الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إعصار ألاباما... اختبار لإدارة أوباما

2 مايو 2011 21:58
انضم أوباما يوم الجمعة الماضي إلى الآلاف من ضحايا الإعصار الذي ضرب، خلال الآونة الأخيرة، الجنوب الأميركي حيث شق طريقه عبر المنازل المهدمة على طول الشوارع المدمرة، واعداً بالمساعدة الفيدرالية للأهالي على إعادة بناء ما دمره الإعصار. وفي ما بدا أول اختبار كبير لإدارته من حيث سرعة وطريقة الرد على كارثة طبيعية، قام الرئيس وزوجته ميشيل بجولة تفقدية لجزء مدمر من المدينة، لقي فيه 39 شخصاً مصرعهم، بينما مازال المئات في عداد المفقودين، وتحدثا مع السكان الذين يحاولون إنقاذ أغراضهم عقب أعاصير الأسبوع الماضي. وفي هذا السياق، قال أوباما: "لم يسبق أن رأيت دماراً مثل هذا"، مضيفاً "سنحرص على ألا يتم نسيانكم". ولكن وبينما كان هو وحاكم ولاية ألاباما وعدد من المشرعين يزورون مدينة توسكالوسا، لم تكن ثمة مؤشرات على وجود مساعدات فيدرالية أو مسؤولين حكوميين على بعد 150 ميلاً إلى الشمال من هناك – غياب يكشف حجم جهد التنظيف الذي يشمل ثماني ولايات. في مقاطعة ديكالب، بولاية ألاباما، حيث لقي 32 شخصاً حتفهم بسبب العواصف، تجاهل "مات بيل" طائرتي هيلوكبتر سوداوين كانتا تحلقان في الأجواء وقت الظهيرة، حيث كان تركيزه منصباً على حقل من المنازل المدمرة تناثرت فيه قطع خشب صغيرة، وأنظمة عزل محطمة، وأوراق ممزقة، وأحذية، ولعب، ومناشف... كان بيل يساعد أحد الجيران على إيجاد بعض الوثائق. وحين سئل حول المساعدة الفيدرالية، هز كتفيه مثلما فعل الكثيرون في هذه المنطقة يوم الجمعة - وقال: "إنها ليست حاضرة أذهان الناس هنا... الناس هنا يساعدون بعضهم بعضاً - بل إنك ترى غرباء يقدمون يد المساعدة". وأضاف: "إننا لن نرفضها... ولكن إذا اقتضى الأمر أن ننصب الخيام ونشعل النار ونقوم بالصيد والقنص، فإننا سنفعل ذلك". موجة عواصف الأسبوع الماضي تمثل أكثر كارثة إعصار فتكاً في البلاد؛ وقد تم مقارنة رد فعل إدارة أوباما مع رد فعل إدارة جورج دبليو. بوش على إعصار كاترينا - مأساة جرَّت على واشنطن انتقادات شديدة بسبب ما اعتبره البعض رداً فاتراً في البداية. والواقع أنه في بعض الأوساط، كانت ثمة إشادة أولية برد الفعل الفيدرالي هذه المرة. وفي هذا السياق، قال ديفيد ماكسويل، مدير دائرة إدارة الطوارئ بولاية أركانسو: "لقد أحضروا لنا كل الأشياء التي طلبناها". وأضاف ماكسويل يقول إن مدير وكالة إدارة الطوارئ الفيدرالية دبليو. كريج فوجايت ونوابه "من الأشخاص الذين يمسكون بزمام المبادرة ويقومون بالاتصال معنا على نحو منتظم". وفي ولاية ميسيسيبي، قال الحاكم (الجمهوري) هالي باربر إنه "ممتن" للمساعدة الفيدرالية ولالتزام أوباما بالمساعدة. ومن جانبه، قال "جريج فلين"، المتحدث باسم وكالة إدارة الطوارئ في ولاية ميسيسيبي، إن فوجايت ووكالة إدارة الطوارئ الفيدرالية "يبادرون إلى تقديم المساعدة للولايات على نحو لا يصدق. إنهم لا ينتظرون الأشياء حتى تحدث. فبمجرد ما ذهبت العاصفة، أرادوا معرفة الأشياء التي نحتاجها". على الصعيد الوطني، قتل 337 شخصاً في الأعاصير التي اجتاحت منطقة تمتد من "الجنوب العميق" إلى أطراف واشنطن الأربعاء وصباح الخميس -ما يجعلها ثاني أفتك إعصار في تاريخ الولايات المتحدة- وجرح مئات آخرون في حين مازال البعض في عداد المفقودين. أما أكبر حصيلة للضحايا على الإطلاق، فهي تلك التي سجلت في الثامن عشر من مارس 1925 عندما قتل 747 شخصاً في عواصف ضربت ولايات ميسوري وإيلينوي وإنديانا. وإلى غاية هذا الأسبوع، كانت ثاني أفتك عاصفة هي تلك التي وقعت في مارس 1932 عندما قتل 332 شخصاً، جميعهم من ولاية ألاباما. أما هذا الأسبوع، فقد وقعت 246 حالة وفاة على الأقل في ألاباما، إضافة إلى 34 أخرى في مسيسيبي وتينيسي، و15 في جورجيا، وخمس في فرجينيا، واثنتان في لويزيانا، وواحدة في كينتاكي. وفي مدينة "رينزفيل" الواقعة بمنطقة ديكالب، تساءل بعض السكان يوم الجمعة الماضي حول ما إن كانت الحكومة الفيدرالية، أو أي شخص، يدرك حقاً حجم الدمار عبر الولاية. وفي هذا السياق، قالت ميستي هيمبرج: "لا أعتقد أنهم يدركون مدى سوء الأمر". وقفت أمام منزلها الذي انهار بالكامل ما عدا حجرة ثياب ظلت صامدة احتمت بها وعائلتها وقالت: "أتوصل برسائل إلكترونية من أشخاص يسألون "ميستي، هل أنت بخير؟"، فأجيب "كلا، لقد فقدت منزلي". ثم يقولون "احمدي الله، فأنت لا تعلمين ما حل بمناطق أخرى". وفي غضون ذلك، تواصلت عمليات البحث والإنقاذ يوم الجمعة الماضي عبر ديكلب، وهي منطقة من الحقول الممتدة المتموجة تنتشر فيها منازل متباعدة مبنية بالطوب. ويقول مسؤولون محليون إنهم تلقوا الكثير من العمال والشاحنات والمركبات وأشكال دعم أخرى من مناطق مجاورة، بل وحتى من مناطق بعيدة مثل موبل. وقال نائب الشريف مايكل إدمونسون إن المسؤولين الفيدراليين عرضوا المساعدة، و"لكننا لم نر أياً من ذلك حتى هذه اللحظة"، مضيفاً "إذا جاءت تلك المساعدات، فإننا سنقبلها بسرور؛ ولكننا في هذه المنطقة نهتم بمدينتنا بأنفسنا... فقد تربينا على ذلك!". ستيفاني ماككرومان توسكالوسا ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©