الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

يوم الأرض العالمي

29 ابريل 2013 20:43
قبل عدة أيام شاركت دول العالم في الاحتفال بيوم الأرض العالمي، والذي يأتي في الثاني والعشرين من أبريل من كل عام، حيث تخصص فيه برامج ونشاطات بيئية، يلفت من خلالها المهتمون بالبيئة وأوضاعها كل التحديات والمشاكل التي يتعرض لها كوكب الأرض، ضمن توجهات تهدف الى معالجة الأسباب وتحد من الآثار السيئة، وخاصة في مجال التلوث وارتفاع درجات الحرارة، والذي يأتي بسبب عدم مراعاة التوفير في الطاقة، مما يؤدي إلى الاحترار، ويرافق ذلك تبخر المياه الجوفية وذوبان الجليد، وكلها آثار تدمر البيئة وتهدد مستقبل البشر. ونحن نناشد وننظم الحملات وننفذ البرامج سواء في هذا اليوم أو غيره من المناسبات البيئية، وكأننا فئة ليس لها علاقة بالكوكب، وكأن من نناشدهم لن تصل لهم أضرار مما اقترفت أيديهم، فهناك من لا يزال يهمل قضية ترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية في المنزل، حيث لم يصل له حتى الآن أن المقصد ليس توفير المال، ولكنه أمر يتعلق بالجميع وأن ما يفعله يترك آثاره على الجميع، وأيضا بالنسبة للماء والهدر لا يزال الكثيرون يتسببون في هدر كميات هائلة من الماء، وكأن الأمر يخصهم والماء لهم وحدهم. كما أن الكثيرين لا يأبهون لأمر شح المياه وأن المياه تتبخر، وأننا في دول الخليج العربي نعاني من العجز المائي، وإن لم نتوقف عن الهدر ربما يأتي يوم لا نجد فيه قطرة ماء طبيعية تخرج من باطن الأرض، هذه الأرض التي نعيش عليها والتي تعاني من ممارساتنا غير المسؤولة، ولذلك نعود ونكرر بأننا بحاجة لحملات توعية كبيرة، وبرامج مستمرة وغير مرتبطة بالمواسم البيئية، حتى نصل لنتيجة جيدة فيما يخص فهم المجتمع، لمسألة التخلي عن هدر الكهرباء والماء، كما نأمل أن يتم التحري بشكل دائم ومستمر عن المصانع لأن القطاع الصناعي أحد أسباب بث النفايات، وفي حال تأثرت الكائنات الحية بالتلوث فإنها ستنقرض، ولا يخفى على أحد أنها تنتج ثاني أكسيد الكربون اللازم لعملية التمثيل الضوئي للأشجار. لقد جلبت التطورات العلمية والتقنية الحديثة معها مخاطر شديدة الوقع على البيئة، وكان لهذا التطور أثر كبير في حياة الإنسان وأساليب تفكيره وتخطيطه للمستقبل، فنحن نعيش الآن حقبة من الزمن نحتاج فيها الى الاهتمام المتزايد بالبيئة أكثر من أي وقت مضى، بسبب احتياجات ومعطيات هذا العصر، فقد كان التوازن البيئي قائما بين الإنسان والبيئة حتى بداية القرن التاسع عشر، ولم يكن هناك وجود لمشكلة التلوث بالمقدار الحالي. ومع نهاية القرن التاسع عشر ظهر التلوث وازداد حجمه باتساع نشاط الإنسان، وخصوصا حول تجمعات المدن الكبيرة، حيث تنتج آلاف الأطنان من الغازات والغبار والأتربة، التي تفسد الهواء وتخل بمكوناته الطبيعية، فتجعله غير صالح للتنفس، ولعل الزيادة في مفسدات البيئة تأخذ بالاتساع كلما حاول الإنسان زيادة وسائل الراحة والرفاهية، حيث يتجه نحو التصنيع، الذي يزيد من حجم ونوع المخلفات التي تعتبر أحد مصادر التلوث، ومن هنا جاء الخطر على صحة الإنسان المتسبب في التلوث البيئي وما يتبعه من مخاطر. المحررة | malhabshi@alittihad.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©