كوالالمبور (الاتحاد) - يبدو أن مسلسل الحديث عن وجود فساد إداري ومالي داخل أروقة الاتحاد الآسيوي بعضها يطال أحد الموظفين الكبار العاملين حالياً، سيظل مستمراً حتى تتخذ خطوات جادة للقضاء على كافة مظاهر وأشكال التجاوزات داخل الصرح الكروي القاري.
وحصلت «الاتحاد» على مستندات تشكل علامات استفهام على الصلاحيات الواسعة التي وفرت لأليكس سوساي الأمين العام للاتحاد الآسيوي، فضلاً عما كشفته المصادر، وخلال العامين الماضيين زادت صلاحيات سوساي خاصة بعد أزمة القطري محمد بن همام رئيس الاتحاد الآسيوي الأسبق وتجميده من قبل الفيفا ومنعه من ممارسة عمله كرئيس للاتحاد القاري، وهو ما أحدث فجوة إدارية أصبح بمقتضاها سوساي هو الحاكم الإداري الفعلي لكل ما يتعلق بالقرارات الإدارية داخل وخارج الاتحاد.
ومن واقع المستندات، تم وضع سوساي ضمن القائمة الأولى من حيث السفر والتنقلات والامتيازات التي يحصل عليها، والتي عادة لا يتم توفيرها إلا لرئيس الاتحاد ولنائبه التنفيذي، والتي باتت أعلى من أعضاء المكتب التنفيذي وجميع نواب رئيس الاتحاد، رغم أنهم الأعضاء الكبار بينما هو موظف براتب ويعتبر إداريا عاملا داخل الاتحاد.
وتشمل أولى المزايا المبالغ فيها التي حصل عليها سوساي وفق المستندات تذاكر الطيران التي تكون من الفئة الأولى المتميزة، وهي نفس الفئة التي تتوافر لرئيس الاتحاد فقط، بينما يتم حجز فئة رجال الأعمال لبقية أعضاء المكتب التنفيذي ونواب الرئيس، وثاني المزايا لأليكس الإقامة بالفنادق، بحيث يقيم رئيس الاتحاد الآسيوي في جناح كامل، فيما يقيم جميع النواب وأعضاء المكتب التنفيذي بغرفة “ديلوكس” فقط، ووفق هاتين الميزتين تصرف بدلات الإقامة والانتقالات والتي تأتي أيضاً في المستوى الأول.
وكانت الميزة الثالثة توفير سيارة مرسيدس الفئة “أ” لتنقلاته في أي دولة يتوجه إليها، وهو نفس الأمر بالنسبة للرئيس ولنوابه، وعلى الجانب الآخر، ظهرت علامات استفهام على غياب أحد الموظفين وانتقاله للعمل في دولة أخرى، بينما استمر راتبه الشهري، تحت بند إعلامي متعاون مع الاتحاد الآسيوي.
وشهدت الأيام الماضية فتح ملفات قديمة حديثة تتعلق بوجود فساد مالي وإداري داخل الاتحاد الآسيوي لبعض مسؤوليه الإداريين، خاصة أنهم مقيمون بشكل دائم ويواظبون على التواجد بصورة دائمة بالاتحاد طيلة الأعوام الماضية.
من جهته، كشف مصدر وثيق الصلة بالاتحاد الآسيوي أن هناك مستندات أخرى ستظهر وجود مخالفات صارخة داخل العمل الإداري لبعض موظفي الاتحاد، وشدد المصدر على أن سوساي يعتبر موظفاً بأجر في الاتحاد الآسيوي وبالتالي لا يجوز مساواته بالأعضاء الرسميين المنتخبين من قبل الاتحادات الأهلية لإدارة العمل داخل الاتحاد الآسيوي.
ومن جانب آخر، أشار المصدر إلى أن هناك أحد الموظفين الذين رحلوا عن الاتحاد لظروف انتقاله لدولة أخرى طلب الحصول على جنسيتها، وانقطع عمله بالاتحاد الآسيوي إلا أن قوة علاقته بالأمين العام، كانت وراء استمرار علاقته المالية بالاتحاد، عن طريق تحويل راتبه بشكل مستمر رغم رحيله منذ فترة، وبرر مسؤولو الآسيوي ذلك التصرف بأنه تحويل من موقف الموظف، ما بين موظف دائم في الاتحاد إلى موظف متعاون، كونه كان ضمن فريق العمل الإعلامي لموقع الاتحاد الآسيوي.
عدد اليوم
