الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الصحة النفسية للموظف تتحكم في مستوى إنتاجه وسلوكه

الصحة النفسية للموظف تتحكم في مستوى إنتاجه وسلوكه
12 مايو 2014 20:15
الموظف هو أساس العملية الإنتاجية في أي مجتمع يريد التقدم والتطور، لذلك يجب التركيز على تطوير الموظف ومتطلباته، وفي ذات الوقت يجب مراعاة الضغوط الحياتية التي يتعرض لها، سواء كانت ضغوطاً نفسية أو اجتماعية، وهذا أمر طبيعي يمر به جميع البشر، وحالة اللامبالاة التي يبديها المديرون وأرباب العمل تجاه الصحة النفسية أو البدنية للعاملين لديهم، يجب أن تحل بحل مقبول وتجد نهاية سعيدة لها، وإلا فإن أرباب العمل أنفسهم، هم من سيجنون في النهاية مردوداً سيئاً من ناحيتي مستوى الإنتاجية للعاملين لديهم، ومقدار المكاسب المادية التي تحققها إداراتهم أو شركاتهم. موزة خميس (دبي) وفقاً لدراسة أميركية، وفي عدد من مجلة الأرشيفات العامة للطب النفسي، قال الباحثون من جامعة هارفارد، إن على أرباب العمل بذل المزيد من الاهتمام بالصحة النفسية، عبر تبني برامج لرصد حالات الاكتئاب بين العاملين لديهم، والمبادرة بمعالجة الحالات تلك في وقت مبكر، ليس فقط من أجل صحة العاملين وسلامتهم بل من أجل حصول أرباب العمل، على مستوى أعلى في الإنتاجية وتحقيق مكاسب مالية أكبر لمؤسساتهم، وتقليل خسائرهم التي تقدر على حد قول الباحثين بمليارات الدولارات سنويا. توافق نفسي وفي لقاء مع فاطمة سجواني الأخصائية النفسية من منطقة الشارقة التعليمية، تحدثت حول الموضوع قائلة: لابد من الأخذ بعين الاعتبار الصحة النفسية للموظف ونعني بها التوافق النفسي للفرد مع نفسه ومع بيئته التي يعيش فيها أو مع المكان الذي يعمل فيه، بحيث يعيش حالة من التلائم والراحة مع نفسه ومع الآخرين، وأي مؤسسة لا بد أن تأخذ بعين الاعتبار الجانب النفسي لموظفيها، وهذا الموظف إن كان مرتاحاً نفسياً في مؤسسة ويتم التعامل معه برقي فإن ذلك سينعكس على الإنتاج، وأيضا على المجتمع الذي يعيش داخله، وبدون شك أن أي مؤسسة لها أهداف ومن أهمها الإنتاج والأفضلية والربح، ثم الأداء والسلوكيات وأن تكون هناك علاقات اجتماعية قوية تبعث على تعامل الآخرين مع هذه المؤسسة دون غيرها، ولكن للأسف هناك شركات ومؤسسات، آخر نقطة تبحث فيها عن سبب تدني الإنتاج هو نفسية الموظف والبيئة النفسية المتوفرة له، وبالتالي يحدث التصادم بين المطلوب من الموظف والواقع المعاش. جوانب صحية وترفيهية وتضيف سجواني: هناك أبحاث أجريت في دول متقدمة في هذا المجال، وأظهرت أن ملايين الآباء والأمهات العاملين في الشركات والإدارات المختلفة في الولايات المتحدة، هم أقل إنتاجية في أداء أعمالهم الوظيفية أو المهنية، نتيجة لانشغال ذهنهم في أثناء ساعات عملهم اليومي، بما يفعله أبناؤهم وبناتهم في ساعات ما بعد الظهر، أي بعد العودة من المدرسة وقبل وصول الآباء أوالأمهات إلى المنزل بعد الفراغ من عملهم الوظيفي، وذلك لطول وقت الدوام والذي أثر على الأسرة وعلى المجتمع أيضاً. وتوضح: نجد الفرق كبيراً عند المؤسسات التي تعمل على توفير الخدمات النفسية المريحة، مثل التقدير بالحوافز ومراعاة الجوانب الصحية والنفسية لدي الموظف، وتوفير التأمين الصحي والتأمين ضد المخاطر، وتوفير أماكن للترفيه في المؤسسة ليقضي فيها الموظف بعض الوقت من الراحة، هو مطلب قانوني وأيضا من مسببات زيادة الإنتاج، إلى جانب أن من حق أي موظف أن يحصل على توفير ضمان ضد المخاطر، من الشركة أو المؤسسة التي يعمل فيها، لأنه ربما يكون العائل الوحيد لأسرة وهو يحمل همّ تلك الأسرة، ولابد أن يشعر الموظف بعطاء واهتمام المؤسسة أو الهيئة. وتقول سجواني: لدينا اختبارات تخرج حقيقة الإنسان وتوضح مدى الاضطراب أو إن كان في داخله مجرم مختبئ، إلى جانب اختبارات الذكاء العاطفي والتكيف وضبط الانفعالات، وهي تأتي ضمن تعلم مهارة إدارة الذات، فإن تم اكتشاف كل ذلك قبل التعيين، فإن الكثير من الممارسات التي يمكن أن تضر بالمجتمع أو الهيئة أو المؤسسة، سوف يتم السيطرة عليها، كما تصبح الدولة أكثر أمانا وسيحدث تطور أكبر، ولهذا هناك مؤسسات متطورة تطبق ذلك على موظفيها، ومنها اختبار الذكاء العاطفي والحالة المزاجية. هذا الاختبارات تكشف وضع الإنسان المناسب في المكان المناسب، وتوضح نقاط القوة ونقاط الضعف التي يمكن أن يتم تطويرها بالدورات والورش التدريبية، فموظفي المنازل من الشغالات والسائقين وغيرهم، نجد أغلبهم مع الوقت قد أتوا وبداخلهم جانب إجرامي، والجهل يغذي ذلك الجانب، كما أن العامل النفسي لديه هو المتحكم في تصرفاته، وربما لا يضع اعتبارا لما تفعله له الأسرة من خدمات وتعامل فوق الجيد، لذا نحن بحاجة لتحديد درجة سمات الإنسان، وإن تم تطبيقها قبل البدء بالعمل فإننا سوف نقلل من نقل عادات وسلوكيات ضارة وغير لائقة لمجتمعنا الآمن المسالم. سلوك سيئ وتوضح سجواني أن هناك تصرفات سيئة تصدر من بعض المعلمين، وتنحاز الإدارة لموظفها حتى لا تشوه سمعة المدرسة، ومنها التلفظ بألفاظ نابية ضد الطلاب أو الطالبات، بل إن بعضهم يتعمد إيذاء الأطفال، موضحة أن المعلم هو رسول الإنسانية وقائد ومربي، وهو المفترض به أن يكون مربياً بالدرجة الأولى قبل أن يكون معلماً، وإن كان لا يتمتع بصفات المربي ولا بالقدوة الحسنة، ولا بالمثل الأعلى فإنه لن يستطيع العطاء، ويتحول إلى آلة تنفذ أمراً لتحصل على راتب نهاية الشهر، ولذلك من المفترض أن تهتم وزارة التربية والتعليم بهذا الجانب الذي يجعل البيئة المدرسية طاردة ومنفرة للطلاب، ما يجعل الطفل يعزف عن الذهاب اليها، لأنه يشعر بالخوف أو القلق من تلك المعاملة القاسية والمخيفة، من هنا لابد من إجراء الاختبارات قبل التعيين لقياس أخلاقيات المعلم، قبل النظر في شهاداته وخبراته. تقييم الطالب للمعلم تقول الأخصائية النفسية فاطمة سجواني، إن ما يُزرع في ذاكرة الطفل يرافقه طوال العمر، ولذلك لا نريد لأبنائنا أن يتلقوا معاملة سيئة تجعلهم يطبقونها مع أسرتهم، أو طلابهم في المستقبل، ولابد أيضا من آليات لتقييم الطالب للمعلم، فليس دائماً المعلم على حق، خاصة في الوقت الذي لا يكون عليه رقيب داخل الصف، حيث يتحول لأداة تريد فقط إيصال المعلومات الخاصة بالمنهج، ولا يهم كيف تكون الطريقة، حتى إن أدى الأمر للتعامل بعنف، وإن كان ذلك العنف لفظياً، فهو أيضا يؤثر، ويترك انطباعاً سيئاً لدى الطفل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©