سفراء ومسؤولون: الإمارات تمتلك رؤية طموحة للتحول إلى الطاقة المتجددة

أحمد عبدالعزيز (أبوظبي) أكد سفراء ومسؤولون أوروبيون أن دولة الإمارات لديها رؤية مستقبلية طموحة في التحول إلى الطاقة المتجددة من حيث إنتاجها واستخدامها، خاصة بعد البدء في تنفيذ اتفاقية باريس، والتوسع في مجال الاستثمار في قطاع إنتاج الطاقة المتجددة، الذي بلغ حجم الاستثمار فيه أكثر من 300 مليار دولار العام الماضي 2016. وقال السفير باتريزيو فوندي سفير الاتحاد الأوروبي لدى الدولة عن اهتمام دولة الإمارات بالطاقة المتجددة والاقتصاد الأخضر: «إن الاقتصاد الأخضر من القضايا المهمة والرئيسة الآن في العلاقات الثنائية بين الاتحاد الأوروبي ودول العالم، ونحن نجد دولة الإمارات العربية المتحدة من الدول التي تحرص على التحول إلى الاقتصاد الأخضر، وتقوم بالعديد من الخطوات، وكان لدولة الإمارات تمثيل في مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي في مراكش نوفمبر الماضي، وهذا من الأمور المهمة». وأضاف في تصريحات لـ«الاتحاد»: «إن دولة الإمارات من الدول التي كان لها تمثيل جيد ونشط في مؤتمر التغير المناخي COP 21، وCOP 22»، مشيراً إلى أن الاتحاد الأوروبي ودولة الإمارات لديهما النهج نفسه في التحول إلى آليات الاقتصاد الأخضر والالتزام بالمتطلبات في هذا الشأن، حيث إن الحفاظ على البيئة أصبح من الأمور الضرورية للإنسانية الآن. وأشار فوندي إلى أن التزام الإمارات بالتحول إلى الاقتصاد الأخضر يساعد في الاستثمار بمجالات متعددة، علاوة على التعاون، وتمت بالفعل مناقشة العديد من القضايا في مجال الطاقة، أهمها في اجتماع «آيرينا»، الذي عقد خلال الأيام الماضية، حيث تم تسليط الضوء على كيفية تطوير مجالات الاستثمار في الطاقة المتجددة في الاتحاد الأوروبي ودولة الإمارات العربية المتحدة التي تشهد قفزة في استثمارات الطاقة المتجددة، ولدي تفاؤل كبير بهذه الخطوات التي بلا شك تسهم في دعم التعاون. ولفت إلى أن الدول الأوروبية التي حضرت اجتماع الوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا» لها العديد من الرؤى المتباينة والأفكار المطروحة للمناقشة، ولكن كلها تصب في أن نسير في الاتجاه الصحيح ودعم وكالة آيرينا، علاوة على تأكيد زيادة نسب استخدام الطاقة المتجددة، وتطوير استخدام الطاقة الشمسية والرياح في مختلف الدول، حيث إن هذا النوع من الطاقة نظيف ولا يخلف أي أنواع من المخلفات. كيانات أوروبية وعن حرص الشركات الأوروبية على الاستثمار في قطاعات الطاقة المتجددة بالإمارات، قال ميشال ميرالييه السفير الفرنسي لدى الدولة: «إن الشركات الفرنسية تولي اهتمام خاص لدولة الإمارات العربية المتحدة، حيث إنها تلعب دوراً قيادياً في مجال الطاقة المتجددة، كما نجد أن الاستثمار على نطاق واسع للوصول إلى مستوى من الطاقة النظيفة في مزيج الطاقة التي هو أحد أعلى المعدلات في العالم، كما أعلنته حكومة الإمارات بالوصول إلى 47? بحلول عام 2050». وأضاف: «إن الانخراط أكثر فأكثر في مشاريع الطاقة المتجددة ليس جديداً، ولكنه أصبح الآن محركاً رئيساً كبيراً لصناعتنا. وهو عنصر تحديد نظام الطاقة المتغيرة ومكافحة تغير المناخ؛ لذا فإن الدافع الأول هو المصلحة العامة في هذا المجال الجديد من الثورة الصناعية التي نحن نتفق تماماً مع دولة الإمارات العربية المتحدة». وأشار ميرالييه إلى أن مدينة مصدر أصبحت مرجعاً في مجال الطاقة النظيفة والتنمية المستدامة، وعلى الجانب الآخر كهرباء ومياه دبي، ومن خلال مناقصات شفافة والكبيرة التي تؤدي إلى انخفاض تاريخي من تكلفة الطاقة الشمسية، جذبت اهتماماً كبيراً. ولفت إلى أن دولة الإمارات لديها اهتمام بتطوير مشروعات الطاقة المتجددة بها؛ لذلك فمن الطبيعي تماماً أن الشركات الفرنسية الكبرى مثل «شركة كهرباء فرنسا»و «إنجي» و«شنايدر»، وكذلك الشركات الصغيرة والمتوسطة مثل «أكوو الطاقة» أو«فيرجني» أو«ماسكارا»، حريصون على الشراكة مع الجهات الفاعلة في الإمارات وتبادل الخبرات والتجارب لجلب أفضل الحلول في مجال الطاقة المتجددة. الإمارات الأولى أوسطياً من جانبه، قال السفير جان ثيسليف سفير مملكة السويد لدى الدولة: «إن الإمارات أخذت زمام المبادرة، وليس فقط في دول مجلس التعاون الخليجي، ولكن أيضاً في منطقة الشرق الأوسط، فيما يرتبط بمصادر الطاقة المتجددة، حيث كان إنشاء مدينة مصدر، واستضافة أسبوع أبوظبي للاستدامة، وجائزة زايد لطاقة المستقبل، واستضافة مقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا) وتقرير الاقتصاد الأخضر، كلها أمثلة على الالتزام إماراتي لإيجاد حلول للطاقة بعيداً عن النفط والغاز». وأضاف «في عام 2015، اعتمدت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة جدول أعمال عام 2030، ومن أهم القضايا كانت أهداف التنمية المستدامة، والتي شملت 17 هدفاً من أجل مستقبل مستدام، حيث يضع جدول الأعمال طلباً مشتركاً على جميع الدول، غنية أو فقيرة، متقدمة أم نامية؛ لأن ذلك يؤثر على الطريقة التي نعيش بها». وأشار ثيسليف إلى أن مملكة السويد من الدول الرائدة في هذا استخدام الطاقة المتجددة، ومنذ انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالبيئة البشرية في ستوكهولم في عام 1972. ومن المشجع أن نلاحظ استراتيجية شاملة وطويلة الأجل لدولة الإمارات العربية المتحدة لنتناول مثل هذه القضايا والإصرار على البقاء، كما يتم تطوير مصادر الطاقة المتجددة. خطة الإمارات للطاقة تفتح آفاقاً للتنمية الاقتصادية أبوظبي (الاتحاد) قال دومينيك ديستوري المسؤول العام لدائرة الطاقة في المفوضية الأوروبية: «إن الاتجاه لاستخدام الطاقة النظيفة والمتجددة ليس فقط في أوروبا، بل نجد دولة مثل الإمارات من الدول الواعدة والتي لديها طموحات كبيرة في هذا المجال، حيث أعلنت الوصول إلى أكثر 44? من استخدامها للطاقة سيكون اعتمادا علي الطاقة النظيفة والمتجددة وذلك بحلول 2050، وهذا الأمر من الأمور قطاع الطاقة المتجددة في عام 2016 بلغ 300 مليار دولار في العالم». وأضاف «إعلان حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة عن خطتها في الطاقة بحلول 2050 وزيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة، من الخطوات التي تعد أكثر إيجابية، وذلك لإدراك الإمارات أهمية التنويع، والاستفادة من الطاقة المتجددة والنمو الاقتصادي، ويمكن القول إن الإمارات قادرة على ذلك، حيث إنها لديها الإرادة السياسية والقدرة على تنظيم هذا التحول وضع أطر العمل والتقنيات المطلوبة لذلك وقدت بدأت بالفعل في الاعتماد على الابتكار في التقنيات ومشروعات خفض الكربون والمدن التي تعتمد علي الطاقة النظيفة مثل مدينة «مصدر» والمدن الذكية التي تعتزم الإمارات إنشائها وتحديث بناء مشروعات إسكان والتكييف تعمل على الطاقة المتجددة. وبعد إعلان دولة الإمارات عن تقريرها الثاني للاقتصاد الأخضر في نوفمبر الماضي، أوضح قائلاً: «إن مستقبل دولة الإمارات في مجال الطاقة المتجددة واعد جدا حيث إن الدول الأكثر تنافسية هي التي تستثمر الآن في الابتكار والطاقة النظيفة والمتجددة، حيث إنها تخلق لنفسها مستقبل قائم على الحفاظ على البيئة واقتصاد جديد كما هو الحال في أوروبا، حيث خلق قطاع الطاقة المتجددة مليون فرصة عمل، وعلى العكس الدول التي لا تعتمد على الابتكار ستواجه مشكلات كبرى في المستقبل.