بعدما اتسمت مناظرتهما الثانية وقبل الأخيرة مساء الثلاثاء بالتهذيب، عاد المرشحان لانتخابات الرئاسة الأميركية الديمقراطي باراك أوباما والجمهوري جون ماكين مساء أمس الأول إلى ''مسار الهجوم'' حيث تبادل معسكراهما اتهامات باللجوء إلى ''سياسات الشوارع'' غير الأخلاقية والتحريض على الفساد·
وقال المرشح الديمقراطي لمنصب نائب الرئيس جوزيف بايدن خلال حشد انتخابي في تامبا بولاية فلوريدا إن ماكين يشن حملة ''ترويع'' بإعلانات يتساءل فيها: ''من هو باراك أوباما الحقيقي؟'' وأن نائبته سارة بالين تقوم باستنتاجات ''مشينة'' حين اتهمت أوباما بمصادقة ناشط يساري أميركي سابق وصفته بأنه ''إرهابي محلي''· وصور بايدن على أنه رجل غاضب ضال أيد الرئيس الأميركي الجمهوري جورج بوش طوال 8 سنوات ويرى الآن فرصة وصوله إلى البيت الابيض تضيع من بين يديه· وقال إن ماكين وبالين يشوهان سمعة أوباما بتلميحات لا أساس لها من الصحة ويحاولان اتباع ''سياسات الشوارع'' للوصول إلى أعلى منصب في البلاد· واستطرد ''انهما يهاجمان أوباما بأبشع الطرق· وهذا ليس مخيباً للآمال فقط بل إنه خطأ''، كما هاجم سياسة بوش الخارجية قائلاً إنها تقول :''اطلق النار أولاً ثم استفسر بعد ذلك''· وقوبل بأعلى صيحات التأييد حين قال ''كلامي واضح، سننهي هذه الحرب في العراق''·
واتهم أوباما أيضاً ماكين بتبني سياسات بوش ''التي قادتنا الى هذه الفوضى في المقام الأول''· وقال خلال تجمع في انديانابوليس بولاية انديانا ''هذا وقت لقيادة حازمة ومستقرة''·
واتهم ماكين خلال في حملة انتخابية مع بالين في بيثلهيم بولاية بنسلفانيا، أوباما وزملاءه المشرعين الديمقراطيين بتأييد سياسات أدت الى أزمة الديون والقروض الحالية· وقال ''إن هذا الفساد شجعه الديمقراطيون في الكونجرس وحرض عليه السناتور أوباما''· لكن مستمعين تصدوا له وأخذوا يرددون
''كاذب كاذب'' حين اتهم أوباما بأنه أخفق في الوفاء بما وعد به في الحملات السابقة·
وقالت سارة بالين إن جهود اوباما للربط بين ماكين وبوش ''بدأت تبلى بصورة مهترئة''·
وأعلن ماكين خطة بتكلفة 300 مليار دولار لمساعدة ملاك المنازل المتعثرين في محاولة للحاق بمنافسه المتقدم في القضايا الاقتصادية· وقال خلال تجمع في بيثلهيم في بنسلفانيا ''بموجب أوامري كرئيس سينفذ وزير الخزانة خطة لبث الحياة مجدداً في ملكية المنازل· إن حلم امتلاك منزل يجب ألا يُسحق تحت ثقل القروض العقارية المعدومة''· ووصف الخطة بأنها ''خطوة أولى حيوية يجب أن يتخذها بلدنا لاجتياز وقت هذه الأزمة''·
ورفضت حملة أوباما الفكرة قائلة ''إنها أكثر تكلفة وبعداً عن الواقع مما تخيلنا على الاطلاق''، مشيرة إلى أن وزارة الخزانة لديها تصريح بالفعل بموجب خطة انقاذ كلفتها 700 مليار دولار وافق عليها الكونجرس لشراء الديون المتعثرة· وقال مستشار أوباما الاقتصادي جيسون فورمان ''يريد جون ماكين ان تبالغ الحكومة بصورة هائلة في الدفع لاجل القروض العقارية في خطة ستضمن أن يخسر دافعو الضرائب اموالاً وتضعهم في خطر خسارة المزيد إذا لم تتعاف قيمة المنازل''·
عدد اليوم
