الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

آخر نكتة

29 ابريل 2013 20:39
«سمعت آخر نكتة؟»! سؤال بات مألوفاً ودارجاً نسمعه من زميل أو صديق، وكأنه يريد أن يخفف شيئاً من ضغوط العمل أو الحياة، أو من همومها. لا نملك أمام السؤال إلا أن نجيب بالنفي، لأننا عادة غير متأكدين من أننا سمعنا «آخر نكتة»، أو نرغب في ألا تفوتنا نكتة قيلت هنا أو هناك. النكتة أو المزحة الخفيفة ستخفف بلا شك وطأة الضغوط، وتساعد في تلطيف «ملوثات» الحياة وهمومها الكثيرة، ومشاكلها التي لا تنتهي. قد يكون ميلنا الطبيعي للضحك والدعابة و«الفرفشة»هو ما يجعلنا نبادر دون تفكير في أن نجيب بالنفي، فليس هناك من لا يحب الضحك، ولسنا على يقين بأننا سمعنا آخر الإبداعات الخفيفة مجهولة المصدر والعنوان ، فمن المؤكد أن لا يوجد بيننا من يعرف من هو مؤلف هذه النكتة أو تلك، ولا أحد يعلم ذلك الشخص العبقري الذي يتحفنا من بين الحين و الآخر، هنا أو هناك، وتجود قريحته وفطنته بالنكتة التي يروجها ويرددها الآلاف والملايين دون علم بالمؤلف! كثيراً أستغرق بحثاً حول مؤلف هذه النكتة أو تلك، لكن دون جدوى، وأحياناً أحاول أن أرصد موقفاً طريفاً وأوجزه في نكتة، لكن لا أستطيع! إنها صنعة، وحرفة، وملَكَة التأليف والتخيل والربط والتحليل والمفارقة والرصد. إنها مسألة أصعب بكثير من أي شكل آخر من صنوف الإبداع. فإذا كان من السهولة التأثير التراجيدي على الناس، فليس من السهولة أن نضحكهم ونستنطق البسمة والفرحة من دواخلهم بكل تأكيد! هناك نكات لا تضحكك، لكن تضحك العشرات غيرك. والنكتة التي تقال هنا لا تتناسب ولا تؤثر في مكان آخر، وإن قيلت في غير وقتها فقدت قيمتها. في بريطانيا وأيرلندا واستراليا ونيوزيلاندا على سبيل المثال يضحكون كثيراً على النكات التي تعتمد على التلاعب بالألفاظ، بينما يفضل الأميركيون النكات التي يبدو أبطالها أغبياء. وفي معظم بلدان أوربا يفضل الكثيرون النكات ذات الطابع الذهني. المصريون القدماء كانوا أكثر الشعوب إطلاقاً للنكتة، وعرف عنهم تمتعهم بروح ساخرة وناقدة التي أعانتهم على مقاومة ضغوط الحياة وشظفها. عندما يشتد الكرب، ويتأزم الموقف،ويتكهرب الجو، لا يجد الإنسان مفراً أو حلاً لتخفيف هذه الضغوط إلا بالضحك، ومن ثم تتولد «النكتة» سواء كانت نكتة سياسية أواجتماعية لتحمل بالطبع سمات وفلسفة ورؤية صاحبها وطريقته في التعامل مع الحياة، ودون أن تفقد بعضاً من الآمال والأحلام والهواجس التي تعبر عن رغبات ونزعات مكبوتة في كثير من الأحيان، وقد تكون في أحوال كثيرة تنفيساً لبراكين داخلية . المهم.. كلامي عن النكتة لا ينسيني أن أسألك: هل سمعت آخر نكتة؟ من المؤكد أنك ستستقبل اليوم وغداً عبر محمولك عشرات النكات التي يجود بها المبدعون في عالم الضحك بمناسبة اليوم العالمي للضحك. اضحك.. وكل عام وأنت سعيد. المحرر | khourshied.harfoush@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©