الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الوثبة تستضيف مزاد سلالات الماعز النادرة

الوثبة تستضيف مزاد سلالات الماعز النادرة
26 ديسمبر 2009 23:57
ليس مزاداً لأرقام السيارات النادرة، أو التحف الفنية، أو غيرها مما جرت عليه العادة لإقامة المزادات من أجله، بل هو مزاد غريب من نوعه يقام للمرة الثانية على أرض الإمارات، شهدته منطقة الوثبة ليلة أمس الأول. إنه مزاد "الماعز العارضي" الذي توافدت عليه أعداد من المهتمين بهذا النوع من الماعز النادر قادمين من مختلف أقطار منطقة الخليج. يقول محمد بالعبد السويدي صاحب المجموعة الأكثر تميزاً بين الماعز التي عرضت في المزاد، إن سلالة الماعز العارضي سلالة نادرة من الماعز وموطنها الأصلي جبال العارض في منطقة نجد في المملكة العربية السعودية، مضيفا أن هذا النوع من الماعز هي الأجمل والأندر في العالم، وهو ما جعل كثير من الدول تحظر تصديرها إلى الخارج للحافظ على نقاء نوعها ومنعها من التهجين والاندثار. وعن أسعار هذا النوع من الماعز أوضح السويدي، أنها تبدأ من 2000 درهم وتصل في بعض الأحيان إلى 60 ألف درهم، تبعاً لنقاء سلالتها وندرتها، لافتا إلى أنه شهد بيع اثنتان من الماعز في عام 2007، بقيمة 60 ألف درهم لكل واحدة منهما، اشتراهما الأمير عبد الرحمن بن عبدالله الفيصل، وهو من أشهر المهتمين بالماعز العارضي في العالم العربي. نوماس ودينار يقول السويدي إن سعر ذكور الماعز العارضي يبلغ 200 ألف درهم، وهو الفحل "نوماس"، وهو مملوك أيضاً للأمير عبد الرحمن، وكذلك الفحل "إعصار" وسعره 170 ألف درهم، وهناك الفحل "دينار" وسعره أيضاً 200 ألف درهم ولكنه مملوك لأحد الهواة وهو على الهويريني من السعودية، والفحل "أبو راس" وسعره 150 ألف درهم، وصاحبه أحمد البصمان من الكويت. أما بالنسبة لما يتملكه السويدي، فيقول إنه يمتلك مجموعة من الماعز تتراوح أسعارها بين الـ 20 ألف درهم مثل الفحل" ظبيان" والـ 60 ألف درهم وهو سعر الفحل "جساس". شريحة معدنية عن بدايته مع هذه الهواية والحرص على تجميع تلك السلالة النادرة من الماعز، يوضح السويدي:" حدث منذ ديسمبر 2006، حين دخلت منتدى يسمى "أغنام" مصادفة وقرأت عن هذا النوع من الماعز، ثم انتقلت إلى منتدى "سوريات" ومنها كان الانطلاق إلى عالم الماعز العارضي، وتعرفت على المهتمين بهذا النوع من الماعز في منطقة الخليج العربي، ومنهم عبد الرحمن العنزي من السعودية، وكان له الدور الأكبر في حضوري الفاعل في هذا العالم، ومن خلاله اشتريت أعدادا من الماعز المميز وبدأت حضور مزادات الماعز". وأضاف أن أول ما حضره كان مزاد "مسرة" في السعودية وبدأ في شراء ما يعجبه الماعز من هناك بشكل سنوي عند حضوره المزاد الذي يزوره سنويا، موضحا أن ما يميز الماعز المعروض في مزاد "مسرة" وجود شريحة معدنية مزروعة في صدرها تحمل كل التفاصيل عنها وتبين مدى أصالتها. ويشير السويدي إلى أن حرصه على هذه الهواية وشغفه بها، جعله ملماً بالكثير عن عالم الماعز العارضي، وأصبح لديه خبرة كبيرة في تربيته والعناية به. ولفت إلى أنها هواية مربحة ولا تسبب خسائر مادية مثل غيرها من الهوايات، خاصة وأن الماعز الذي يمتلكه صار منتجاً ويباع بأسعار عالية. دعوة للاهتمام يدعو السويدي إلى الاهتمام بممارسي تلك الهواية وفتح باب الحصول على بطاقات أعلاف من البلدية، من أجل تشجيع الشباب الراغبين في الدخول إلى هذا المجال الممتع، سيما وأن من يمتلكون بطاقات أعلاف تمت مضاعفة الحصص المخصصة لهم، في حين ظل الطريق موصداً أمام الراغبين في الحصول على أعلاف بأسعار معقولة. ويشجع السويدي الشباب على ممارسة هذا الهواية الأصيلة التي تربطنا بالتراث وفي ذات الوقت مربحة وتعطي من يخلص لها، وعلى الرغم من تعليمه في أرقى الجامعات الأميركية، إلا أن ذلك لا يمنعه هو وزملاؤه الشباب من ممارسة مثل تلك الهوايات التراثية، لإن إرث الأجداد جزء أصيل من المكونات النفسية للشباب الإماراتي. أهداف المزاد يقول أحمد سعيد الشامسي، صاحب فكرة تنظيم أول مزاد للماعز في الإمارات، إن من أهم أهداف إقامة هذا المزاد: 1- المحافظة على السلالة العرضية والتي لها امتداد في دولة الامارات. 2- تجميع الشباب المهتمين بالماعز العارضي من مختلف دول الخليج، للتعرف إلى آخر ما وصلت إليه هذه السلالة في الإمارات، والتي كانت معرضة للاندثار من خلال تهجينها بأنواع أخرى من الماعز، مما كان سيفضي إلى اختفاء سلالتها النادرة شيئاً فشيئاً. 3- دعم هذه الهواية بين الهواة الإماراتيين، خاصة أن المزاد سوف يقام شهرياً في الجمعة الأخيرة من كل شهر. ويوضح أن ما يميز هذا المزاد عن سابقه الذي أقيم في نفس التوقيت العام الماضي، وجود حضور أكبر من المهتمين بالماعز العارضي، وكذلك الماعز المعروض كان أوفر عدداً وأكثر جودة، لافتا إلى أنه قام بتجميع المشاركين في المزاد عن طريق الإعلان في الجرائد، وعبر منتدى عن الإمارات على الإنترنت. كما قام بتوجيه دعوات شخصية لحضور مربين من السعودية والكويت وقطر. وعن العقبات التي واجهته عند تنظيمه للمزاد، يوضح الشامسي أن أهم تلك العقبات، هو عدم وجود مؤسسة رسمية داعمة له مثل نادي تراث الإمارات، الذي يساند كل الأنشطة التراثية في الدولة، وتمنى لو أقيم هذا المزاد عبر نادي تراث الإمارات، باعتبار أن الحفاظ على الماعز العارضي، جزء من الحفاظ على إحدى السلالات النادرة في دولة الإمارات ومنطقة الجزيرة العربية. موروث خليجي من ناحية أخرى، قال عبيد سعيد المزروعي، إنه جاء من المنطقة الغربية لحضور المزاد ليشاهد النادر من الماعز العارضي ويشتري ما قد يعجبه منها، مضيفا أنه حضر المزاد الأول العام الماضي وقام ببيع ماعز صغيرة عمرها 8 شهور تحمل اسم "رهيبة بنت رهيب" بملغ 16 ألف درهم، وفي هذا المزاد اشترى ماعز بمبلغ 8 آلاف وخمسمائة درهم، ويعتبرها صفقة رابحة أنه من الممكن بيعها بعد ذلك بملغ مضاعف مع قليل من الرعاية والاهتمام بها. ويرى أحمد البصمان، الذي حضر من الكويت خصيصاً للمشاركة في المزاد، أن وجوده هنا فرصة للالتقاء بالأصدقاء الذين يشاركونه نفس الهواية وللتعرف على آخر إنتاجات الماعز العارضي وأجودها، مشددا على ضرورة الحفاظ على هذه السلالة لأنها موروث خليجي صرف، ومن ثم يجب مساعدة المهتمين بهذه السلالة من خلال تيسير دخول وخروج الماعز من وإلى دول الخليج للمشاركة في المسابقات المختلفة، كون إقامة المسابقات تؤدي إلى توسيع قاعدة الاهتمام بالماعز العارضي ويمنح فرصة التعارف بين الشباب الخليجي، وهو ما يستلزم دعم هذه الهواية التي تستهدف الحفاظ على واحد من أندر الحيوانات الموجودة في الجزيرة العربية. مقاييس الجمال مقاييس جمال الماعز العارضي عديدة ومنها: - كبر حجم الرأس. - عرض الخد. - طول الأذن. - عرض النحر. - عرض الفراس "الأيدي". - الحجم العام لها وهو ما يسمي بـ"الجبار". - طول الغزل "الشعر"، كلما طار واقترب من الأرض يتبين كم هي أصيلة وكلما قصر وبعدت المسافة بين الأرض، فهذا دليل على أنه تم تهجينها وليست سلالة أصيلة. - عرض الفاطحة "الظهر". - سراد الظهر "انحناءاته" كلما تشابهت مع منظر سرج الخيل، كانت الماعز أكثر جمالاً وأصالة. - "الفجاج" وتعني تباعد الرجلين الخلفيتين.
المصدر: الوثبة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©