الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

«الشارقة القرائي للطفل» يعيد الاعتبار للكتاب الورقي

«الشارقة القرائي للطفل» يعيد الاعتبار للكتاب الورقي
30 ابريل 2015 22:57
أزهار البياتي (الشارقة) يختتم مهرجان الشارقة القرائي للطفل غداً فعاليات دورته السابعة التي انطلقت بمركز إكسبو الشارقة في 22 أبريل الماضي تحت شعار «اكتشف مدينتي»، وذلك بهدف غرس حب القراءة والاطلاع بين الأطفال واليافعين وتعزيز معارفهم وتطوير قدراتهم الذهنية. واحتضن المهرجان منذ انطلاقته جملة من البرامج والفعاليات الهادفة التي تجمع عناصر المتعة بالفائدة، وتعنى بنشر ثقافة القراءة وغرس حب المطالعة بين الصغار، في سبيل جعلها تقليدا متبّعا ونمطا أمثل في الحياة. مصدر معرفي وسيكتشف الزائر لهذا العرس الثقافي السنوي مدى الاهتمام بالكتاب الورقي كمصدر معرفي أول لدى الصغار والكبار على حد سواء، في وقت تتصدر كافة أجنحة المهرجان المتفّرد آلاف العناوين الجديدة والمطبوعات المخصصة في مختلف مجالات المعارف والآداب والعلوم. فرصة ذهبية وقالت هند لينيد، مدير أول والمنسق العام للمهرجان عن أهمية تنمية حس القراءة ودور الكتاب في حياة الطفل المعاصر: «من المؤكد أن الكتاب يعد رافداً ثقافياً يثري كل سمات التربية والعلوم والمعارف الإنسانية، لما يقوم به من دور ريادي في تطوير الأفكار، واكتساب الخبرات، وترقية المدارك كافة، وبلا شك فإن تعويد الأطفال في مراحلهم العمرية المبكرة على اعتياد القراءة وحب المطالعة، من خلال تحفيز فضولهم المعرفي وتشجيعهم على الاستزادة من موارد الأدب والعلم، يساهم بشكل فعّال في بناء شخصياتهم، وتلوين حياتهم، وتنمية ملكاتهم الذهنية والمهارية، مما يحولهم مع مرور الوقت، لأشخاص واعدين أكثر ذكاء وخيالاً وطموحاً، لذا فإن إقامة مثل هذه المهرجانات والمعارض النوعية أصبحت ضرورة حتمية في زمن العولمة والتكنولوجيا الحديثة، وفرصة ذهبية للأطفال وذويهم تتيح لهم الاطلاع على آخر المستجدات الأدبية والمعرفية في مختلف المجالات. التحدي الأكبر وتضيف: وربما التحدي الأكبر الذي يواجه معظم أولياء الأمور والتربويين في هذه الأيام هو كيفية احتواء الطفل المعاصر وجذبه نحو حب المطالعة وإكسابه عادة القراءة بين دفتي كتاب، خاصة في ظل التحديات التي تفرضها الثورة التكنولوجية، وما تقدمه الأجهزة الإلكترونية الحديثة من إغراءات تظلل عيون الأطفال وتشد انتباههم طوال ساعات النهار والمساء، مؤثرة في سلوكياتهم، ومشتتة تركيزهم . مغريات وتعبّر عن صعوبة هذا الأمر «إيمان جاسم» تربوية، قائلة: هو تحد كبير ومفروض على معظم أولياء الأمور والتربويين في الوقت نفسه، حيث أصبح اقتناء الكتاب الورقي وقراءة القصص والحكايات لا تأتي ضمن أولويات فئتي البنات والأولاد، بل يتقدم عليها التهافت نحو الألعاب الإلكترونية والأجهزة الحديثة، فأصبح من الصعوبة إجبار الطفل على القراءة، وترغيبه بهواية المطالعة الكلاسيكية بين دفتي كتاب، كونها لا تحرك عنده عوامل التشويق والإثارة التي تستفز إدراكه الغض مقارنة مع مغريات عالم الإلكترونيات. وتضيف: ولاستقطاب الطفل المعاصر مرة أخرى نحو دنيا المطالعة والكتاب التقليدي، لابد من إنتاج نوعية مطورة من الأدب القصصي، من تلك التي تتمتع بثراء وحداثة، تتماشى مع أفكار الجيل الجديد، وتنسجم مع متطلباته ورغباته، وأتصور أن هناك فجوة كبيرة حاصلة بين محتوى الكتاب الورقي وعقلية طفل اليوم . عناصر التشويق وحول تفضيل الأطفال اقتناء الكتاب الإلكتروني أكثر من الورقي في الآونة الأخيرة، يقول حسام سيد مسؤول التسويق في دار «البرج ميديا» للنشر والتوزيع في أبوظبي: نحن كدار نشر ننتج النوعين، ونهتم بوجود الكتاب الكلاسيكي جنباً إلى جنب مع الكتاب الإلكتروني، إلا أننا رصدنا بالفعل اهتماما أكبر بالكتب الإلكترونية مقارنة مع الأخرى، خاصة للمراحل العمرية الصغيرة ورياض الأطفال، وأتصور أن هذا الأمر متعلق بكون المحتوى الأول يتمتع بعناصر الإثارة والتشويق والحيوية، فالمعلومة التي تقدم بأسلوب الفيلم الكارتوني المتحّرك تجذب الطفل عادة أكثر من التصفح العادي للكتاب الورقي، خاصة إذا كانت مصحوبة بمؤثرات صوتية وخلافه، لذا أصبحنا نرصد إقبالاً كبيراً على شراء الكتب الإلكترونية والـ «دي في دي» والسيديهات التي ننتجها باللغة العربية، وفي رأيي أن هذا الأمر بدهي لهذا الجيل، ولا يقلل مطلقاً من شأن القراءة وحب المطالعة. أحدث الإصدارات وتؤكد نادية محمد «ولية أمر» أهمية تعويد الأبناء على زيارة معارض الكتب والإطلاع على أحدث الإصدارات الأدبية، وتقول: من خلال زيارة هذه المعارض والمهرجانات، التي تحتفي بأنشطة الكتاب اكتشفت أنا وأسرتي ما تحمله هواية القراءة من متعة وفوائد جمة، فأنا كولية أمر مسؤولة عن رعاية أطفالي، يهمني أن أغرس لديهم هذا السلوك والاتجاه لتصبح سمة المطالعة عندهم نهجاً وأسلوب حياة. ويؤكد أحمد عمران «ولي أمر» دور القراءة وأهميتها في دعم ثقافة الطفل في كل مكان، مطالباً بتشجيع أي مبادرة ونهج يسعى للارتقاء بالفكر والثقافة والعلوم، داعيا إلى إعادة الاعتبار للكتاب الورقي. كادر نقص المعروض تعبّر الطفلة سارة المزروعي« 14 عاماً»، عن اهتمامها بالحصول على الإصدارات الجديدة من كتب وقصص الأطفال واليافعين، لافتة الانتباه إلى أن معظم المطبوعات التي تمتاز بالجودة وتحقق الاستمتاع تأتي باللغة الإنجليزية، وأن الكتاب العربي موجود ولكنه قليل، والمعروض منه حالياً يخصص أكثره للفئات العمرية الصغيرة دون العاشرة، ولا يتناسب مع عقلية الأعمار اليافعة وفئة المراهقين على وجه التحديد، وكأنه ليس هناك مؤلفون وكتّاب عرب يلتفتون إلى هذه الشريحة المشرفة على مقتبل الشباب، على الرغم من أنها في أمس الحاجة لذلك.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©