دعوى قضائية ضد «الحاجة زهرة وأزواجها الخمسة» بتهمة مخالفة الشريعة الإسلامية

لأول مرة يثير مسلسل جدلاً قبل عرضه وتقام ضده دعاوى قضائية لوقف تنفيذه بسبب الموضوع الذي يتناوله. فقد فوجئت أسرة مسلسل «الحاجة زهرة وأزواجها الخمسة»، تأليف مصطفى محرم وبطولة غادة عبدالرازق وباسم ياخور وحسن يوسف ومدحت صالح وأحمد السعدني ومحمد لطفي وحجاج عبدالعظيم وكريمة مختار وإخراج محمد النقلي، بدعوى قضائية يقيمها المحامي نبيه الوحش اتهم فيها المسلسل بمخالفة الشريعة الإسلامية بالترويج لتعدد أزواج المرأة. وطالبت الدعوى بتقديم غادة عبدالرازق بطلة المسلسل للمحاكمة هي وكل من شارك في هذا المسلسل المخالف للشريعة الإسلامية مع وقف التصوير بصفة مستعجلة. وأكد الوحش أنه لن يصمت حيال هذه المهزلة الأخلاقية، لأن تعدد الأزواج خرقٌ للعقيدة الإسلامية ولكل الشرائع السماوية. زوجة وأربعة رجال وقال السيناريست مصطفى محرم إن المسلسل يناقش مشاكل سيدة أعمال اكتشفت أنها على ذمة أربعة رجال في وقت واحد وسبيل الخروج من هذا المأزق ودور الشرع في هذه المسألة وموقف قانون الأحوال الشخصية. وأضاف أنه ينتصر للشرع في التعامل مع هذه الحالة، ولا يسقط القانون من اعتباره لأن القانون يستلهم نصوصه من الشرع. وأوضح أن نص السيناريو والحوار نال موافقة الأزهر وهو أهم من أي جهة رقابية قد نعتمد على موافقتها وهو المرجع الأساسي في هذه الأمور. وأعرب محرم عن دهشته من كل ما أثير حول العمل، مشيراً إلى أنه لن يقع في فخ معاداة الأزهر، خاصةً بعد تدخله في الكثير من الأعمال الفنية ووقوفه ضد عدد من النصوص. وعن تأثير الدعوى القضائية التى يواجهها المسلسل، قال مصطفى محرم إن الأزهر وافق بصفة نهائية على استكمال تصوير الحلقات الأخيرة من المسلسل بعد عرض الحلقات عليه لإبداء رأيه، حيث قامت الجهة المنتجة للمسلسل بتسليم الحلقات لعرضها على لجنة البحوث والتأليف والنشر بالأزهر لإبداء الرأي الشرعي فيها وتحديد مدى توافقها أو تعارضها مع النصوص الدينية وأجازت العمل بلا ملاحظات. معالجة قصور القانون وقالت غادة عبدالرازق: العمل يدور حول «زهرة» التي يجعلها جمالها مطمعاً للكثير من الرجال وتواجه العديد من الصعوبات بسبب طيبة قلبها وحبها لكل من يقترب منها، وتقع في فخ الزواج من أربعة رجال دفعة واحدة منهم النصاب والطيار والمهندس وتظل طوال الأحداث تبحث عن مخرج من هذه الورطة. وأكدت أن المسلسل لا يتعارض مع الشريعة الإسلامية، ولا يخالف تقاليدنا، ويهدف لمعالجة القصور في قانون الأحوال الشخصية. وتوقعت أن يثير المسلسل جدلاً كبيراً عند عرضه بسبب القضية الجريئة التي يطرحها لكنها أكدت أنه يراعي قدسية الشهر الكريم، فلا توجد به مشاهد مثيرة ولا يرتكز على تعدّد زيجات المرأة، بل يناقش المشاعر الإنسانية وعلاقات الأسر. ونفت ما تردد عن أن المسلسل يشجع المرأة على الانفصال عن زوجها، وقالت: لا أجد مبرراً للربط بين هذا وذاك، فنحن نعرض قضية اجتماعية ضمن إطار جذاب ومشوق ومن حق المرأة أن تختار الرجل الذي ستعيش معه، أما إذا ساءت الأمور بينهما فلابد لهذه العلاقة أن تنتهي. «الحكم بعد المشاهدة» وقال مدحت صالح، الذي يعود للدراما بعد غياب عامين، من خلال هذا المسلسل: أجسد شخصية الزوج الأول للحاجة زهرة وهو رجل فقير وتعيش معه حياة فقيرة، تؤدي إلى عدد من المشاكل ثم تطلق منه ووافقت على المشاركة في العمل رغم صغر مساحة دوري لأهمية القضية التي يناقشها ووجود العديد من الثغرات في قانون الأحوال الشخصية المصري. وقال حسن يوسف: أقدم شخصية الزوج الثاني لزهرة وهو رجل هادئ ومحترم وهي ستظهر في ريعان شبابها بينما هو رجل كبير ليتوالى بعد هذا أزواجها الآخرون مثلما حدث مع الحاج متولي، ولكن مع اختلاف الوضع من منطلق أن الزوجة لا تستطيع الجمع بين زوجين في وقت واحد. وحول ما ردده البعض من اعتراض الأزهر على فكرة تعدد أزواج الحاجة زهرة، قال: نحن في دولة إسلامية ولن يجرؤ أي مؤلف على تقديم هذه الفكرة المشينة والمسلسل له هدف سام، فهو يتناول مشكلة مهمة في حياة المرأة العربية وأزمة الزواج والطلاق وعدم التوافق بين الأزواج وأقول لكل من هاجم العمل «الحكم بعد المشاهدة». نقطة مضيئة وقال باسم ياخور: أقدم دور الزوج الثالث للحاجة زهرة حيث ألعب شخصية طيار تنشأ قصة حب بينه وبين «زهرة» التي يمثل لها الحب نقطة مضيئة ومتنفساً يخفف عنها الظروف الصعبة التي تواجهها في حياتها، وتفاجأ بأن زوجها الأول ردها دون علمها، وكذلك الثاني وهكذا من حكاية إلى أخرى، إلى أن تجد نفسها زوجة لخمسة رجال دون علمها. ورأى أن المسلسل اجتماعي تتصارع فيه جميع أنواع المشاعر من الحب والكهراهية والغيرة والتضحيّة والأنانية. وتوقع أن يترك انطباعاً جيداً لدى الجمهور العربي، خاصة أنه سيعرض في شهر رمضان المبارك. وقال أحمد السعدني: أقدم شخصية الزوج الرابع لزهرة حيث ألعب من بداية الأحداث دور صديق باسم ياخور، الذي يساعده في التقرب من «زهرة»، إلا أنه سرعان ما يتبدل حاله بعدما تتغير الأوضاع وتتحول حياة زهرة من الفقر إلى الثراء، فيبدأ التقرب منها، وينشأ صراع بين الصديقين. وقال حجاج عبدالعظيم: أقدم شخصية شقيق الحاجة زهرة وهي شخصية انتهازية ومستغلة. وتقول كريمة مختار التي تقوم بدور أم زهرة: هو شكل جديد سيراني به المشاهد في الشخصية التي أقدمها، فقد تعود جمهوري أن يراني في شخصية الحماة أو الأم الطيبة المسالمة ولكنني لأول مرة أكون مشاكسة ومحرضة للتخلص من أي زوج لابنتي يرفض تنفيذ رغباتها. إطار من الجرأة وأكد مخرج المسلسل محمد النقلي أن العمل يناقش بعض الموضوعات الخاصة بقانون الأحوال الشخصية، في إطار من الجرأة. مشيراً إلى أن «زهرة» امرأة طبيعية، غير أنها تفاجأ بأنها على ذمة أربعة رجال ونهاية المسلسل سوف تكشف مفاجأة متمثلة في وجود زوج خامس للحاجة زهرة. وقال إنه اتفق مع أكثر من فنان للظهور كضيوف شرف ضمن أحداث المسلسل ومنهم المطرب مصطفى قمر الذي وافق على أن يشارك فى مشهد مجاملة لفريق العمل، حيث أحيا فرح شقيق الحاجة زهرة وأقيم الفرح بالحي الشعبي بمدينة الإنتاج الإعلامي. الدبكة اللبنانية وقال النقلي إنه صور في بيروت أجمل مشاهد المسلسل وهو مشهد زفاف غادة عبد الرازق وباسم ياخور مع الاستعانه بفرقة الدبكة اللبنانية، وهذا المشهد استغرق التحضير له يوماً كاملاً ما بين نقل معدات التصوير وإحضار الفرقة الراقصة وغيرها من التجهيزات واستمر التصوير ساعتين. وأضاف النقلي: كما صورنا العديد من المشاهد في لبنان بين بيروت والجبل ومشاهد في»التلفريك» وأيضاً منطقة الروشة التي صور فيها عبدالحليم حافظ أحلى مشاهد فيلمه «أبي فوق الشجرة». وقال: من أجل المسلسل كسرت الشرطة اللبنانية القاعدة التي تطبق هناك، وهي منع التصوير نهائياً في منطقة سوليدير لضمان سيولة المرور وسمحت لنا بتصوير عدد من المشاهد هناك. وأكد النقلي أن العمل يتضمن الكثير من المفاجآت التي اتفقت أسرة المسلسل على عدم الإفصاح عنها حتى لا تحرقه قبل العرض الرمضاني، فلأول مرة مثلاً نجد حسن يوسف زوجاً لثلاث سيدات وتكون زهرة هي رقم 3.