الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

طاقة الرياح تشعل استخدامات الغاز

طاقة الرياح تشعل استخدامات الغاز
10 أكتوبر 2008 23:12
بُعيد الغزو الروسي لجورجيا الدولة التي تعتبر الرابط الحيوي ما بين أوروبا وموارد الطاقة في آسيا الوسطى، سرعان ما عادت مسألة أمن الطاقة لتتصدر قائمة الأجندة الأوروبية· ولسنوات طويلة، ظل العديد من الأوروبيين يعتقدون أن جزءاً كبيراً من أمن الطاقة المستقبلي سوف يأتي من توربينات الرياح ولوحات الطاقة الشمسية· ولقد استمرت الصناعة أيضاً تتفق مع هذه الرؤية، حيث تقدمت كبريات شركات النفط والغاز في المؤتمر العالمي للبترول الذي عقد مؤخراً في هذا الصيف في مدريد بالعديد من الخطط والمقترحات الخاصة بمشاريع الطاقة المتجددة، إلا أن هذا الاندفاع نحو مصادر الطاقة المتجددة خاصة عندما يتعلق الأمر بالرياح، فإن الأمر لا يعدو كونه مجرد استراتيجية ذكية وقصيرة المدى للشركات وليس بوسعها أن تعمل على تحسين الموقف الجيوسياسي للقارة الأوروبية· وورد في تحليل للكاتب ايدجار جارتز المتخصص في شؤون الطاقة والكيماويات في فرانكفورت أن توربينات الرياح تولد الكهرباء بصورة غير منتظمة؛ وذلك لأن الرياح نفسها تفتقد إلى الاستمرارية والاستدامة، لذا فإن توربينات الرياح تحتاج دائماً إلى إسناد قوي من الوقود الأحفوري حتى تعمل على استمرار التوازن في الشبكة الكهربائية، لذا فإن توربينات الغاز تعتبر الوسيلة الأفضل لأداء مثل هذه المهمة نسبة إلى قدرتها على الاستجابة بالسرعة اللازمة والقيام بدفع عملية إنتاج الطاقة عندما تتوقف مولدات الرياح عن العمل فجأة· وبالإضافة لذلك، فإن بالإمكان إغلاق وفتح توربينات الغاز بسرعة لحظية، بينما تحتاج المحطات التقليدية التي تشتعل بالفحم إلى أعمال دورية للصيانة تنجم عنها حالة من التوقفات إذا ما أريد لها أن تستجيب للتقلبات الكبرى في الطلب على الطاقة؛ لذا فإن انتشار محطات توليد الرياح يمكن أن تصبح في نهاية المطاف مجرد مصادر لاستدرار الأموال بالنسبة للشركات البالغة للغاز تماماً كما يحدث الآن في إسبانيا وألمانيا الدول الكبرى المنتجة لطاقة الرياح في أوروبا حالياً· فبحلول نهاية العام ،2007 كان لدى إسبانيا 14700 ميجاواط من سعة طاقة الرياح المخزنة، بحسب أرقام مؤسسة ايناجاز المعنية بادارة شبكة الغاز الوطنية في الدولة والتي تنتج 8,7 في المائة من إجمالي إمدادات الطاقة· ولما كانت معظم مولدات الرياح موزعة على مناطق قليلة التعداد السكاني، فإن استهلاك الطاقة استمر يتركز في المدن الكبرى التي تحتشد بالعديد من المباني المكيفة بالهواء· وفي الوقت ذاته، ظل الحمل في شبكة الطاقة الإسبانية يصل إلى ذروته في أشهر الصيف الحارة، إلا أن هذا الوقت بالذات من العام هو الوقت الذي تقل فيه عادة كمية الرياح· ولهذا السبب تحديداً، فقد تم تركيب العديد من توربينات الغاز بالقرب من أماكن تجمع المستهلكين في ضواحي المدن الإسبانية· وحتى العام الماضي فقط عمد مزودو الطاقة الإسبان إلى إضافة ما مقداره 6400 ميجاواط من سعة طاقة توربينات الغاز لكي تصل السعة الإجمالية لتوربينات الغاز إلى 20000 ميجاواط وبشكل أصبح معه الغاز الطبيعي يعتبر المصدر الرئيسي لتوليد الكهرباء في إسبانيا· ووفقاً لإحصائيات شركة ايناجاز، فإن 99,8 في المائة من الغاز المستخدم في إسبانيا يتم استيراده، كما أن معظم هذا الغاز يأتي من الجزائر عبر خط للأنابيب مما يشير إلى أن كميات الغاز الطبيعي المسال المستورد عن طريق السفن سوف تمضي إلى ازدياد· وفي ألمانيا أيضاً حيث توجد أكثر من 20 ألف توربين للرياح وبسعة إجمالية تبلغ 21400 ميجاواط، فإن استهلاك الغاز لتوليد الطاقة قد ازداد إلى أكثر من ضعفه في الفترة ما بين 1990 وعام 2007 وأصبح يشكل الآن 11,7 في المائة من إجمالي سعة الطاقة المولدة، علماً بأن الدولة تستورد 83 في المائة من إمدادات الغاز الطبيعي· أما الأهم من ذلك، فإن معظم الدول الأوروبية تجبر المستهلكين على شراء الكهرباء المنتجة من طاقة الرياح، وهو الأمر الذي يجعل من المصادر البديلة استثماراً آمناً للشركات مقارنة بالأعمال التجارية الأخرى في مجال الطاقة، حيث تكثر التقلبات في أسعار السلع الأخرى· وفي الوقت الذي تستثمر فيه كبريات الشركات الأوروبية العاملة في مجال النفط والغاز - مثل شل وبريتش بتروليوم وتوتال- المزيد من الأموال في الغاز الطبيعي المسال، فقد درجت هذه الشركات أيضاً على ممارسة ضغوط مشددة من أجل انتهاج نظام عالمي للاتجار في انبعاثات الكربون، بحيث يعمل على تعزيز وزيادة مميزات الغاز على الفحم· لذا فقد أصبح من الواضح أن طاقة الرياح لا تعمل على تقليل الاعتمادية على الوقود المستورد على العكس تماماً من ادعاءات المساندين لاستخدام طاقة الرياح· وفي الحقيقة، فإن تجربة ألمانيا وإسبانيا تشير بجلاء إلى أنها استمرت تزيد من اعتمادها على الغاز الطبيعي المستورد· وهو الأمر الذي لا يمكن أن يعتبر بأي حال من الأحوال ضمن أهداف أمن الطاقة· عن وول ستريت جورنال
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©