السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

قصائد تفصح عن يأس وحزن وشهوة الموت

قصائد تفصح عن يأس وحزن وشهوة الموت
30 ابريل 2015 23:05
أبوظبي (الاتحاد) أفصحت قصائد الشعراء المتبارين في المرحلة الثانية من مسابقة أمير الشعراء، عن مشاعر الحزن والأسى وشهوة الموت، الأمر الذي دعا أعضاء لجنة التحكيم إلى إصدار تعليقات مستهجنة لهذا التوجه. وهنا وقائع الحلقة: و«ناحت المراكب» أول شعراء الحلقة كان الشاعر السعودي حيدر العبدالله الذي عبر عن رغبته في أن يمتهن مهنة الفلاحة لما فيها من بساطة، ومن ثم قرأ قصيدة أهداها للمغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، بعنوان «ناحت المراكب» وجاء فيها: ومن شجر الفؤاد قطعت جذعاً حفرت له فماً ويداً نحتا بداية قال الدكتور صلاح فضل: من الواضح أنك تبحر بين بحرين بحر السياسة وبحر الشعر، ولكننا هنا لنرقب خطواتك في بحر السياسة كيف تعبر عنه شعراً، تحدثت عن صانع الاتحاد العظيم، فوفقت في تصويره أحياناً كثيرة، لكن قوافيك متكلفة كقولك «تأتى» وهي كلمة ثقيلة جداً. أمّا الدكتور علي بن تميم، فقال إن كان المغفور له بإذن الله قد انطلق من الأمل وحوله إلى الواقع، فحيدر العبدالله انطلق من الواقع إلى الحلم، هذا المسير تخلله حديث مع الذات. ثم قال الدكتور عبدالملك مرتاض لقد نأيت بنا في هذه القصيدة عن المألوف مما يعالج في الشعر في مثل هذه القصيدة بالبكاء على الأطلال، فالراحل حاضر في إنجازاته التي خلفها، لم تكن لغتك سياسية ولا إعلامية ولا يومية، بل شعرية جميلة. لؤي والصعاليك ثاني شعراء الأمسية الشاعر الأردني لؤي أحمد الذي أبدى عن رغبته في تقرير مصور له قبل صعوده إلى المسرح بأن يحترف ابنه الشعر فيكتبه، ومن ثم يصل إلى المسرح ليعرف أي خطيئة جميلة ارتكبها والده، ومن ثم قرأ قصيدة، بعنوان «معاً نموت» جاء فيها: نَمضِي ونَعلَمُ أنَّ الموتَ صَائِدُنَا ومَا سَألنَا:مَتى أو أينَ أَو كَيفَا؟ بداية قال بن تميم: تربط بين الماضي والحاضر في قصيدتك ربطاً هامساً، أظن أنه ربط ماكر وذكي ويحسب لك، كما أنّ النص استدعاء لحياة الصعاليك. وقال مرتاض: ما هذا العنوان اليائس البائس، وإن كان العرب يموتون قليلاً فأنت تدعو إلى موتهم كثيراً، لا نريد أن نقع في هذا اليأس نحتاج إلى الأمل والإيمان بالمستقبل. وقال فضل: تكاد تكون صعلوكاً حقيقياً، شعرك قوي فيه عرامة وإصابة عن روح الصعاليك في العصور الأولى، لكنك أغفلت قيمة مهمة في وصفك إياهم وقد تجاهلتها كلياً وهي قيمة العدالة. ولد إدوم وروح الماء ثالث الشعراء الموريتاني محمد ولد إدوم الذي عبر عن حلمه بامتلاك طائرة ليستطيع السفر إلى كل بلدان العالم والتعرف على ثقافتها، إلى جانب رغبته في أنّ يصبح سفيراً للنوايا الحسنة، وقرأ قصيدة بعنوان «روح الماء» جاء فيها: ماذا نقولُ لطفلٍ يستغيثُ غداً؟ لا شيءَ غير اخْتلاقِ العذرِ نتقِنُهُ! بداية قال مرتاض: لقد بالغت يا محمد في الإنزياح اللغوي الشعري الذي جعل المتلقي في بعض الأحيان غير قابل للإدراك والفهم، قصيدتك وكأنها قاحلة فيها الكثير من التعابير التي تدل على ذلك «عطش، وحش...»، ما هذه اللغة الهجينة التي بدأتم تصعقوننا بها يا شعراء اليوم. وقال فضل: تبني قصيدتك على فكرة شبه فلسفية تعتمد على نص قرآني، ولكن من أين لك أن تقول إنّ عروس النيل قد انتهت ولا تفي بوعودها، لأن النهر دائما ما يفي بوعوده، وقال بن تميم: هذه القصيدة استسلمت إلى شهوة الحكمة، الحكمة الذهنية جداً، نص فيه شعرية لكنه يفتقد للشعر، ووقع أسير العنوان، حيث إنّ فكرة الماء تطغى في النص، وكأننا في صدد درس عن شح في الماء. الصارمي والرؤيا رابع الشعراء العماني مشعل الصارمي، ومن ثم قرأ قصيدة، بعنوان «رؤيا»، جاء فيها: وَبِتُّ أَغْرَقُ فِي بَحْرِ الحَيَاةِ وَكَمْ رَأَيْتُ مَوْتِي عَلَى أَكْتَاْفِيَ اخْتَنَقَا بداية فضل: لماذا كل هذا الطوفان والغرق الشديد، رؤياك قاتمة وحزينة وهذا حقك، لا نستطيع أن نجادلك، يمكنك أن تتعلم من عيون الشعر، هناك اشارات خارج القصيدة لا نستطيع أن نستشف معناها. ومن ثم بن تميم: روح متشائمة حطت بكل ثقلها هذه قصيدة تقدم لحظة أفول ولحظة يأس، ضعف في التصوير ومفردات الموت كثيرة بها، هذه ليست رؤيا، بل أضغاث أحلام وكوابيس، الشعر هو الذي يمجد الحياة ولا يأس فيه. أمّا مرتاض، فقال: العنوان ليس شعرياً، إلاّ أنّ في نصك لغة شعرية متعانقة تستكين ألفاظها بألفاظها، قدرة على التحكم بها باللعب باللغة. نفين وقميص النور خامسة الشاعرات الفلسطينية نفين عزيز طينة التي أبدت رغبتها في التقرير عن أن تكون وزيرة للثقافة الفلسطينية لتعطي كل شاعر أو شاعرة الحق في طباعة ديوان شعري، وقرأت قصيدة بعنوان «قميص النور» جاء فيها: كأنَّ بها دمْعًا يُخالطهُ الدمُ وتَمطُرُ في روحي أمانٍ غزيرةٌ ولكنَّ ما يزجي السحائبَ مُكدَمُ حياتي أجاجٌ غصَّ بالعذْبِ حلقُها، بداية قال الدكتور علي بن تميم: وكأن الشاعرة تنتظر معجزة تخلصها وتأخذها إلى النور من الظلمة، نور الحياة، تركزين على كلمات، مثل «عين، خافق..» لتنزع بذلك القصيدة إلى الداخل. وقال مرتاض: كأنك نسجت هذه القصيدة من سوائل، وذلك ما حققته من انزياح لغوي جميل، لقد عبرت عن تورم الجفن بالبكاء، حاولت معالجة مسألة التغرب الذي مني به الشعب الفلسطيني. أمّا فضل، فقال: ما أوجع جرحك يا نفين وما أشعرك في التعبير عنه، شعرك مضمخ بالعطر القرآني البليغ، النبرة المتفائلة الأخيرة.وفي الجزء الثاني من المسابقة قدم الشعراء الخمسة أبياتهم الارتجالية. وقال الدكتور صلاح فضل لا مجال للتفصيل في التعقيب، فالشعراء جميعاً أتقنوا في مجاراتهم، حيث قامت نفين وحيدر بالربط بين الهوى والوطن، وقدم لؤي مقطوعة قوية وعنيفة وشعرية جميلة، في حين أن محمد عبر عن ذكورية شديدة ضد الأنثى لم ينصف حبيبته، أمّا مشعل كان موفقاً إلى درجة كبيرة، وبالتالي، فإن شعراء الحلقة أبدعوا في التريث وفي العجل، وفي كل حين يتوهجون. أمّا الدكتور علي بن تميم، فقال لم أر مثلكم في مجاراتكم لأبي تمام. وبدوره قال الدكتور عبدالملك مرتاض، شعرية طافحة جميلة قدمها الشعراء الخمسة من مطلعها إلى آخرها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©