شهد العراق أمس مقتل 4 أشخاص وإصابة 28 آخرين في 4 عمليات تفجير لعبوات ناسفة، رغم وضع الجيش والشرطة في حالة التأهب القصوى، وتكثيف العمل الاستخباراتي تحسباً لوقوع عمليات إرهابية انتقاماً لمقتل بن لادن زعيم تنظيم القاعدة خلال غارة جوية شنتها الولايات المتحدة على مقره أمس.
وقد أعلن مصدر أمني بشرطة بابل أمس مقتل 3 أشخاص وإصابة 19 آخرين في انفجار 4 عبوات ناسفة في بغداد وبعقوبة، وقال مصدر بوزارة الداخلية العراقية إن “3 أشخاص قتلوا وأصيب 14 آخرون بينهم 3 نساء بجروح في انفجار عبوة ناسفة، بالتزامن مع مرور حافلة مدنية بالقرب من مركز شرطة النصر في مدينة الصدر” شرقي بغداد، وأسفر الانفجار أيضاً عن وقوع أضرار مادية في عدد من السيارات والمباني القريبة.
وأضاف أن “3 مدنيين آخرين أصيبوا بانفجار عبوة ناسفة في ساحة مظفر بمدينة الصدر”، كما “أصيب 3 مارة بانفجار عبوة ناسفة في شارع أبو نواس (وسط)، بحسب المصدر، وانفجرت سيارة مفخخة في موقف السيارات التابع لمستشفى مدينة الحلة ما أسفر عن وقوع قتيل و6 جرحى، وألحق الانفجار أضراراً مادية بعدد من السيارات وبواجهة مستشفى الحلة.
وفي بعقوبة أعلن عقيد في الجيش العراقي “تعرض مدير دائرة الجنسية والجوازات بمحافظة ديالى العميد كمال التميمي، لمحاولة اغتيال أمس بواسطة تفجير عبوة لاصقة، ما أدى لإصابة 2 من حراسه بجروح”، ووفقاً للمصدر انفجرت العبوة صباح أمس أمام منزل التميمي، في حي المصطفى.
ووقعت التفجيرات رغم وضع الجيش والشرطة في حالة التأهب القصوى أمس تحسبا لشن عمليات انتقامية، بعد إعلان الولايات المتحدة نجاحها في قتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن بعد غارة على مخبئه في باكستان، وقال رئيس هيئة أركان عمليات بغداد اللواء الركن حسن البيضاني لقد “أصدرنا أوامر باتخاذ الحيطة والحذر وكثفنا العمل الاستخباري في الشوارع”، وأضاف “نتوقع هجمات بنسبة 100% لأن هذه التنظيمات تسعى لإثبات وجودها في مثل هذه الظروف”.
وتوقع المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد اللواء قاسم عطا أن يكون مقتل بن لادن فجر أمس في باكستان بداية النهاية لتنظيم القاعدة وانحسار عملياته في العراق تدريجياً، وقال حسين كمال وكيل وزير الداخلية إن “هذه العملية التي تمت ضد بن لادن تعتبر عملية نوعية ونجاحا كبيرا للأجهزة المخابراتية، للاقتصاص من السفاح الذي قتل كثيرين من مختلف دول العالم وخاصة في العراق أميركا”، وأضاف أن “مقتله لا يعني نهاية القاعدة، لكنها ضربة قاضية لهم ولها تأثير معنوي كبير”.
ومن جانبه، قال الجيش الأميركي، الذي ما زال يحتفظ بقوات قوامها 47 ألف فرد في العراق بعد مرور 8 سنوات من الغزو، إنه لن يعلق على أي تغييرات في العمليات نتيجة مقتل بن لادن.
وقال الكولونيل باري جونسون المتحدث باسم الجيش الأميركي “نحن ندرك أن قتل بن لادن قد يؤدي إلى ردة فعل عنيفة من القاعدة في العراق، وتنظيمات متطرفة أخرى تتبع تنظيم القاعدة”، ووصف ارتباط هذه الجماعات بتنظيم القاعدة بأنه فضفاض.
ويقول مسؤولو الجيش الأميركي إن عمليات مكافحة الإرهاب ضد القاعدة في العراق قوضت تنظيمه وأضرت بالاتصالات بينه وبين قيادة القاعدة خارج البلاد، لكن الجيش العراقي لا يزال يلقي باللوم على القاعدة في وقوع عشرات الهجمات الإرهابية كل شهر ضد المواطنين والشرطة والجيش ومسؤولي الحكومة.
عدد اليوم
