الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الأضاحي بين المسالخ والذبح العشوائي

الأضاحي بين المسالخ والذبح العشوائي
3 سبتمبر 2016 14:44
استطلاع: هالة الخياط، منى الحمودي، عائشة الكعبي: لا تزال قضية الذبح العشوائي للأضاحي تراوح مكانها منذ سنوات طويلة، ولا يزال البعض يصر على ذبحها عند قارعة الطريق وعتبة الدار بحجة أن دماء الأضحية تُبارك المكان وتُدخل على أهلها الخير، ويجد البعض في ذلك نوعاً من البهجة لأفراد الأسرة خصوصاً الأطفال، أو بُعداً عن زحام المقاصب في صبيحة العيد أو أيام العيد بصورة عامة. وعلى الرغم من حملات التوعية السنوية التي تسبق عيد الأضحى المبارك، فإن عدداً من أفراد المجتمع لا يزال عند قناعته في هذا الصدد، بل إن البعض يشتري الأضحية قبل العيد بأيام ويحملها إلى «شقته»، استعداداً للذبح صبيحة عيد الأضحى دون مراعاة لما بثته الجهات المختصة ووسائل الإعلام من توعية. وكشفت حوادث سابقة لهروب «خروف الأضحية» من نوافذ بعض الشقق السكنية ، سلوكيات سلبية في هذا الصدد. «الاتحاد» تفتح في هذا الاستطلاع قضية الذبح العشوائي وخطورته على الصحة والبيئة، وما يخلفه من آثار تهدد السلامة العامة وننقل فيه تأكيدات الجهات المعنية في الدولة على ضرورة اللجوء إلى المقاصب المعتمدة من قِبلها، خصوصاً أنها مزودة كل المعدات اللازمة للذبح والتخزين والنقل،إضافة إلى الكادر الطبي البيطري والفني المتخصص في هذا المجال. من جانب آخر، جددت هذه الجهات تحذيراتها من الذبح العشوائي والقصابين المتجولين، لما لهذا الأمر من مخاطر تؤثر على المستهلكين وسلامة الأضحية، وسخّرت جهودها ومختلف خدماتها الرقابية وأجهزتها لتسهيل عميلة ذبح الأضاحي في وقت أسرع وضمن بيئة صحية وسليمة. وقد تباينت آراء الجمهور الذين استطلعت «الاتحاد» مواقفهم من هذه العملية، وكشف الاستطلاع وجود قناعة لدى البعض -لا تزال راسخة- بشأن الذبح خارج المقاصب المعتمدة من قبل البلديات على مستوى الدولة، بل إن هؤلاء يجدون في ذبح الأضحية داخل البيت أو على قارعة الطريق، أو في المزرعة المتعة والبهجة دون الاكتراث لما يحمله الأمر من مخاطر على صحتهم وسلامتهم، بل وسلامة البيئة والنظافة بصورة عامة، فيما أشار البعض الآخر إلى أنهم ملتزمون ذبح الأضاحي في المسالخ، وذلك ضماناً لسلامة الأضحية، وتفادياً لانتقال الأمراض وتجنباً للمخاطر، وأيضاً الحفاظ على الصورة الحضارية. ولفت بعضهم إلى أن الذبح في المسالخ يخلصهم من شجع القصابين الجائلين والذين يطلبون مبالغ تضاعف ما يتم دفعه في المسالخ، وطلبوا النظر في مقترح توفير مقاصب متحركة عبر مركبات لتفادي الازدحام في المقاصب. بيئة صحية ويرى هاشم النقبي أن ذبح الأضاحي في المنازل والمزارع بواسطة القصابين الجائلين يخلف وراءه دماء وأحشاء تتسبب في تجمع الحشرات والذباب وبعض الحيوانات في موقع الذبح، ناهيك بالرائحة التي تطال الجميع وحتى المنازل أو المزارع المجاورة، بحيث يضطر المرء إلى تنظيف المكان وغيرها من الأمور التي يتجنبها لو لجأ إلى المسالخ التي تكفل توفير بيئة صحية وسليمة لذبح الأضحية،إضافة إلى التأكد من أن عملية الذبح تمت وفقاً للإجراءات والاشتراطات اللازمة، خصوصاً مع وجود قصابين وأطباء بيطريين ومشرفين على مستوى عالٍ من الخبرة. وقال هناك من الجيران والأصدقاء من يتجه بالفعل إلى القصابين الجائلين، وهناك من يجهل مخاطرهم، ومنهم من يعلم بها ساعياً إلى الانتهاء من ذبح الأضحية في وقت مبكر، من دون أن يعير اهتماماً للنظافة العامة التي تعتبر من أهم الاشتراطات لضمان عدم تعرض الأضحية للتلوث وانتقال الأمراض. وطالب بأن يكون هناك فريق مفتشين لضبط القصابين الجائلين الذين ينتشرون في صباح أول أيام عيد الأضحى لعرض خدماتهم، مستغلين استعجال الناس لذبح أضاحيهم. في المزرعة ويقول عيسى علي: إنه وإخوته يفضلون ذبح الأضحية في المزرعة، وذلك لأن هذا الأمر عبارة عن عادات اجتماعية تجمع االعائلة من كبار وصغار، وتُظهر فرحة العيد على وجه الجميع، لافتاً إلى علمه بوجود قصابين جائلين دون المستوى يجهلون قواعد الذبح حسب الشريعة الإسلامية، بل إن بعض هؤلاء القصابين قد يكونون غير مسلمين، ويستغلون فترات الأعياد لعرض خدماتهم في الذبح وزيادة مداخيلهم.وأضاف: ربما تكون المعلومات التي لديّ عن اللحوم كافية لمعرفة ما إذا كانت الأضحية سليمة من عدمها، فاللحوم التي تأتي من أضحية سليمة تزيد الجسم مناعة وقوة وفوائد، وإن كانت من أضحية هزيلة ومريضة فهي تكون مصدر داء بما تنقله للشخص من أمراض جرثومية وطفيلية. المقاصب آمنة من جانبه، يرى علي محمد أن التأخير في ذبح واستلام الأضحية المذبوحة يبقى أفضل من ذبحها خارج المقاصب، وذلك ضماناً لسلامتها وطريقة تخزينها وفقاً للاشتراطات.. فالذبح خارج المقاصب يعتبر بيئة غير مهيئة تتسبب في انتقال الأمراض، وتجمع الحشرات والذباب مما يقدم صورة تشوه المنظر الحضاري للمكان، مشيراً إلى أن المسالخ مهيأة من ناحية النظافة وتصريف الدماء والأحشاء والتهوية والتخزين، ناهيك بالسعر الثابت للذبح الذي يعتبر زهيداً وأقل بكثير من ذلك الذي يطلبه القصاب الجائل والجاهل لاشتراطات السلامة والنظافة والصحة، ثم أن أحداً لا يعرف إن كان هذا القصاب مصاباً بأي أمراض معدية يمكن أن تُنقل إلى الأضحية في أثناء عملية الذبح أو بأي طريقة أخرى. وأضاف أن القصابين الجائلين لا يمتلكون المقدرة على التفرقة بين الذبائح السليمة والمصابة بالأمراض، مطالباً أفراد المجتمع بالتعاون مع الجهات المختصة ورصد المخالفات والإبلاغ عنها ليتم اتخاذ الإجراءات القانونية لمنع انتشار الأمراض، والحفاظ على صحة وسلامة أفراد المجتمع. فحص بيطري يقول راشد الشامسي: «أفضل طريقة هي الذبح في المقصب على الرغم من أنها تستغرق وقتاً طويلاً لكنها تبقى بالطبع الطريقة الأفضل لأنها تشعرني بالاطمئنان والراحة، عندما يكشف عليها الدكتور البيطري المختص بذلك والمصرح له من قبل الوزارة أو البلدية.. لقد انتشرفي الآونة الأخيرة تصدير وتهريب بعض المواشي من دول مجاوره تكثر فيها الأمراض، لذلك أفضّل الذهاب والانتظار في المقصب حتى يكشف الدكتور البيطري على الذبيحة ويتأكد من سلامتها وخلوها من الأمراض، كما أن العمال في المقصب مُدربون ولديهم شهادات صحية تثبت خلوهم من الأمراض. وأوضح الشامسي أن هناك بعض العادات الخاطئة وغير السليمة لدى بعض الناس الذين يذبحون الأضحية في المزارع والمنازل لاختصار الوقت، أو تحاشياً لإغراق السيارة بدماء الأضحية بعد إحضارها من المقصب، وقد تكون هذه عادات وتقاليد راسخة وثابتة لا يمكن تغييرها، ولكنها في النهاية غير سليمة وتضر بالبيئة والصحة معاً. عادة متوارثة وأوضح عبدالله الكعبي، أنه يذبح الأضحية في زاوية المزرعة حيث يتوافر مكان نظيف صالح للذبح والسلخ، وهذه عادة ورثها عن الآباء والأجداد، وفي كل مناسبة سواء في العيد أو غيرها يكون الوالد موجوداً معهم ليرشدهم باستمرار حول طريقة الذبح والتخزين السليمة ، موضحاً أن وجود الأضحية في مزرعته الخاصة تجعله على دراية بما تأكل وتشرب ما يجعله مطمئناً، كما أنه يحضر من وقت إلى آخر، الطبيب البيطري لفحص جميع المواشي في المزرعة. من جهة أخرى، يفضل محمد الحمادي ذبح الأضحية في المقصب لتوافر جميع معايير السلامة فيه، ولكن لو اشتد الزحام في شكل لا يطاق «أستعين بقصاب من الخارج»، حتى لا نفقد بهجة العيد، ولكن بعد التأكد من خبرته ونظافته، مشيراً إلى أن بعض الأشخاص يتجهون إلى ذبح المواشي في أوقات الأعياد خارج المسالخ من دون الكشف البيطري قبل الذبح وبعده، وهناك من يعتمد على قصابين غير مرخصين لا يراعون قواعد وشروط الرفق بالحيوان والذبح وفقاً للشريعة الإسلامية،لافتاً إلى أن ذبح الأضاحي في المنزل أمام الأطفال يعتبر خطيراً لأنه يظل في ذهن الطفل الذي يمكن أن يقلد الأمر ويذبح أي شيء أمامه. المظهر العام أكد فهد عبدالله الجسمي، أن القصابين الجائلين عبارة عن تشويه للمظهر العام، وذلك بسبب انتشارهم في كل مكان بشكل عشوائي وقيامهم بأعمال الذبح تحت الأشجار وعند أسوار المنازل، مخلّفين وراءهم الأوساخ والدماء ومشهداً غير حضاري. وأضاف أنه يفضل المسالخ لأنها تحتوي على رقابة صحية ومكان نظيف ومنظم، وتخضع لإشراف من البلدية التي تخالف أي شخص يخل بشروط الذبح السليمة، مشيراً إلى إن الجهات المختصة لم تعمل على توفير المسالخ لمواطني ومقيمي الدولة إلا من باب الحرص على سلامة الأفراد من خلال اتباع إجراءات الصحة العامة. مسالخ متحركة ويقترح خميس درويش السعدي توفير مسالخ عبر شاحنات كبيرة متحركة تجول في المناطق يكون فيها قصابون وطبيب بيطري، من أجل التخفيف من الازدحام في المقاصب وضمان عملية الذبح، وفقاً للشروط وتسهيلاً على الأشخاص الوافدين من أماكن بعيدة ،وتخفيفاً من الاعتماد على القصابين الجائلين الذين تراهم يتجولون في صباح العيد يعرضون خدماتهم ويتقاضون ما لا يقل عن 100 درهم نظير ذبح الأضحية. وتكمن المشكلة في أن بعض هؤلاء القصابين قد يكون مخالفاً لشروط الإقامة في الدولة، وبعضهم عاطل عن العمل، وقد يكونون أيضاً غير مختصين وقد يستخدمون أدوات للذبح تغيب عنها تماماً النظافة والتعقيم، وبالتالي تؤثر على سلامة الأضحية وسلامة متناوليها، مشيراً إلى أنه يذبح في مسالخ «اليحر» في العين والتي تم إعدادها على مستوى عالٍ من ناحية النظافة والصحة. وشدد عادل عبدالله البلوشي على أهمية الذبح داخل المقاصب ، خصوصاً أن جميع القصابين والعاملين فيها مؤهلون عبر برامج تأهيل وتدريب في ما يتعلق بالنظافة الشخصية ونظافة الذبائح وسلامتها، كما أن أي شخص يدخل المسالخ يتضح له أنها تخضع للتعقيم بشكل مستمر وفقاً للمعايير الصحية العالمية. وقال إن هناك العديد من الحملات التوعوية التي تقوم بها الجهات في هذا الخصوص للحد من الطرق غير السليمة، ونرى ذلك عبر كل الوسائل الإعلامية في أوقات الأعياد والمناسبات، داعياً إلى استيعاب هذه الحملات التوعوية التي تهدف إلى الحفاظ على صحتهم في المقام الأول وأنها لا تجني أي ربح مادي من وراء هذا الأمر. الإشراف البيطري وأوضحت خبيرة التغذية شما الشامسي، أن غياب الإشراف البيطري يتسبب في انتقال الأمراض إلى الأشخاص لدى تناولهم اللحوم، خصوصاً في حال كانت الأضحية مصابة بأي أمراض قبل ذبحها ولم يتم التأكد من هذا الأمر، وهناك العديد من المخاطر الصحية والأضرار التي من الممكن أن تلحق بالأشخاص في حالة ذبحهم المواشي في الأماكن العشوائية والمنازل، إذ إن الذبائح عبارة عن لحوم عُرضة للفساد بشكل سريع خصوصاً في هذه الفترة مع ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف، وأيضا تعرضها لملوثات خارجية مثل الحشرات والأتربة وغيرها. وأكدت ضرورة أن يتبع الأشخاص المواصفات المطلوبة وتلبية التحذيرات التي تطلقها الجهات المختصة فيما يخص ذبح المواشي على أيدي أشخاص غير مرخصين وغير مهنيين وليسوا مؤهلين لهذا العمل. وأكدت بلدية مدينة أبوظبي وجهاز أبوظبي للرقابة الغذائية، ضرورة التزام الجمهور عدم الذبح في البيوت والشوارع والساحات العامة خصوصاً أن القصابين الجائلين كافة غير مؤهلين فنياً، وقد يحملون أمراضاً خطيرة على الصحة العامة. وحذرت بلدية مدينة أبوظبي من أن التعامل مع القصابين الجائلين سيحرم أصحاب الذبائح من الإمكانات الفنية والصحية والبشرية التي تقدمها المسالخ للحفاظ على الصحة العامة والبيئة في آن واحد، إضافة إلى المظهر الجمالي للمدينة، مشيرة إلى العواقب الصحية الخطيرة للذبح غير المرخص خارج المسالخ المعتمدة، حيث ستكون هناك مخالفات كبيرة فورية تصل قيمة الغرامة المالية فيها إلى 500 درهم مع مصادرة الذبائح، وقد تم تخصيص دوريات لهذا الغرض لما لتلك الظاهرة السلبية من آثار ومخاطر صحية وبيئية سلبية. وأكدت بلدية مدينة أبوظبي استعداد مسالخها المتضمنة: مسلخ أبوظبي للجمهور، ومسلخ بني ياس، ومسلخ الشهامة، ومسلخ الوثبة الحديث، لاستقبال العيد وفق اعتماد أفضل المعايير الصحية. وتأتي هذه الاستعدادات، ضمن إطار حرص دائرة الشؤون البلدية والنقل على توفير أفضل المعايير والخدمات في مسالخها والحماية الصحية وسلامة أفراد المجتمع والمستهلكين. وأشارت إلى أن تجهيز الأضاحي في مسالخ أبوظبي يحقق العديد من الفوائد الإيجابية التي تتمثل في ضمان الذبح حسب الشريعة الإسلامية وفي ظروف صحية كاملة، وضمان الفحص البيطري قبل الذبح وبعده، وضمان خلو القصابين من الأمراض المعدية السارية، وحماية الثروة الحيوانية عن طريق الكشف المبكر عن الأمراض الوبائية والمحافظة على بيئة نظيفة وصحية بالتخلص الصحي من المخلفات، والمحافظة على مظهر المدينة الحضاري. كما أكدت بلدية أبوظبي ألا زيادة في رسوم الذبح، وهي 15 درهماً لذبح الضأن والماعز و40 درهماً لذبح العجول والجعدان بينما رسوم ذبح الجمال والأبقار 60 درهماً، وهذه الأسعار تشمل تقطيع ذبيحة الضأن والماعز 4 قطع أما الأبقار والجمال فتقطع 8 قطع وكل هذا من ضمن رسوم الذبح، وتعتذر المسالخ من تقديم خدمة التقطيع الخاص في أول وثاني أيام العيد نظراً إلى الأعداد الكبيرة من الأضاحي ومن أجل تخفيف عبء الانتظار الطويل على الجمهور. ضوابط صحية من المقصب إلى المنزل أشار جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية إلى أن إيصال اللحوم إلى المنزل يعتبر أحد أهم حلقات سلسلة إجراءات الحفاظ على الأضحية من الفساد، وتهدف في مجملها إلى إمداد المستهلك بلحوم آمنة وعالية الجودة، مبيناً أن اللحوم ومنتجاتها قابلة للتلوث من خلال وسائط متنوعة، فيزيائية وكيميائية وميكروبية، وهي على وجه الخصوص أكثر عرضة للمخاطر الميكروبية، نظراً إلى توافر بيئة مثالية للنمو البكتيري نتيجة محتواها الرطوبي العالي نسبياً، خصوصاً لو تم حفظها في وسط لا تتوافر فيه اشتراطات النقل والتخزين السليم، مثل صناديق السيارة الخلفية أو في كراتين توضع أعلى السيارات أو في خلفية الشاحنات. وأكد الجهاز ضرورة نقل اللحوم فوراً إلى المنازل للتعامل معها قبل فسادها وألا يتم تخزينها في السيارات وقتاً طويلا، مشدداً على ضرورة وجود شهادة صحية توضح التاريخ المرضي السابق والحالي للحيوان المراد ذبحه، تفادياً لأي أمراض مشتركة قد تنتقل من الحيوان إلى الإنسان، سواء في أثناء أو بعد الذبح أو عند تداول اللحوم بأي وجه من الوجوه. وركز على ضرورة اتباع معايير الرفق بالحيوان عند الذبح خصوصاً في الأعياد والمناسبات، وذلك للحفاظ على جودة المنتج النهائي، حيث لوحظ في الفترات التي يزداد الإقبال على الذبح والأعياد والمناسبات المختلفة حدوث بعض الإهمال في التقيد بمتطلبات الرفق بالحيوان، وهو ما يسبب بعض الأعراض النفسية والجسدية السلبية لدى الحيوان قبل ذبحه فتقل بذلك جودة اللحوم. طرق التأكد من صحة الأضحية أفاد جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية بأن من الممكن التأكد من سلامة الحيوان المراد تزكيته كأضحية بالطرق التالية: الفحص بالنظر، الحيوان سمين بصورة طبيعية، والاستجابة لكل المؤثرات الخارجية من حوله، وأن يكون متحركاً ونشطاً، وأن يكون الرأس في مستوى الجسم، وخلوه من العرج الظاهر، وأن تكون قوائمه الأمامية والخلفية سليمة، وعدم وجود إفرازات غير طبيعية من الفتحات والمخارج الطبيعية، ولا يعاني في تنفسه مع مراعاة أن الحيوان قد يلهث أو يكون معدل تنفسه سريعاً إذا كانت درجة حرارة البيئة المحيطة به عالية، وأن يكون الصوف ناعماً ولا ينتزع بمجرد شده باليد، وأن تكون العينان لامعتين ولا يوجد فيهما احمرار أو اصفرار ولون الأغشية المخاطية زهري، وكذلك عدم وجود جروح أو خراجات في جسم الحيوان، وعند تقديم العلف يقوم الحيوان بمضغه بصورة طبيعية ودون أي معاناة أو صعوبة. كما يمكن فحص الأضحية باليد، وجّس الرقبة والظهر والذيل، أو الإلية ومقدمة الصدر للتأكد من خلوها من الجروح والدمامل مع امتلائها باللحم. المسالخ هي الحل الأنجع دعا جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية، الجمهور، خلال عيد الأضحى وفي مختلف المواسم، إلى الذبح في المسالخ المعتمدة لتوافر النظافة والكشف البيطري، مبيناً أن من يقوم بالذبح هم أشخاص مؤهلون ومعتمدون، ولديهم شهادات صحية، فينعكس ذلك على سلامة اللحوم المقدمة إلى المستهلكين. وأكد الجهاز أن الذبح في المسالخ يضمن سلامة الذبيحة للاستهلاك الآدمي، وخلوها من الأمراض التي تهدد صحة المستهلك، ومكافحة التلوث أثناء والإعداد بتجهيز الذبائح في بيئة نظيفة آمنة صحياً من التلوث، وتحقيق شروط البيئة بالتعامل السليم مع مخلفات الذبح من الدماء والجلود والأعضاء غير المستهلكة. وقال إن الذبح العشوائي في المنازل وفي الأماكن غير المهيئة يترتب عليه أضرار صحية على الأسرة والمجتمع في ظل غياب الإشراف البيطري، إلى جانب تعرض الذبائح للفساد السريع بسبب ارتفاع درجات الجرارة والتعرض للملوثات الخارجية كالأتربة ودخان عوادم السيارات، وتكاثر الذباب والحشرات والقوارض نتيجة التخلص غير الآمن من مخلفات الذبح. وحذر الجهاز من التعامل مع القصابين الجائلين غير المرخصين قانوناً لهذه المهنة والذين لا تتوافر فيهم الكفاءة المهنية والأهلية الصحية، ومن عدم التأكد من خلو الذبائح من الأمراض التي تشكل خطراً حقيقياً على المجتمع كالسل والكبد الوبائي. وأوضح الجهاز أن الذبح في المسالخ يضمن التحقق من صلاحية الذبائح للاستهلاك، وإتمام عناصر الذبح الشرعي من استقبال القبلة والتكبير والقطع الصحيح لدماء الذبيحة، إضافة إلى الاستفادة الكاملة من الذبيحة والكشف عن سوء «الإدماء أو الإدماء غير الكامل»، والذي يعتبر مؤشراً على مدى سلامة الذبيحة، والذي ينتج أيضاً عن إصابة الذبيحة بأمراض حيوانية سابقة مثل الحمى، وقد يؤثر مباشرة على صلاحية اللحم للاستهلاك الآدمي، وهذه الحالات كلها يتم كشفها من قبل الجهاز البيطري الذي يفحص الأضحية قبل وبعد الذبح، ما يكفل سلامتها قبل الوصول إلى المستهلك. ويبين الجهاز أهمية الكشف البيطري في رصد الآفات المرضية والتقييم العلمي لمدى خطورتها وتحديد الحالات التي تستوجب الإعدام الكامل أو الإعدام الجزئي للذبيحة المصابة، إضافة إلى السيطرة على الأمراض المنقولة بوساطة اللحوم كالديدان الشريطية، والعديد من الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان، والكشف عن متبقيات الأدوية البيطرية وإعدام الأجزاء الملوثة منها.  
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©