«الاتحادي» و «الشيوعي» يدعوان للحفاظ على وحدة السودان

دق حزبان معارضان في السودان، كل على حدة، ناقوس الخطر في الساحة السياسية وشددا على أهمية الحفاظ على السودان موحدا، محذرين كافة القوى بالحكومة والمعارضة في الشمال والجنوب من المصير القاتم الذي ينتظر البلاد خلال الفترة المقبلة حال التقاعس عن أدائها الدور المنوط بها في معالجة الأزمات التي تتربص بوحدة البلاد وتهدد استقرارها. ودعا الحزب “الاتحادي الديمقراطي” (الأصل) بزعامة محمد عثمان الميرغني لعقد “مؤتمر قومي يضم المستنيرين في الأوساط الرسمية والشعبية لمناقشة قضايا البلاد وإيجاد حلول عاجلة وناجعة لها، مطالبا السودانيين كافة بنبذ الخلافات والصراعات القبلية والوقوف صفا واحدا للحيلولة دون انزلاق البلاد في مستنقع التفكك والتشرذم، وذلك بالمشاركة الفاعلة بالرأي والعمل لمعالجة قضاياه بحنكة ووعي كبيرين”. وأكد الحزب أن المرحلة المقبلة “تعد الأكثر خطورة في تاريخ البلاد ما يطلب تجمع الرأي الشعبي والسياسي لإيجاد الحلول المثلى للخروج من المأزق الذي يمر به السودان”، مشيرا إلى ضيق الفترة الزمنية المتبقية على موعد إجراء الاستفتاء وقال “إنها لا تسع للخلافات أو التجريب”. ودعا المتحدث الرسمي باسم الحزب حاتم السر في تعميم صحفي شريكي الحكم في البلاد “للاستفادة من التجربة الثرية للأحزاب في مواجهة القضايا المعقدة”، مشيرا إلى العلاقة المميزة التي تربط الاتحادي الديمقراطي مع “الحركة الشعبية لتحرير السودان”، الحاكمة في الجنوب. وقال “بيننا رصيد جيد من العمل المشترك في مرحلة نضالية سابقة” مؤكدا أن الحوار “سيعزز من فرص الوحدة ويسهم في تناغم العقد السوداني الممتد من نمولي جنوبا إلى حلفا شمالا”. وحمل السر تصريحه عبارات مفعمة بالأمل في إمكانية الحفاظ على وحدة البلاد باعتبارها وحدة حتمية وأكثر فائدة للطرفين داعيا إلى توفير الشفافية في الاستفتاء. وقال إن حزبه يؤيد أي طرح يعزز فرص الوحدة مرحبا بمبادرة الحكومة بتنفيذ عدد من مشاريع التنمية في جنوب السودان. وطالب “بتنظيم ملتقى جامع لكل أهل السودان لمناقشة القضايا المصيرية وفي مقدمتها وحدة البلاد، داعيا القوى السياسية لترك خلافاتها جانبا من اجل الاتفاق على المصلحة الوطنية”. ومن جانبه طالب الحزب الشيوعي الحكومة والمعارضة السودانية في الشمال والجنوب بالعمل بجدية للحفاظ على وحدة السودان. وانتقد الحزب في بيان له تفاقم الأزمة والاستقطاب الحاد في البلاد. وقال إن ذلك حدث نتيجة لعدم الالتزام بتنفيذ الاتفاقيات واستمرار الحرب في دارفور بجانب النكوص عن تحقيق مستحقات التحول الديمقراطي. وأكد البيان أن الحل النهائي لتلك القضايا يكمن في التوافق على مشروع وطني قومي ينأى بالبلاد عن خطر الانقسام ويراعي تعدد الديانات والتنوع الثقافي في بلد المليون ميل مربع. ودعا لعقد مؤتمر قومي تشارك فيه كل القوى السياسية في البلاد بحضور الجهات الدولية والإقليمية المهتمة بوحدة السودان، مؤكدا تأييد الحزب لخيار الوحدة الطوعية التي تقوم على الديمقراطية وتراعي العدالة في توزيع السلطة والثروة. تأجيل موعد انطلاق التسجيل لاستفتاء الجنوب الخرطوم (الاتحاد) - أجلت حكومة جنوب السودان عملية التسجيل للاستفتاء الذي كان من المقرر إجراؤه اليوم دون أن تحدد تاريخا جديدا لبدء العملية التي تمهد لاستفتاء على مصير الجنوب في التاسع من يناير المقبل. وقال بنجامين ماريال وزير الإعلام بحكومة الجنوب إن عملية التسجيل يتم تأجيلها بسبب ظروف يصعب تجنبها تحول دون انطلاق العملية في الموعد المقرر، وذلك في وقت اتخذت فيه حكومة الجنوب خطوات عملية واسعة في إطار الترتيب للإيفاء باستحقاق تقرير المصير بنزاهة وشفافية، وشكلت فريق عمل برئاسة رياك مشار نائب رئيس الحكومة لمتابعة الاستفتاء وضم الفريق تسعة من وزراء الحكومة. ومن جانبه أكد مسؤول العلاقات الخارجية بالمؤتمر الوطني الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل حرص حزبه على العلاقات الأخوية بين شطري البلاد الجنوبي والشمالي حال انتهاء الاستفتاء بانفصال الشطر الجنوبي. وأعرب عن أمله بأن تكون الوحدة هي الخيار الذي يصوت له بطواعية الجنوبيون، مشيرا إلى أن تقرير مصير الجنوب يستحوذ على اهتمام الحكومة والقوى السياسية والشعب السوداني باعتباره التحدي الكبير الذي يواجه البلاد