معرض للفن المعماري العراقي في مدريد

احتضنت مؤسسة ''البيت العربي'' بمدريد أمس معرضاً للفن المعماري العراقي تحت عنوان ''مدينة الخيال·· بغداد من رايت إلى فنتوري''· وأبرز منسق عام المعرض ''درو أثارا'' ازدهار وحيوية العاصمة العراقية في منتصف القرن العشرين، حيث كانت أحد أهم المراكز العالمية للفن المعماري الحديث، وتفوقت فيه على مدن إسبانية مثل مدريد وبرشلونة، كما كانت مسرحاً شهد أعمال كبار فناني العصر من المعماريين أمثال فرانك لويد رايت ولوكوربوسير وفالتر جروبيوس· وأشار أثناء تقديم المعرض إلى أن المعماري الإسباني ''ريكاردو بوفيل'' وضع تصميماً لمسجد ضخم في العراق يسع أكثر من 30 ألف مصل بتكليف من الرئيس الراحل صدام حسين، ولكن حالت ظروف الحرب الإيرانية - العراقية دون إتمامه· وكان الملك فيصل الثاني، الذي تم اغتياله في انقلاب عسكري عام ،1958 قد طلب من فنانين عالميين وضع تصميمات لمنشآت عراقية مهمة أصبحت فيما بعد رمزاً للفن الحديث، غير أن هذه التحف المعمارية دمرت أثناء الحروب التي شهدتها العراق منذ ثمانينات القرن الماضي، على حد قول الفنان الإسباني، الذي أشار في الوقت نفسه إلى أن الازدهار المعماري عاد على يد صدام حسين، رغم أنه قام بإنهاء تعاقدات مع شركات دولية وأميركية· وأعربت غادة الصقيل، أستاذة الهندسة بجامعة بغداد، أثناء المؤتمر عن ''رغبتها في أن يسهم المعرض في تقديم صورة مختلفة لمدينة الرشيد بعيداً عن صورة الحرب والعنف السائدة في وسائل الإعلام''، وقالت إن المعرض يهدف إلى توضيح ما وصفته بأنه ''ثورة فنية عاشتها بغداد في الفترة بين خمسينات وثمانينات القرن الماضي''· ومن جانبها، شددت مديرة ''البيت العربي''، خيما مارتين مونيوث، على ضرورة التقارب بين الثقافات، مشيرة إلى أن المعرض ''يثبت أن ما يوصف بصدام الحضارات لا أساس له''، وقالت: إن المعرض سيعمل على استعادة الذاكرة التاريخية لبلاد الرافدين· يذكر أن ''البيت العربي'' تم تأسيسه منتصف عام 2006 بهدف إقامة جسر بين العالم العربي والإسلامي وإسبانيا، وتبنى أجندة طموحة في المجالات السياسية والثقافية والاقتصادية·