الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«فلق المحار» أبجدية يعلمها النواخذة للبحارة الصغار

«فلق المحار» أبجدية يعلمها النواخذة للبحارة الصغار
9 يوليو 2010 19:21
يصعد الفتيان أعضاء “نادي تراث الإمارات” المشاركون في فعاليات الأنشطة البحرية بملتقى السمالية الصيفي إلى القارب الكبير الذي جعل من المنصة البحرية أريكة يستند إليها، ووجهه إلى البحر ممتناً للصيد الكبير من المحار التي قدمتها أعماقه للنواخذة والغواصين والبحارة الصغار (العائدين من رحلة غوص بسيطة تتناسب وإمكانات السباحة والعوم لدى الفتيان) الذين شمروا عن سواعدهم استعداداً لفلق المحار والبحث عن اللآلئ بداخلها، تمثلاً بأجدادهم الذين خاضوا البحر وتوغلوا في أعماقه في مواسم الغوص بحثاً عن اللؤلؤ. يفرّغ الغواص أحمد المهيري أكياس المحار التي تمّ جلبها من أعماق البحر، ويهيئ لجلسة فلق المحار مع مساعده، بينما حثبور الرميثي كبير استشاريي التراث يجهز “الدّيين” ويحيكه أمام الفتيان الذين ألقوا عليه التحية فرداً فرداً مرددين أهزوجة بحرية جميلة تقول: “يامعلم الناس علّمنا..علّمك حدٍ وعلّمنا”. فيجيبهم بصوته الوقور الدافئ مع بسمة تشع على وجهه، مردداً ذات اللحن: “علّمت حدٍ وبعلّمكم.. علّمت حدٍ وبعلّمكم”. فيردد الصدى مع صوت الموج الهادئ الأهزوجة الجميلة التي يرددونها، يرحب بهم مجدداً فيما يتحلقون على شكل دائرة، ويخبرهم أن المرحلة الأولى من “فلق المحار”، لا بد أن تبدأ قبل الغوص والبحث عن اللؤلؤ بتحضير وصناعة أدوات محددة، يقول في ذلك: “تعتبر السلة المصنوعة من الحبال أهم أدوات جمع المحار، واسمها “الدّيين”، وهي في حقيقة الأمر كيس من الحبال كان قديماً يصنع من سعف النخل على هيئة دائرة كبيرة، تربط إليها الحبال ليعلقه الغواص في رقبته كحقيبة تغطي صدره ويغوص بها في الماء ليضع المحار التي يصيدها بداخلها، وحين تمتلئ يخرج من الماء وقد جمع حوالي 50 محارة من رزق الله تعالى”. كرر الرميثي معلوماته عليهم واختبرهم بأن سألهم حول “الدّيين” وطريقة صنعه، ثم أشار إلى “المفالق” أدوات فتح المحارة، ووزعها عليهم موصياً إياهم أن ينتبهوا خلال استخدامها لئلا يتأذوا، واختبر قدرتهم واحداً واحداً مع مساعده على حُسن استخدامها وكيفية الشروع بفلق المحار.. خلال ذلك أخبرنا يقول: “المفلق هو مقبض خشبي في رأسه قطعة معدنية معكوفة تتناسب مع استدارة المحارة وليست حادة جداً تدخل في قاعدة المحارة من جهة البطن المستند إلى باطن الكف اليسرى، بينما نشق المحارة باليد اليمنى بصبر ومهارة لئلا تنكسر، إذ يجب أن يرتفع المفلق إلى الأعلى كي تنفتح المحارة بحركة أخرى، وننظف باطنها ونبحث في بطانتها بهدوء ورقة عن اللؤلؤة لئلا نخدشها”. يمر الفتيان خلال تعلمهم أبجدية فلق المحار بأكثر من مرحلة تدريبية، منها الشفهي والميداني، حيث ينصرفون إلى الغوّاص الشاب المهيري الذي يجهز لهم كيساً كبيراً مملوءاً بالمحار الذي غاص بنفسه لإحضاره لهم أمام مرآهم، فيشعر الفتيان كما لو أن كل واحد منهم أمام صندوق مغلق لا يعلم حين يفلق محارته هل ستكون ثمة لؤلؤة بداخلها أم سيغلق باطن كفه على فراغ! ويحرص المهيري على أن يحدثهم عن عوالم البحر والغوص ليشكّل فسحة رحبة لهم تعيدهم إلى الأيام الخوالي، حيث زمن الأجداد والبحر الواسع الذي شكّل بمواسم الغوص أحد أهم عوالم البيئة البحرية التي تعتبر بدورها جانباً مهما من تراث المنطقة وتاريخ الأجداد، فما كان لهم دخول هذه التجربة الرائعة واختبار مشاعر الفرح والمعرفة لولا فعاليات الملتقى التي أطلقها النادي بغية إكسابهم معلومات ومهارات تراثية قيمة
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©