الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نورة المزروعي.. فنانة تشكيلية تستكشف ذاتها بأعمال تنبض بالحياة

نورة المزروعي.. فنانة تشكيلية تستكشف ذاتها بأعمال تنبض بالحياة
29 ابريل 2013 20:39
أشرف جمعة (أبوظبي) - نورة أحمد المزروعي فتاة إماراتية شابة درست التسويق في جامعة أبوظبي، وقررت أن تشارك في فعاليات معرض الكتاب في دورته الثالثة والعشرين بأرض المعارض في أبوظبي لكن بطريقة مختلفة عن الآخرين، حيث عرضت لوحاتها الفنية في أحد الأركان لتؤكد أن الفتاة تمتلك حساً فنياً خالصاً، ولديها القدرة على إثبات ذاتها في مجــالات مختلفة، ومنذ بواكير الصبا وهي تجرب بالألوان لتستكشف مواهبها الفنية في عالم الرسم والتشكيل، والذي جعلها تنتمي إلى هذا المجال الذي يحتاج إلى صفاء ذهن وقدرة حقيقية على الإبداع بشكل مغاير وهو نشأتها في بيت فني تعود على أن يوجه ضربات فرشاته بمهارة فائقة على الألواح والأوراق لتتشكل في النهاية لوحات تنبض بالحياة، وتعبر عن الذات في الوقت نفسه. في سن العاشرة تقريباً بدأت نورة رحلتها مع الفن التشكيلي، حيث أعجبت بالرسوم اليابانية، وكانت تطلب من أسرتها أثناء سفرها للخارج أن تحضر لها بعض كتب الرسم لفنانين تشكيليين يابانيين، ومن ثم الاطلاع عليها ومحاولة الاستفادة منها، إذ إن رسم الأشخاص استولى على تفكيرها في هذه المرحلة العمرية لتتشكل فيها ملامحها الفنية، وتواصل عملية تداخل الألوان في محاولة للوقوف على مدى استعدادها الفطري لأن تكون رسامة وتمتهن هذا الفن في المستقبل. ملامح خاصة وحول دور أسرتها في تكوين ذائقتها الفنية ودفعها إلى الرسم تقول: كنت أجلس إلى جوار أبي وهو يرسم الصروح والمعالم الأثرية في الدولة، حيث كان مولعاً بالتراث ويحب تجسيده في أعماله الفنية، ولم أزل احتفظ بلوحة حديثة له رسمها لمسجد الشيخ زايد، وأحضرتها معي لأعرضها ضمن لوحاتي في ركن الرسامين بالمعرض، وما من شك في أن هذه اللوحة تعجب الزوار ويسألونني عنها فأقول لهم بصراحة إنها من رسم والدي، وتضيف: أمي أيضاً فنانة ولديها قدرة على تصميم الأزياء بأسلوب مختلف وفي هذا الجو المفعم بالفن امتلأت عيني بفيض وافر من الجمال، ولم أستطع أن أكون أي شيء سوى فنانة تشكيلية تمارس الرسم بشكل يومي، وتأخذ رأي الأسرة في كل ما ترسم إلى أن شعرت بأنني كونت شخصية مختلفة، وأصبحت لي ملامح خاصة تميزني عن طريقة أبي في تشكيل اللوحة التي استولت عليّ فترة طويلة من الزمن. ركن الرسامين وعن مشاركتها في معرض أبوظبي الدولي لهذا العام تورد أنها قبل بداية افتتاحه بفترة طلبت من المسؤولين المشاركة بعدد من اللوحات الفنية في ركن الرسامين، الذي يضم عددا من الموهوبين في الرسم التشكيلي، وهم من جنسيات مختلفة وقوبل طلبها بالموافقة، وهو الأمر الذي أثلج صدرها وجعلها تتخير مجموعة من اللوحات التي ترتاح إليها وتثق في أنها ستكون واجهة طيبة لها أمام زوار المعرض، خصوصاً وأنه حدث بارز يجذب الجمهور على اختلاف فئاته. وتشير إلى أن الإقبال عليها منذ اليوم الأول كان كبيراً جداً، لدرجة أنها لم تكن تصدق نفسها حين وجدت العديد من المواطنين يزورونها ويشجعونها على مواصلة الرسم والتألق في هذا المجال. معرض «إماراتي» وبخصوص المعارض الفنية التي شاركت فيها تشير إلى أنها في العام الماضي وفي أثناء دراستها الجامعية كانت تجد التشجيع الكامل من أسرة التدريس بالكلية، فضلاً عن أن رفيقاتها من الطالبات لم يتوقفن عن تشجيعها ودعمها نفسياً وحضور المعارض التي شاركت فيها، وتلفت إلى أنها عرضت لوحاتها من خلال معرض مشترك مع مجموعة من التشكيليين الإماراتيين الشباب حمل عنوان «إماراتي» والجمهور الذي حضر هذا المعرض شجعها ووقف إلى جانبها وساندها، وأشعرها بأنها تقدم فناً حقيقياً، والمحطة الثانية التي واجهت فيها الجمهور كانت من خلال معرض تشكيلي داخل الجامعة قدمت فيه مجموعة متنوعة من أعمالها الفنية، وكان لإقبال الطالبات دور كبير في محاولة التطرق إلى أشياء جديدة في مجال الرسم، لم تنتبه إليها من قبل، إذ إن الطالبات استطعن أن يوجهنها إلى مناطق فنية جديدة، حيث كانت دائماً ترسم الأشخاص، لكنها تحولت إلى تجريب رسم الطبيعة ومن هنا اكتسبت لوحاتها طابعاً فنياً أكثر غزارة وتنوعاً. وبالنسبة إلى كتاب «فناء الحكايات» الذي اصدرته حديثاً تقول: هو عبارة عن مجموعة لوحات حالمة يسيطر عليها الخيال، ولا يستطيع من يتصفحه إلا أن يحلق مع عوالمه البعيدة حيث حملت عناوين اللوحات «ضوء الليل، ساحرة الثلج، نور القمر، ما بين الليل والنهار، العازفة، فراشة، حورية، السيدة الوزة» وغيرها من العناوين التي تعبر عن جدلية الضوء والعتمة ، وتوضح أنها في الغالب ترسم بالرصاص ثم تبدأ عملية التلوين بأقلام مائية وفي مرات تدخل اللوحة إلى الكمبيوتر لكي تكسبها ألواناً معينة. تجربة مختلفة عن تجربتها الأولى في معرض الكتاب هذا العام تذكر نورة المزروعي أنها كانت مختلفة تماماً عن وجودها في معارض مشتركة إذ أن إدارة المعرض حددت لها ركناً خاصاً بها وسط زملاء كثر لديهم إبداع حقيقي، واللافت في هذه التجربة أن طلبة المدارس كانوا يقصدونها للحديث معها حول مجموعات الرسومات التي قدمتها، وكان الطلاب يستفسرون منها عن الطريقة التي ترسم بها، ومنهم من طلب منها أن تعلمه الرسم، فضلاً عن أن لوحاتها أعجبت الكثير من الزوار وبخاصة المواطنين، وتتمنى أن تكرر هذه التجربة وأن تقدم في المستقبل معرضاً خاصا تعرض فيه لوحات متميزة عن دولة الإمارات وتراثها العريق.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©