عقيل الحلالي (صنعاء)
شنت طائرات التحالف العربي غارتين على قاعدة الديلمي العسكرية التي تسيطر عليها ميليشيات الحوثي شمال العاصمة اليمنية صنعاء. وأفاد شهود عيان بأن سلسلة انفجارات عنيفة تلت عملية القصف مع تصاعد أعمدة الدخان، ورجحت المصادر تدمير مخزن أسلحة وذخائر للميليشيات. كما نفذت مقاتلات تحالف دعم الشرعية فجر أمس، غارات عدة على جبهة نهم شمال شرق صنعاء، مستهدفة تعزيزات عسكرية للميليشيات في منطقة المدفون.
وقالت مصادر عسكرية ميدانية، إن الجيش الوطني صد هجوما للميليشيات على مواقعه في منطقتي بران والمدفون على جبهة نهم خلال الساعات الماضية، ودارت اشتباكات استمرت أكثر من عشر ساعات تم خلالها كسر الهجوم، وإجبار الميليشيات على التراجع وتكبيدها أكثر من ثلاثين قتيلاً وجريحاً.
وأفادت مصادر عسكرية يمنية بأن القيادي في ميليشيات الحوثي والمشهور بالمهندس العسكري أسامة المداني لقي مصرعه مع عدد من مرافقيه على الحدود السعودية قبالة نجران بغارة جوية للتحالف العربي.
تزامن ذلك مع اشتداد المعارك بين الميليشيات والجيش الوطني في منطقة حام في مديرية المتون بمحافظة الجوف، الواقعة شرق صعدة تحت غطاء جوي كثيف من مقاتلات التحالف العربي، حيث شنت طائرات التحالف نحو 12 غارة على مواقع وتجمعات الميليشيات في حام ومحيطها في المتون بمحافظة الجوف.
وأسفرت عملية القصف الجوي والاشتباكات عن مصرع قيادي في الميليشيات الانقلابية وعدد من عناصر الميليشيات في بلدة مزويه شمال مديرية المتون. كما دك طيران التحالف موقعاً للميليشيات الانقلابية بجبل القردة غرب الساقية في الجوف.
وسقط قتلى وجرحى من الميليشيات الانقلابية، بينهم القياديان أبو بدر وأبو حسين بغارة للتحالف بجبهة حام بالمتون في الجوف.
وشنت مقاتلات التحالف ست غارات على مواقع وأهداف للميليشيات الانقلابية في مدينتي حرض وميدي الحدوديتين في محافظة حجة، حيث استمرت المعارك على الأرض قرب حدود السعودية. وقالت مصادر عسكرية حكومية، إن طيران التحالف دمر تعزيزات عسكرية للميليشيات الانقلابية في مدينة ميدي، بالتزامن مع استمرار الاشتباكات بين القوات الحكومية والانقلابيين شرقي المدينة الساحلية.
وطال القصف الجوي مواقع للميليشيات في بلدة صرواح آخر معقل للمتمردين الحوثيين في محافظة مأرب شرق صنعاء، وتواصلت فيها أمس الاشتباكات بين قوات الشرعية والانقلابيين مخلفة قتلى وجرحى من الجانبين.
ودمرت ضربة جوية موقعاً للميليشيات الانقلابية في منطقة البرح ببلدة مقبنة غرب محافظة تعز. إلى ذلك، تجددت أمس الاشتباكات بين فصائل مسلحة موالية للحكومة الشرعية في مدينة تعز وذلك غداة مواجهات عنيفة شهدتها المدينة. وقال سكان محليون لـ«الاتحاد»، إن اشتباكات اندلعت في سوق الوليد التجاري وسط مدينة تعز، وأسفرت عن مصرع مدني وإصابة آخرين.
وكان مدنيان على الأقل قتلا وجرح آخرون باشتباكات عنيفة اندلعت صباح الجمعة في منطقة ديلوكس التجارية وامتدت إلى شارعي جمال والتحرير وسط تعز، بينما قتل مسؤولان محلي وأمني وعدد من مرافقيهم مساء الجمعة باشتباكات بين جماعتين مسلحتين متناحرتين في منطقة المسراخ جنوب المدينة.
وذكر بيان للجيش أن مدير قسم شرطة نجد قسيم في المسراخ، محمد عبدالله يحيى، قتل برصاص «مجموعة مسلحة» قبل أن تقوم جماعة مسلحة أخرى بقتل مدير أمن بلدة المسراخ عبدالباسط الهمداني ونجله وثلاثة مسلحين على خلفية اتهامهم باغتيال مدير شرطة نجد قسيم.
وقال مصدر محلي مطلع لـ«الاتحاد»، إن الاشتباكات اندلعت على خلفية تنازع الجماعات المسلحة سلطة تحصيل الإيرادات المالية للقات في سوقي الوليد وديلوكس في ظل غياب مؤسسات الدولة. وانتشرت الشرطة العسكرية ووحدات من ألوية الجيش الوطني 170 مشاه و22 ميكا و35 مدرع في المنطقة التجارية المتنازع عليها لاحتواء الموقف.
واعتقلت قوات الجيش لاحقاً غزوان المخلافي، وهو قائد فصيل مسلح محسوب على حزب «الإصلاح» (إخوان مسلمين) بتهمة تغذية الاضطرابات والإخلال بأمن واستقرار مدينة تعز.
وشكلت قيادة محور تعز لجنة من الجيش والبحث الجنائي والاستخبارات العسكرية للتحقيق مع المتورطين في أعمال الفوضى والشغب والأحداث التي شهدتها المدينة «من أي طرف أو جهة كان».
وطالبت قيادة الجيش قادة الفصائل المسلحة بسحب مسلحيهم كافة من شوارع وأحياء تعز. وأقرت اللجنة الأمنية في تعز، منع بيع القات في سوقي الوليد وديلوكس نهائياً، وإزالة المحال والمركبات الخاصة بذلك. وأكدت اللجنة في بيان أن الحملة الأمنية مستمرة لردع وضبط كل من يتسبب في نشر الفوضى والشغب وإقلاق السكان في المدينة.
وكان نائب الرئيس الفريق الركن علي محسن صالح الأحمر أجرى، ليل الجمعة، اتصالين هاتفيين مع وكيل محافظة تعز عارف جامل وقائد محور تعز اللواء الركن خالد فاضل للإطلاع على الأوضاع الأمنية في المدينة.
وذكرت وكالة الأنباء اليمنية الحكومية (سبأ) أن نائب الرئيس وجه بسرعة ضبط كل من يخل بالأمن والسكينة العامة في المدينة، وتفعيل دور أجهزة الأمن والشرطة العسكرية، داعياً في الوقت ذاته أهالي تعز إلى الالتفاف حول مؤسسات الدولة والأجهزة العسكرية والأمنية وتغليب مصلحة المحافظة العليا على المصالح الذاتية بما يحقن الدماء ويرسي دعائم الأمن ويُعيد للمحافظة سكينتها وسلميتها المعهودة.
ولقي 13 من المتمردين الحوثيين وحلفائهم مصرعهم أمس بمعارك مع القوات الحكومية المدعومة من التحالف العربي في جبال كهبوب الاستراتيجية على الحدود بين محافظتي تعز ولحج في جنوب غرب اليمن. وقال مصدر عسكري يمني لـ«الاتحاد»، إن قوات الجيش الوطني أسرت 15 آخرين، بينهم قائد الميليشيات في جبهة كهبوب.
عدد اليوم
