يعاني أكثر من 350 مليون شخص حول العالم من الاكتئاب، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، وهذا العدد آخذ في الارتفاع، ولاسيما بين كبار السن، حيث يقع واحد من بين كل خمسة فريسة للاكتئاب.
التكنولوجيا الطبية الحديثة توصلت إلى اختراع خوذة تقوم بإرسال نبضات كهرومغناطيسية إلى المخ، وتحتوي الخوذة على سبع لفائف سلكية تقوم بتوصيل جرعة من من المجالات الكهرومغناطيسية النابضة عبر الجمجمة إلى أنسجة المخ.
وهذه النبضات تكون دقيقة للغاية لدرجة أن المريض لا يمكن أن يشعر بأي شيء، فيما عدا بعض الغثيان البسيط من حين لآخر، كتأثير جانبي، ويختفي على الفور بعد العلاج.
وأظهرت بوادر مبشرة على إمكانية علاج الأشخاص الذين يعانون الاكتئاب، ولا سيما أن نحو30 في المئة ممن يعانون الاكتئاب لا يستجيبون للعلاج بالأدوية، أو الاستشارات النفسية، حيث قام قسم طب الخلايا والجزيئات في جامعة كوبنهاجن والمركز النفسي في هيليرود في منطقة نورث أيلاند، بإجراء هذه التجارب، حيث استمر المرضى في تناول الأدوية المضادة للاكتئاب طوال فترة التجربة.
الجهاز الجديد يعمل، ويستهدف بشكل غير مباشر خلايا الدم في المخ التي يوجد بها خلل وظيفي.ومن خلال التجارب السريرية للباحثين، قال ثلثا الأشخاص الذين استخدموا الخوذة لأوقات محددة أن أعراضهم قد اختفت، وحدث تحسن ملحوظ في الحالة المزاجية في غضون أسبوع.
بريجيت ستراسو كبير الأطباء في هيليرود، قال إن المرضى شعروا بتحسن، وكان مردودهم جيدا، ويمكنهم البدء في العمل، فيما أكد أنيميت أوفليسن، وهو مصمم جرافيك يعاني من اكتئاب متكرر منذ 16 عاما وخضع للتجارب التي أجريت في هيليرود أن «الخوذة مذهلة، وأن ما فعلته هذه الخوذة أشبه بشخص قام بالضغط على زر إعادة الضبط، في إشارة إلى التغيير الشامل الذي أحدثته هذه الخوذة.
البروفيسور ستين ديسنج، من كلية كوبنهاجن لعلوم الصحة والباحث الرئيسي الذي صمم هذه الخوذة العلاجية، يقول: إن هذه الأداة تحاكي المجالات الكهربية في المخ، وتحفز آلية العلاج الذاتي للجسم، كما أنها تنشط هذه النبضات من الشعيرات الدموية في المخ، التي تقوم بتشكيل أوعية دموية جديدة وهرمونات نمو غير ظاهرة. كما أنها تعمل بفاعلية، وتحاكي الإشارات الكهربائية التي تجري في المخ، ولأن هذه الإشارات تتصل بالأوعية الدموية بأنسجة الدم، فضلاً عن تمكين المرضى من تحمل الأدوية المضادة للاكتئاب.
المهم أن عدداً كبيراً من خبراء الطب النفسي أكدوا أن الاكتشاف يمثل تطورا مثيراً ومهماً، إذ إن هذا العلاج يعمل على مستوى مقبول من الكفاءة، وله آثار جانبية منخفضة. لأن التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة، يتسم بالفاعلية في علاج الاكتئاب، كما أن هذا العلاج أكثر ملاءمة لدى الحوامل والأمهات المرضعات اللاتي لا يرغبن في تناول مضادات الاكتئاب، ويمكن للخوذة الكهرومغناطيسية أن تحل محل العلاج بالصدمة الكهربائية المثير للجدل، والذي يستخدم في علاج أكثر أشكال الاكتئاب حدة منذ أربعينيات القرن الماضي.
المحرر | khourshied.harfoush@admedia.ae
عدد اليوم
