الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مشروع تخرج يُنادي بإدراج «الفنون» ضمن المناهج الدراسية

مشروع تخرج يُنادي بإدراج «الفنون» ضمن المناهج الدراسية
12 مايو 2014 20:39
لكبيرة التونسي (أبوظبي) استهوتها الفنون خلال زيارات العديد من متاحف العالم، فشبت على فكرة أن الفن يغذى الذوق ويخدم المجتمع، ورأت أن توظف مواهبها في خدمة البيئة المحلية، ونقلت تجاربها لطلاب بعض المدارس وجعلتهم يشعرون أنهم ضمن هذا المشروع الواعد، الذي وجد طريقه إلى منارة السعديات، وهو مشروع يحمل عنوان «بناء البيئة المحلية الفنية» من توقيع بثينة البلتاجي، حيث استضافت جامعة نيويورك أبوظبي بالتعاون مع هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة عرضاً تقديمياً قدمته الطالبة في سنة التخرج في الجامعة، وتناولت فيه سبل إلهام وتشجيع الشباب للإقبال على مجالات الفنون. وأكدت ضرورة إدراج الفن في العملية التعليمية وجعله مادة أساسية ضمن المنهج نظراً لتأثيره في الذوق العام، ومن خلال هذه التجربة، تتطلَّع البلتاجي التي ستتخرج من جامعة نيويورك أبوظبي 25 مايو الجاري بوصفها أحد طلبة دفعة التخرج الأولى للجامعة إلى تعزيز اهتمام الأطفال وأولياء أمورهم بالفنون. ورش عمل وتأمل البلتاجي أن تنجح في سعيها إلى إلهام الأطفال وتشجيعهم على الإقبال على الفنون، وقدم فريق التعليم من هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة الدعم والإرشاد للبلتاجي ضمن مبادرة الهيئة للتفاعل مع الطلاب الشباب من خلال تشجيع الأعمال الفنية. وقالت بثينة البلتاجي التي تأمل أن تصبح مبادرتها عالمية برفقة طلاب من الإمارات: إنها تحاول أن تؤسس وتنشر ثقافة الرسم وتذوق الفنون بين أطفال المدارس واستلهام فنونهم من البيئة المحلية، مشيرة إلى أنها نشأت على حب الفن، وأن الزخارف والأشكال الهندسية كانت تلفت انتباهها وهي صغيرة، كزخارف المساجد، والرسومات الإسلامية، وأن والدتها كانت ملهمتها، وأنها كانت تأخذها لزيارة بعض المتاحف وتحدثها عن اللوحات والقطع المتواجدة به. وأضافت: عندما كنَّا نزور المتحف كانت والدتي توجه لنا بعض الأسئلة، يا ترى، كيف كانت حالة الفنَّان، وهو ينجز هذه القطعة؟ هل كان حزيناً؟ سعيداً؟ لماذا رسمها؟ ما علاقة الفنان بالقطعة؟ وبتكرار زياراتي للمتاحف تكوَّنت لديَّ نظرة شمولية عن الفنون وعن مدى خدمتها للمجتمع، وعليه قررت أن يكون هذا المشروع في المدارس نظراً لإيماني أن الفن يجب أن يبدأ من التأسيس. الثقافة الإسلامية أما عن طريقة إنجاز العمل فقالت البلتاجي، التي نجحت في إشراك العديد من الطلاب الذين عرضت أعمالهم المنجزة من خلال ورش العمل في مقهى فانر وستوديو 2 بمنارة السعديات: إنها عملت بالمشروع مع بعض المدارس، وهو عبارة عن رسم تم تنفيذه بأميركا، بينما تمَّ تلوينه من طرف الطلاب في المدارس، وقد بدأ بشكل شخصي، وكانت تنوي أن تتعاون مع مدارس حكومية، لكن أدركت أنها تنفذ مثل هذه الأعمال، فاختارت مدرستين بها أطفال عرب وأجانب لإطلاعهم على الثقافة الإسلامية وإيجاد نوع من التفاعل بين الطلاب أنفسهم مستغلة حضور العديد من الجنسيات في مكان واحد مما يقرب وجهات نظرهم المختلفة عن الفن. المتحف للكبار والصغار وأضافت البلتاجي: إن الهدف الأسمى من مشروعها هو جعل الطالب فخوراً بتراثه وثقافته، وأن الخطوة الأولى بدأت بالتعريف بالمشروع ثم ورش العمل التي تناول فيها الطلاب أسس الرسم وطريقة التلوين، وأن الهدف من هذا المشروع هو زيادة تعرض الأطفال للفنون باستخدام العملية الإبداعية من الفن في حد ذاته. وأشارت إلى أن الخطوة الثانية في المشروع تمثلت في عرض هذه اللوحات والقطع الخاصة بهم في منارة السعديات ومعرض الفضاء المفتوح، حيث سيتم إيواء المتاحف في المستقبل، وبالتالي، فإن الأطفال سيجدون اثنين من التفاعلات الفريـدة مع أعمالهم الفنية، لأنها تصميم فردي لهم وعندما يرون أعمالهم المعروضـة بالقــرب من القطـع العديدة من الطلاب الآخرين، مـما يخلق تفاعلا. وهذا ما لاحظته عندما كان الطلاب يرسمون لوحات منفردة يعكسون أحاسيسهم بطرق مختلفة، لكن لما وجدوا لوحاتهم معروضة إلى جانب لوحات زملائهم، فإن ذلك جعل مشاعرهم تختلف، لأن اللوحات ستقرأ بمنظور آخر، لأنَّ العمل الجماعي يعطي قوة، مع أن التدريب والعمل يعطي الثقة بالنفس، ولكن العمل الجماعي يعزز افتخار الطالب بنفسه، كما أن عرض هذه الأعمال في منارة السعديات حاضنة المتاحف سيجعل الطالب وأهله يفتخرون بإنجازات ابنهم. ولفتت إلى أنها خلصت إلى أمر مهم، وهو أن الأطفال لهم حس مرهف وتعابيرهم دقيقة رغم عفويتها، فاقترحت عليهم خلال ورش العمل كتابة بعض التعابير التي تؤكد استفادتهم من هذه المشاركة، فأكدوا أنهم اكتسبوا الثقة بالنفس، إلى جانب احتكاكهم بأفكار أخرى واعتزازهم بتراثهم وثقافتهم، بالإضافة على تأكيدهم على ضرورة زيارة المتاحف. إضاءة عن خلفيتها الفنية، قالت: إنَّ التصميم الإسلامي بشكل خاص كان دائماً مصدر إلهام، وتأمل أن يلهم أيضاً الأطفال من دولة الإمارات باستخدام تصاميم مماثلة، مشيرة إلى أنها من خلال تجربتها الخاصة، تعرضت لإنشاء أنماط هندسية سمحت لها لفهم العالم من وجهات نظر عدة، وخلقت لديها تقديراً لتنوع الآراء.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©