الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

زوجات مسنات يرتبطن بشباب في عمر أولادهن!

زوجات مسنات يرتبطن بشباب في عمر أولادهن!
26 ديسمبر 2009 23:51
كثيرا ما نشاهد نماذج مختلفة من العلاقات الأسرية منها ما تسلط عليه أضواء النجاح ومنها ما تسوده «العتمة» ويكون مثالا حيا للأسرة المتخلخلة في بنيتها، وتطرق مسامعنا همسات من اللمزات والهمزات من بعض النسوة عندما تمر من أمامهن امرأة وقد ارتبطت بشاب وسيم يصغرها بأعوام. فتكون كالعلكة في أفواههن، متسائلات عن السر الذي جعل هذا الشاب يقع في شباك هذه المرأة، وما الذي حمله على أن يرتبط بها، فهي عدا عن كبر سنها، لا تمتلك معايير جمالية. هنا تقفز إلى أذهاننا العديد من الصور والحالات التي ترفض أن تكون في هذا الوضع، وتفضل العزوبية على الارتباط برجل يصغرها. في حين نجد أخريات رفضن النظر إلى عمر الزوج فهو ليس بمقياس أساسي لعدم القبول به، ولكن التوافق العقلي هو ما يجب أن يدركه كلا الطرفين. كانت الآراء بين مؤيد ومعارض إلا أن الكفة كانت ترجح إلى الرفض، ربما خوفا من نظرة المجتمع الذي لا يرحم أو الخوف من المستقبل وما قد يحمله لها من رسائل سلبية تهدد أركان هذه الحياة. فارق عقلي وعاطفي بداية تشير سيدة رفضت ذكر اسمها قائلة: إنها ارتبطت بشاب يصغرها بعشر سنين إلا أن هذا الزواج لم يستمر فسرعان ما ظهر الفارق العقلي والعاطفي بيننا، وأخذ يبحث عن شيء ما في محيطه، لا أستطيع تفسيره، لربما أنني أتمتع بجدية في شخصيتي التي أجدها قوية، قد أفقدته معاني الرجولة والقوامة التي ينشدها، حيث بدأت أفقد الثقة بقدرته عل تحمل أعباء الأسرة ومسؤوليتها، وكنت دائما ما أوجهه وأرشده في مجمل الأمور حتى بات ينفر من الأوامر والنصائح التي كثيرا ما أتطرق لها. حتى اكتشفت انه على علاقة بشابة تصغره. فأدركت استحالة استمرار العلاقة معه فكانت النهاية بالانفصال. والذي أجده الحل الأمثل في هذه الظروف، فالفارق العمري بين الزوجين لا بد أن يلعب دورا محوريا في نطاق التفكير بغض النظر عن العواطف والاحتياجات الأخرى التي يمكن أن تلبى في أي وقت إلا أن التفاوت في نمط التفكير والاختلاف المستمر في الأفكار. يجعلنا دائما في مهب الريح الذي جمد عواطفنا . فيما تقر أمينة حسن: بأن الوضع نسبي نوعا ما فبغض النظر عن الفارق العمري، فهناك شباب يمتلكون رجاحة العقل ورزانته، بحيث يمكن الاعتماد عليهم في كثير من الأمور، في حين ربما نجد شابا آخر مكتمل النضج يفتقد إلى الكثير من المميزات الشخصية التي تأهله لبناء أسرة فلا يمكن أن نقرر نجاح العلاقة أو فشلها. انفعالات ومشاحنات في حين لا ترفض داليا رضا مبدأ ارتباط المرأة برجل يصغرها بسنوات قليلة جدا، ولكنها لا تؤيد هذا الارتباط قائلة: بالرغم من وجود التوافق العقلي فلا بد أن تخلق المشاكل بين الحين والآخر، مما يحدث بعض الانفعالات والمشاحنات لا يستطيع أن يمتصه الزوج فيفلت زمام الأمور فيما بينهما، فطبيعة الزوج الصغير أنه غير قادر على كظم غيظه فسرعان ما تشتعل فتيلة المشكلة فيما بينهما، إلى جانب ذلك فطبيعة المرأة الجسدية وما تتعرض له من حمل وولادة وتربية الأبناء وبعض الأعباء المنزلية كل ذلك يجعلها تفقد الكثير من قوتها وجمالها وسرعان ما تظهر عليها ملامح الكبر. في حين زوجها يستمر مستمتعاً بشبابه. والمرأة بحاجة إلى زوج يحتويها تشعر بعطفه وحنانه وتجده الزوج والأب في الوقت ذاته. فهذه المشاعر ربما لن تجدها عند الزوج الذي يصغرها بسنوات . التكافؤ مطلوب ويرصد المستشار الأسري خليفة المحرزي المبادئ التي يجب أن تنطوي على نمط اختيار الشريك قائلا: إن من الأسس التي فصل الإسلام فيها القول عند اختيار شريكة الحياة هو أن يكون هناك تقارب في السن والثقافة والنسب بين الزوجين، وهذا هو ما يطلق عليه في الفقه الإسلامي اسم «التكافؤ بين الزوجين»، وذلك لحفظ مستوى الحياة الزوجية، والانسجام بين الزوج وزوجه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «زوجوا الأكفاء، وتزوجوا الأكفاء، واختاروا لنطفكم». وقد تكمن المشكلة في أن أغلب هذا النوع من الزيجات، والذي يتم بين زوج صغير في السن وامرأة تكبره في السن، قد تفرزه ظاهرة مجتمعية سلبية ضربت بقوة الأساس المتين لترابط كثير من الأسر المواطنة، بعد لجوء أعداد من صغار السن من المواطنين إلى الزواج بنساء يبلغن من العمر عتيا . ويضيف: نعم لا ننكر أن زواج المرأة الكبيرة في السن من شاب يصغرها بسنوات قد حللته الشريعة الإسلامية ولا جرم فيه ما دام الزواج قائما على المودة والرحمة.. ومع هذا يخضع الفارق الكبير في السن إلى بعض القواعد الشرعية، في أنه لا ضرر ولا ضرار في الإسلام، وأن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح. لكن التكافؤ في السن يعد من القضايا الأساسية التي تجب مراعاتها في إقامة البيت المستقر، لكن أحياناً تكون المسألة نسبية. فقد تكبر الزوجة زوجها بسنوات بسيطة، لكن لو كانت المرأة أكبر من الشاب بـ 20 سنة على سبيل المثال، فهذا قد يؤدى إلى نشوب المشاكل في المستقبل بينهما. ربما لا يشعران اليوم بتأثير فارق السن، لكن بعد مرور عشر سنوات على الزواج ستبرز المشكلة وسوف تشعر بتقدمها في العمر. أمر غير لائق ويضيف المحرزي قائلاً: بحسب خبراء علم الاجتماع فإن الفارق الأكبر في السن والذي لا يؤثر على العلاقة بين البشر هو عشر سنوات كحد أعلى. فضمن هذه الحدود يكون باستطاعة الأزواج الارتباط دون أن يكون فارق السن عائقا في نجاح العلاقة الزوجية. أما إذا كان الفارق حوالي عشرين عاما فان الزواج حتما سيكون غير متوافق، وقد بينت الدراسات الطبية والاجتماعية والنفسية أن الفارق الكبير في السن بين الزوجين يترتب عليه التباين الشديد في القدرة الجنسية وعدم التوافق، كما تبرز عدة سلبيات مرتبطة بالجانب السلوكي والصحي والجسدي، ولذلك أرى من خلال الواقع المشاهد أن موضوع زواج كبيرات السن من شباب في عمر العشرين أمر غير لائق اجتماعيا، لأن المرأة التي بلغت الخمسين تريد من خلال هذا الزواج أن تجدد شبابها بالارتباط بعريس صغير، كذلك الفتاة التي تقبل الزواج برجل في سن أبيها، تدفع نفسها إلى كارثة في المستقبل يمكن أن تكون أخلاقية في بعض الأحيان. ويمكن أن تكون المرأة عفيفة ومحترمة، لكنها تشعر بالعجز عن احتمال الحياة في هذه الظروف التي دفعت نفسها إليها. والكارثة أيضا بالنسبة للأولاد، عندما يكبرون فيرون هذا الفارق الضخم في السن. فيشعرون بالتباين في السن والمستوى والوضع الاجتماعي بين الوالدين . ويوضح المحرزي: مع الأسف الشديد هذا النوع من الزواج ليس في إطار الزواج بقدر ما هو صفقة يرضى بها الشاب الصغير حتى يحصل على المال وهذا ما يصبو إليه في الغالب، حيث يعمد البعض منهم إلى استغلال أموال زوجته الثرية، فإذا كان الهدف من الزواج تحقيق المنفعة المادية فهذا زواج لا يرضى به المولى لأنه قائم على أساس استغلال ظروف الزوجة التي يتم زفافها إليه في إطار صفقة، فهي تحصل على المتعة وهو يحصل على المال.. والمشكلة أن الزوج الشاب يعيش في محنة نفسية بعد مضي مدة من الزواج، لإحساسه بأنه اقترن بزوجة غاب عنها الشباب وباتت في خريف العمر. لذلك غالبا ما نرى الكثير من المشاكل يظهر بين الأزواج الذين يتمتعون بفارق كبير في السن بينهما إلا أن ذلك في النهاية لا يمكن أخذه على إطلاقه، حيث نجد مثلا بعض الرجال الكبار في السن يفضل الارتباط بفتاة صغيرة في السن ليستمتع بشيخوخته كما نرى بعض الفتيات الصغيرات ينجذبن إلى رجال في أعمار آبائهن، وذلك بحثا عن الحنان أو عن المقدرة المالية. لكن هذه العلاقات لا تعدو أن تكون مصالح متبادلة وعامل الحب فيها غير ذي أهمية، لذلك لا تعد مقياسا لمدى نجاح العلاقات الزوجية. تفشي الطلاق وأظهرت دراسة حديثة أن الزواج غير المتكافئ بين الجنسين يؤدي إلى تفشي ظاهرة الطلاق، حيث تبين أن المتزوجات من صغار السن سبق لهن الزواج، وأن بعضهن تزوجن مرتين أوثلاث مرات حسب الإمكانات المادية. وأكدت أن الزواج من كبيرات السن يترك آثاراً سلبية على الأسرة والمجتمع، ومنها ضعف الروابط بين المتزوج وأقربائه، وصعوبة إدماج الزوجة الكبيرة في عائلة الزوج، وهي عوامل تجعل مسألة الطلاق حتمية في بعض الأحيان، للتخلص من المشكلات المترتبة على هذا الزواج. كما تؤكد الدراسات النفسية في تحليل هذه الشخصيات التي تمر بهذه المرحلة على أن المرأة الكبيرة في السن تدرك تمامًا أنها لا تتحمل العيش بمفردها بعد وفاة أحد طرفي العلاقة الزوجية، وذلك لأن ظروف العصر الذي تعيشه فرضت عليها أشياء كثيرة.. فالابن أو الابنة لا يستطيع أن يعيش معها فكل منهما لديه بيته وأسرته التي تحتاج إلى كل اهتمامه ورعايته.. وبالتالي فإن رغبة المرأة الكبيرة في ألا تثقل على أبنائها، هي الدافع الأساس وبالتالي يظهر التعويض في صورة جذب الانتباه من خلال الاقتران بالشباب صغار السن عند الكبر حتى تسترجع هذه المشاعر المختزنة في الذات العليا والقابعة دون تحقيقها منذ عشرات السنين. فهي عندما تصل إلى هذا العمر المتقدم تبدأ تهتم بالجمال ولابد لها من أن تشبع حاجتها من الحب والحنان وحاجتها إلى تقوية شعورها بكينونتها كامرأة. واجبات وحقوق من جانب آخر تشير الاختصاصية الاجتماعية الدكتورة إيمان سيف الدين قائلة: الأسرة هي اللبنة الأولى في بناء المجتمع، ولكي نعيش في مجتمع متحضر لابد أن تكون اللبنة قائمة على دعائم راسخة من الدين والأخلاق. فقد قرر ديننا الحنيف القواعد التي تؤسس عليها الأسرة والتي تكفل لها حياة فاضلة ملؤها المودة والرحمة. قال تعالى: « ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون». فاختيار شريك الحياة مهمة صعبة إذا لم نحكم العقل ويشارك فيها الأهل والمجتمع، وذلك بعمل محاضرات تثقيفية عن الحياة الزوجية وما هي واجبات وحقوق كل طرف تجاه الآخر حتى لانصطدم بعوائق تجرنا إلى سوء العاقبة. ففارق العمر بين الزوجين يعتبر عاملا مهما في إقامة حياة زوجية ناجحة لما للعمر من تأثير في تباعد أو تقارب التفاهم بين الزوجين. ففي الفترة الأخيرة لاحظنا زواج بنات من أزواج أصغر منهن عمرا دون أن يشكل هذا الفارق عائقا أمام السعادة في حياتهن الزوجية حتى لو تحفظ المجتمع على هذا الزواج. لكل قاعدة استثناء تقول الدكتورة إيمان سيف الدين إن لكل قاعدة استثناء فما يصلح لشخص قد لايصلح لآخر، فالعلاقة الزوجية علاقة خاصة جدا يضع تفاصيلها الزوجان ولا يوجد تشابه بين زيجة وأخرى. فعلى المرأة التي قبلت التحدي وتزوجت بشخص يصغرها أن تحافظ على مظهرها وتحتفظ بشبابها الدائم حتى تملأ عين وقلب زوجها، وتدرك أن حياتها من الممكن أن تقابلها بعض العواصف مثلها مثل أي زواج آخر. هنا لابد أن تتحلى بالمرونة والصبر ولابد للرجل أن يتسم برجاحة العقل والاتزان المطلوب ليعبر بالأسرة إلى بر الأمان .
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©