومنها باكستان على محاربة الإرهاب والقضاء عليه”. وقال الليفتنانت جنرال أحمد شوجا باشا المدير العام للاستخبارات الداخلية الباكستانية “إن بن لادن قتل هو وثلاثة من حراسه وأحد أبنائه وتم القبض على ستة من أبنائه الآخرين وثلاث من زوجاته وأربعة من مساعديه”. وقال رئيس لجنة المخابرات في مجلس النواب الأميركي إن الولايات المتحدة تعتقد أن 12 على الأقل من كبار قادة القاعدة في باكستان. وأضاف “من الأهمية بمكان بالنسبة لنا أن نواصل علاقة مع باكستان ليمكننا ملاحقة هذه الأهداف التي نعرف أنها تمثل تهديدا للولايات المتحدة”. إلى ذلك، أدان أحمد الطيب شيخ الأزهر أمس كيفية تخلص القوات الأميركية من جثة بن لادن بإلقائها في البحر، ووصف ذلك بأنه إهانة للقيم الدينية والإسلامية. وجاء في بيان للأزهر أنه لا يجوز في الشريعة الإسلامية التمثيل بالأموات مهما كانت مللهم ونحلهم فإكرام الميت دفنه”. وقال محمود عزب مستشار شيخ الأزهر أحمد الطيب لشؤون الحوار بين الأديان، إنه إذا كان صحيحا أن جثة بن لادن ألقيت في البحر، فإن الإسلام ضد هذا تماما، وأضاف “للجثة احترام سواء كانت لشخص تم اغتياله أو توفي وفاة طبيعية، وينبغي احترام جسد أي إنسان سواء كان مؤمنا أم لا، مسلما أو غير مسلم، والإسلام ضد هذا النوع من السلوك تماما، أي ضد إلقاء جثة أي شخص في البحر بعد موته”.
المصدر: واشنطن، إسلام آباد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©