الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

1000 عامل نظافة في شوارع العاصمة حفاظاً على جمالها

1000 عامل نظافة في شوارع العاصمة حفاظاً على جمالها
10 أكتوبر 2008 02:41
يصطف 400 عامل يتبعون لشركة أونكس - الخليج في خطوط متوازية، بزيّهم الموحد المزيّن بخطوط فسفورية وقبعاتهم الحمراء، ويحمل كل منهم ''عدة الشغل'' المتمثلة في مكنسة ومجرود وملقط نفايات، استعداداً للصعود إلى الحافلات· وما أن تشير عقارب الساعة إلى الخامسة صباحاً، حتى ينطلق الجميع إلى 29 موقعاً هي نقاط التجمع في القطاع الأول المعروف بـ''أبوظبي شرق''· وفي موازاة ذلك، تنطلق من مخيم الشركة في منطقة المصفح 70 شاحنة مخصصة لترحيل النفايات وغسيل الحاويات وتنظيف الشوارع والأرصفة، يستقل كلا منها سائق وعاملان يتولون مواكبة فريق العمل على الأرض· ويعد هذا المشهد طقسا صباحيا يوميا لأكثر من 1000 عامل يعملون لدى ثلاث شركات نظافة خاصة عهدت إليها بلدية أبوظبي بجمع النفايات الصلبة وتولي عمليات النظافة في أبوظبي والمدن التابعة لها منذ العام ·2005 وما أن تطلع الشمس، حتى يكون جميع العمال قد توزعوا على الشوارع الرئيسة والفرعية وبين الأحياء بحسب الجدول المحدد لهم من الإدارة، حيث يتحمل كل عامل مسؤولية النظافة عن منطقة تبلغ مساحتها كيلومترين مربعين، ويسبقهم إلى نقاط عملهم مفتشو الشركة، لمعاينة نظافة المكان قبل وصول العامل وبعد مغادرته، ليرفعوا تقاريرهم اليومية بناء على مشاهداتهم، قبل أن يصل مفتشو البلدية الذين يتولون بدورهم الإشراف على أداء الشركات· وبادرت بلدية أبوظبي منذ نهاية التسعينيات إلى ''تبني خطط تطوير مستقبلية''، بحسب رئيس قسم إدارة النفايات الصلبة في البلدية علي طارش المحيربي، بهدف ''مواكبة النمو العمراني والسكاني في المدينة''، إضافة إلى أنها رصدت لهذه الغاية ''ميزانيات ضخمة يصعب تقديرها'' طوال هذه الأعوام، لتطوير إدارة النفايات الصلبة من النواحي كافة، نظراً لما تشكله النفايات الصغيرة من مشاكل يومية، إلى جانب ما ينتج عنها من مخاطر على الصحة العامة والبيئة، إضافة إلى آثارها السلبية على جماليات المدينة وعلى اقتصادها وخاصة قطاعي السياحة والاستثمار· ووفقا للمحيربي، فإن بلدية أبوظبي تبنت خططاً تطويرية عدة، لتطوير شبكة بنية تحتية فعالة لجمع النفايات وإعادة التدوير ''النفايات الخضراء'' والمعالجة والفرز والتخلص، والعمل على زيادة الوعي العام، ووضع تشريعات ولوائح وقوانين لمتابعة المخالفين للنظام الصحي العام· وسجلت معدلات النفايات المنزلية بأبوظبي في السنوات الأخيرة أرقاماً فاقت مثيلاتها في الدول الأوروبية، حيث بلغ متوسط نصيب الفرد من النفايات المنزلية في أبوظبي في اليوم الواحد 1,6 كيلوجرام، وهو أعلى بنسبة 60% من متوسط نصيب الفرد الأوروبي اليومي، وذلك وفقا لإحصائية إحدى شركات النظافة في أبوظبي· وبلغ المعدل اليومي التقريبي لمعدل النفايات الكلية خلال الربع الأول من العام 2007 نحو 520 طنا في القطاع الأول، بحسب المحيربي الذي يشير إلى أن التقارير ربع السنوية في العام 2005 أظهرت زيادة مطردة في معدل النفايات التي تم جمعها في القطاع الأول· فقد بلغت كمية النفايات الكلية في الربع الثالث نحو 30 ألف طن، في حين وصلت في الربع الأخير من العام نفسه إلى أكثر من 42 ألف طن· وبلغ المعدل اليومي لجمع النفايات خلال الربع الثالث 327 طناً، في حين زاد في الربع الرابع إلى قرابة 463 طناً في اليوم الواحد، أي بنسبة 42% للمعدل اليومي التقريبي من نفس السنة ·2005 وبحسب مسؤول في شركة أونكس- الخليج، فإن هناك مناطق في العاصمة تفرغ حاويات النفايات فيها 4 مرات يوميا، مشيراً إلى أن نمو الكثافة السكانية في أبوظبي يفرض على شركات النظافة مواكبة سريعة لمتغيرات الحياة اليومية في المدينة· ويضرب المسؤول مثلاً بأن عدد الحاويات في منطقة شارع الدفاع ارتفع من 20 حاوية قبل 4 أشهر، ليصل اليوم إلى أكثر من 136 حاوية، لافتاً إلى أن شركته تضيف من 40 إلى 50 حاوية شهريا إلى رصيدها· إزاء هذا الواقع، فرضت بلدية أبوظبي شروط تعاقد عالمية وصارمة في جميع عقود خصخصة قطاع النظافة، وركزت على شرطين أساسين وهما نوعية الآداء وتجويد العمل، وذلك بمتابعة يومية من جهاز رقابي فني بإدارة الصحة يتولى مهمة الرصد اليومي وعلاج أي خلل في الآداء بغضون 24 ساعة· وأشرفت البلدية خلال الفترة الممتدة من يوليو 2005 ولغاية يوليو ،2008 على توزيع 5 آلاف حاوية نفايات صلبة بأحجام مختلفة و4300 سلة مهملات معلقة على أعمدة في الشوارع الرئيســـــية والفرعية في مدينة أبوظبي· ويؤكد المحيربي أن بلدية أبوظبي شرعت في التخطيط لتعديل مواقع نهاية خط الإدارة المتكاملة من عمليات فرز وإعادة استخدام وتحديث مواقع تجميع النفايات ''محطات الترحيل''، ومواقع التخلص، وإنشاء مصانع تدوير ''النفايات الخضراء''، لزيادة كفاءة العمليات الإدارية اليومية للنفايات الصلبة· ويضيف أن البلدية تعاقدت مع مقاول بنظام البناء والتشغيل والتحويل "BOT"، لإدارة هذه المرافق للسنوات العشر المقبلة، ليصار إلى فرز المواد القابلة للتدوير مثل الكرتون والمواد الورقية والبلاستيكية والمعدنية والزجاجية، وفصلها عن الكميات الكلية للنفايات، بهدف تقليل الحجم الكلي للنفايات الصلبة التي يتم طمرها في مدافن ذات تصميم هندسي عالمي، بهدف ضمان استمرارية التخطيط والتنمية المتوازنة خلال الأعوام الثلاثين القادمة، وبتصميم يحفظ المواد العضوية في خلايا تحول دون وصول المواد المتسربة إلى المياه الجوفية وتقليل حوادث الاشتعال الذاتي المعروفة في مثل هذه المواقع حتى يتم منع تلوث الهواء· وتشترط البلدية توافر خصائص محددة لنقطة جمع النفايات، كأن تكون بمواصفات مناسبة بيئياً وصحياً، وأن تتوفر بالحجم الذي يتناسب والكثافة السكانية المحيطة بنقطة تجميع النفايات، وأن يكون موقع نقطة تجميع النفايات هو الأقرب لجميع ''منتجي'' النفايات، على أن يسهل تفريغ الحاويات ونقلها إلى مواقع التخلص عن طريق شاحنات مجهزة لهذا الخصوص· وتوفر شركات النظافة في أبوظبي شاحنات وآليات متطورة تتوافر فيها أحدث النظم التكنولوجية من رافعات وكاميرات، خصوصاً في الكابسات الهيدروليكية التي تقلل من حجم النفايات المجمّعة عن طريق الضغط بما يسمح بزيادة وزن النفايات المنقولة· وتحرص البلدية خلال وضع الحاويات على اختيار مواقع لا تشكل عائقاً على الرؤية المرورية في المدينة، وبما يضمن الحفاظ على المظهر الجمالي العام· وذلك ضمن نظرة كلية لتخطيط المدينة، يراعي أزمة مواقف السيارات، ويتم بالتنسيق الكامل مع إدارة المرور في شرطة أبوظبي، التي بدأت منذ العام 2005 بمخالفة أي إعاقة لعمليات نقل الحاويات، بحسب المحيربي الذي يؤكد أن عدد الحاويات التي تم توزيعها داخل مدينة أبوظبي يكفي لاستيعاب النفايات المنتجة، مستدلا بنتائج عمليات قياس النفايات المفرغة من الحاويات يوميا التي ترصد بشكل يومي للوصول إلى حجم المنتج والسعة الاستيعابية للموقع المعين· وتلجأ البلدية إلى سلسلة حلول فنية في حال وجود أي زيادة في إنتاج النفايات، مثل زيادة عدد الحاويات في الموقع، والتي لا تحبذها البلدية في الوقت الحالي، أو عبر زيادة سعة الحاوية الواحدة، أو من خلال عدد مرات التفريغ في اليوم الواحد· وتعمل البلدية بمشاركة القطاع الخاص والجهات ذات الاختصاص لزيادة الوعي العام في مجالات الصحة العامة والبيئة· ويشمل ذلك إعادة استخدام النفايات، وتشجيع عمليات الفرز في موقع الإنتاج، وتنظيم العادات الاستهلاكية للفرد، وذلك للوصول إلى تقليل حجم النفايات الصلبة الكلي في المدينة، إضافة إلى تبني مبادرات لمواكبة الخطى المتسارعة للتطور العمراني والسكاني، تتضمن تطوير لوائح تصميم نقاط التجميع للمشاريع المستقبلية العمرانية في المناطق التابعة للبلدية· خصخصة قطاع النظافة ووضعت بلدية أبوظبي أكثر من 24 مقياسا، تعرف بـ''مقاييس الأداء الأساسية'' للإشراف على أداء شركات النظافة في المدينة· ومن هذه المقاييس، الرقابة على عدد العمال والسيارات بحسب برنامج العمل الشهري المعتمد، وكذلك على عدد الحاويات لجهة التخلف عن زيادة عددها أو استبدال التالفة أو المفقودة منها· ومن المقاييس المطبقة، التأكد من التزام الشركات بتنظيف المناطق حول الأبنية والمساكن، وتنظيف الأماكن العامة أو نكس الشوارع، وفقا لخطة العمل الشهرية، إلى جانب التأكد من انتظام آلية تفريغ الحاويات وجمع نفايات الحدائق والنفايات كبيرة الحجم وتنظيف الشوارع والطرق الرئيسية والفرعية والطرق السريعة والشواطئ والساحات· كما تراقب البلدية الالتزام بتفريغ السيارات والنفايات في المواقع المحددة من قبل البلدية، وتشدد على إرسال البيانات الإحصائية الشهرية، وتنظيف دورات المياه ومواقف السيارات، والعمل بالكامل أيام الجمعة والعطلات والرسمية، إلى جانب إلزامية توفير مساكن صحية للعمال، مع التشديد على الالتزام بالزي الموحد للسائقين والعمال· ويقول المحيربي إن البلدية توجه إنذارا مباشرا لشركة النظافة التي تخل بأحد هذه المقاييس، على ألا يتجاوز الإنذار الموجه مدة 24 ساعة، وإلا تحوّل الإنذار إلى مخالفة للشركة· وتقدم شركات النظافة في مدينة أبوظبي نوعين من الخدمة، واحدة ''منتظمة'' يومية، وتشمل عمليات كنس الشوارع وغسلها وجمع النفايات وترحيلها خارج مدينة أبوظبي إلى مواقع التخلص، وأخرى ''غير منتظمة''، تأتي استجابة للنداءات والاتصالات التي ترد الشركات من الجهات الرسمية والشعبية· ويدير ائتلاف شركة أونيكس ـ الخليج القطاع الأول في أبوظبي، الذي يشمل المنطقة الواقعة شرق شارع المطار، والممتدة من شارع الكورنيش إلى تقاطع شارع السعادة، وتتبع لها جزيرة السعديات واللولو· في حين يتولى ائتلاف شركة أم بي أم ـ دلة خدمات النظافة في القطاع الثاني ''أبوظبي غرب''· ويدار القطاع الثالث، وهو المنطقة الشمالية الشرقية لأبوظبي التي تمتد لحدود بلدية العين وشمالا إلى منطقة سيح الشعيب من قبل شركة تركية· أما القطاع الرابع فقد أصبح تحت إدارة بلدية المنطقة الغربية، وهو يمتد من حدود الغربية والحدود الشمالية الغربية لبلدية أبوظبي إلى الحدود مع السعودية· وتوفر شركات النظافة في مخيماتها عيادة صحية لعمالها، يتواجد فيها ممرض على مدار الساعة لحالات الطوارئ· ويخضع عامل النظافة إلى فحص طبي شامل كل 6 أشهر، ويعمل عمال النظافة 8 ساعات يوميا، ويحق لهم يوما إجازة في الشهر الواحد· الاستثمار في التدوير فتحت البلدية الباب أمام شركات القطاع الخاص للاستثمار في قطاع النظافة، من خلال الانخراط في مجال إعادة التدوير وإعادة استخدام النفايات، بحسب المحيربي الذي لفت إلى أن شركات محلية طرحت فكرة استخدام النفايات في إنتاج الطاقة· ويتزامن ذلك مع سعي السلطات البيئية في أبوظبي لمعالجة الوضع المتفاقم الناتج عــــن 6 مواقع تستخدم مكبات للنفايات على حدود المدينة، حيث يشكل الطرح العشوائي للنفايات، تهديدا بالتلوث، بحسب خبراء بيئيين· ويعد مكب الظفرة، الذي أنشئ قبل 25 عاما، أكبر هذه المكبات، ويمتد على مساحة 16 كيلومترا مربعا· أما مكب المنطقة الغربية، فيستقبل يوميا 1800 طن من مخلفات البلدية، إضافة إلى 5000 طن من مخلفات البناء· وشرعت هيئة البيئة بأبوظبي في وضع خطوات أولية على طريق إعادة تأهيل المواقع الستة، وتعيين شركات استشارية متخصصة لدراسة طبيعة هذه المكبات وتحديد مستويات التلوث التي تسببها، إضافة إلى تعيين شركة استشارية متخصصة بمعالجة المخلفات الكيماوية والرواسب النفطية· وأظهر تقرير أعدته هيئة البيئة في أبوظبي في العام 2007 أن المكبات الكبيرة تقدم ''منشآت تصريف ملائمة جزئياً على الأقل، لكن لا يمكن قول ذلك بالنسبة للمنشآت الصغيرة·''، موضحا أن ''عمل عدد من المكبات التي كانت موضع الدراسة لا يتطابق مع المعايير الدولية''· وخلص التقرير أيضاً إلى أن الفريق العامل في هذه المكبات ''غير مدرّب وليس لديه خبرة بالإجراءات الحديثة المتبعة في المكبات الصحية'' ويواجه مخاطر مهنية· وأشار التقرير إلى وجود مشاكل ناجمة عن ''مكبات غير مراقبة واحتوائها على سوائل وبعض المخلفات الخطرة وما ينجم عنها من تعرض موارد المياه الجوفية لأخطار محتملة بالتلوث''· وأحد أهم المخلفات الخطرة التي ستواجه فرق التنظيف تتمثل في الرواسب النفطية· وعلى الرغم من احتواء الشركات النفطية لمنشآت داخلية لمعالجة مخلفاتها، إلا أن بعض الرواسب النفطية يتم إفراغها في المكبات· ومن شأن هذه الرواسب أن تسبب تلوثاً خطيراً في حال تسربها إلى أعماق التربة
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©