الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

خطباء الجمعة يدعون إلى اجتناب الظنون المسيئة للناس في دمهم ومالهم وعرضهم

خطباء الجمعة يدعون إلى اجتناب الظنون المسيئة للناس في دمهم ومالهم وعرضهم
26 ديسمبر 2009 02:16
نبّه خطباء الجمعة في مساجد الدولة أمس من أن حرمة الإنسان في دمه وماله وعرضه قد صانها الله تعالى، فلا يجوز لأحد أن يعتدي عليها أو يمتهنها إلا بحق ظاهر ودليل واضح. وقال تعالى “يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم”، وأكد ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله “كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه”، ولفت الخطباء إلى أن عرض الإنسان هو ما يمدح ويذم منه سواء كان في نفسه أو أهله أو نسبه. من جانب آخر، دعا الخطباء إلى عدم تفويت الأجر والثواب العظيم بصيام يوم عاشوراء، في شهر الله المحرّم الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم “أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم”. ولفت الخطباء إلى أن يوم العاشر من محرم هو يوم عاشوراء، وقد ندب النبي صلى الله عليه وسلم إلى صيامه، فعن ابن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة فوجد اليهود صياما ليوم عاشوراء، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم “ما هذا اليوم الذي تصومونه”. فقالوا هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه وغرق فرعون وقومه فصامه موسى شكراً فنحن نصومه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “فنحن أحق وأولى بموسى منكم”. فصامه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر بصيامه. وفي صحيح مسلم “لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع”. وقال النبي صلى الله عليه وسلم “صيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله”. وقال أئمة المساجد في الخطبة الموحدة إن الحق سبحانه وتعالى قد أمرنا باجتناب الظنون والأوهام التي تسيء إلى الناس في سمعتهم وأعراضهم وأهلهم، أو تتهمهم بأمر منكر أو قبيح يؤذيهم، وقد جاء في الحديث الشريف “إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث”. وأوضح الخطباء أن هذا الظن الذي هو أكذب الحديث هو التهمة التي لا دليل عليها، ولا حجة على وقوعها، فيصدر الظان بها حكماً جائراً على شخص ما، ويعتقد فيه ما ليس واقعاً منه، وهذا ظلم وعدوان له نتائج وخيمة على هذا الظان وعلى غيره من الناس في العاجل والآجل، وكم أوردت الظنون السيئة أصحابها الموارد، وقادتهم إلى المهالك. قال الله سبحانه وتعالى “وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين”. وتابع الخطباء: وعن أم المؤمنين صفية ابنة حيي رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم معتكفاً، فأتيته أزوره ليلاً فحدثته ثم قمت، فانقلبت -أي رجعت- فقام معي ليقلبني -أي ليردني إلى منزلي- فمر رجلان من الأنصار، فلما رأيا النبي صلى الله عليه وسلم أسرعا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم “على رسلكما إنها صفية بنت حيي”. فقالا: سبحان الله يا رسول الله. قال “إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم، وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما سوءا -أو قال- شيئاً”. فقد أشفق عليهما رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقعا في الظن السيئ فيهلكا. وشدد الخطباء على أن حسن الظن بالناس الذين لم يظهر منهم دليل على السوء هو أمر مطلوب، بل هو مستحسن شرعاً ومندوب إليه، ويثاب فاعله عليه، وقد جاء عن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: لا يحل لامرئ مسلم سمع من أخيه كلمة أن يظن بها سوءاً وهو يجد لها في شيء من الخير مصدراً. وجاء عن سيدنا علي رضي الله عنه: من علم من أخيه مروءة جميلة فلا يسمعن فيه مقالات الرجال، ومن حسنت علانيته فنحن لسريرته أرجى. وأكد الخطباء أن حسن الظن بالناس ومراعاة حرماتهم وحقوقهم دليل على حسن الإيمان وسلامة الصدر ورفعة الأخلاق وكمال العبادة، قال تعالى “لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين”، إلى قوله “ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم”. ونبّه الخطباء إلى أن سوء الظن بداية كل سوء ومصدر الشرور والآثام، وفي طليعتها الحسد والبغضاء، وهما أساس كل نقيصة وبلاء، وقديما قالوا: إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه. ولفت الخطباء إلى أنه ينبغي لمن يخاف على دنياه وأخراه أن لا ينجرف في هذا الطريق الصعب ويصدق كل ما يقال أو يروي ويحكي بدون تثبت ولا روية، فللشيطان إلى قلب الإنسان وعقله مداخل كثيرة وعديدة، وقد جاء في الحديث الشريف “كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع”. وفي رواية “كفى بالمرء إثماً أن يحدث بكل ما سمع”. وأوضح الخطباء أن في هذا الحديث الزجر والنهي عن التحدث والكلام بشيء لا يكون المتحدث متأكداً من صدقه وحقيقته، لأن العادة في واقع الحياة أن الإنسان يسمع الحق والباطل، فإذا تحدث بكل ما سمعه فكأنه شارك في الكذب لإخباره بما لم يكن -بنقله له- فيلحقه بذلك الإثم والمؤاخذة، فلينظر كل امرئ ما يقوله بفيه ويذكره بلسانه، وليتذكر قول الله تعالى “ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد”. التحذير من السماح للأبناء دون الـ18 سنة قيادة السيارات نبّه خطباء الجمعة أمس الآباء بأن لا يسمحوا لأبنائهم دون سن الثامنة عشرة بقيادة السيارات لأنهم غير ملمين بقواعد السير والمرور، وذلك حفاظاً على سلامتهم وسلامة الآخرين، مشددين على أنها مسؤولية الآباء، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته”. ولفتوا إلى أن قيادة السيارات لها شروط وقواعد حتى يكون الفرد في مأمن من الأخطار، وهي مسؤولية قانونية في حالة وقوع حوادث مرورية
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©