الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مقتل بن لادن... إنجاز لإدارة أوباما

مقتل بن لادن... إنجاز لإدارة أوباما
2 مايو 2011 21:53
أعلن أوباما في وقت متأخر من ليلة أول أمس الأحد بالتوقيت الأميركي أن أسامة بن لادن، زعيم تنظيم "القاعدة" والمهندس الرئيسي لهجمات الحادي عشر من سبتمبر، قد قتل يوم الأحد من قبل القوات الأميركية. أوباما، الذي اتخذ قرار التحرك بناء على خيط استخباراتي ظهر في أغسطس الماضي، أوضح أنه أذن بتنفيذ عملية لقتل بن لادن، 53 عاماً، الذي كان يختبئ في مجمع داخل باكستان. ففي خطاب نادر إلى الأميركيين مساء الأحد الماضي، قال أوباما إن قوات أميركية قتلت بن لادن خلال معركة ولديها جثته، الأمر الذي يضع حداً لـ10 سنوات من جهود البحث عن أكثر إرهابي مطلوب في الحرب التي تقودها الولايات المتحدة في أفغانستان. ويأتي مقتل بن لادن بعد عشر سنوات تقريباً على الهجمات التي نفذتها "القاعدة" في نيويورك والبنتاجون وأسفرت عن مقتل قرابة 3000 أميركي. وفي هذا السياق، قال أوباما: "إن وفاته ينبغي أن تكون محل ترحيب من قبل كل من يؤمن بالسلام والكرامة الإنسانية"، مضيفاً: "وفي ليال مثل هذه الليلة، يمكننا أن نقول للعائلات التي فقدت أحباء لها بسبب إرهاب القاعدة: إن العدالة تحققت". ولم يصب أي أميركي في الهجوم الذي "حرصت فيه (القوات الأميركية) على تلافي إصابات مدنية". هذا وقد قامت وزارة الخارجية الأميركية بإصدار تحذير عالمي للسفر في وقت متأخر من يوم الأحد، محذرة من "ازدياد إمكانية حدوث عنف مناوئ للأميركيين نظراً لنشاط محاربة الإرهاب الذي شهدته باكستان مؤخراً". وقال أوباما إن العملية وقعت في "أبوت آباد"، وهي مدينة يبلغ عدد سكانها حوالي 100 ألف نسمة وتقع في إقليم خيبر باختونخوا، على بعد حوالي 100 ميل إلى الشمال من إسلام آباد. وتمثل هذه المدينة، التي تسمى كذلك نسبةً إلى ضابط عسكري بريطاني أسسها كقاعدة عسكرية ومنتجع صيفي، مقراً للواء تابع للفرقة الثانية في الجيش الباكستاني. وقال مسؤول أميركي مطلع على العملية منذ أشهر إن قوات العمليات الخاصة ذهبت إلى الميدان لتنفيذ المهمة، مضيفاً "لقد قمنا بمراقبة المجمع على مدى أشهر حيث حاولنا أن نحدد على وجه الدقة ما إن كان لدينا ما يكفي (من المعلومات) للمضي قدماً". وأوضح أوباما أنه وجه تعليمات إلى "ليون بانيتا"، مدير وكالة الاستخبارات المركزية الذي رشح الأسبوع الماضي لخلافة روبرت جيتس كوزير للدفاع، ليجعل من اعتقال وقبض بن لادن أولى أولويات المهمة الأميركية في أفغانستان. وقال أوباما إنه أُطلع على خيط يقود إلى مكان وجود بن لادن في أغسطس 2010، ولكن مسؤولي الاستخبارات الأميركية كانوا في حاجة إلى عدة أشهر" للوصول إلى نهاية الخيط". وفي الأشهر القليلة قبيل قتل بن لادن، تولى أوباما مراقبة العملية في البيت الأبيض، حيث ترأس خمسة اجتماعات لمجلس الأمن القومي من أجل المتابعة. وحسب مسؤول في الإدارة، فإن المسؤولين الأميركيين لم يقوموا بتقاسم أي معلومات حول العملية مع أي حكومة أجنبية قبل تنفيذها، بما في ذلك باكستان التي لم يتم إخبار زعمائها بالعملية إلا بعد الغارة، مضيفاً أن "عدداً صغيراً فقط" من الأشخاص داخل الحكومة الأميركية كانوا على علم بهذا الموضوع. العملية، حسب مسؤولين رفيعين قدموا إيجازاً للصحافيين في وقت مبكر من صباح الاثنين، اعتمدت بشكل كامل تقريباً على تعقب رجل واحد: ساع ينشط انطلاقاً من باكستان كان يحظى بثقة بن لادن منذ سنوات. وباستعمال معلومات تم الحصول عليها من معتقلين يوجدون قي قبضة الولايات المتحدة، أمضى محللون وعملاء أميركيون سنوات في محاولة تحديد هوية الساعي، ثم خلصوا إلى أنه أحد الرجال السابقين لخالد شيخ محمد، الذي يصف نفسه بأنه العقل المدبر لهجمات الحادي عشر من سبتمبر والمعتقل حالياً في جوانتانامو. وهذا الساعي "كان يستأثر بشكل خاص بانتباهنا الدائم"، يقول المسؤول الأميركي. المعتقَلون "عرَّفوا هذا الرجل باعتباره واحداً من بين قلة من سعاة "القاعدة" الذين يثق فيهم بن لادن، مشيرين إلى أنه ربما يعيش مع بن لادن أو يقوم بحمايته، كما يقول هذا المسؤول. ولكن لسنوات، لم تستطع الولايات المتحدة تعقب هذا الرجل أو معرفة اسمه الحقيقي، وهو ما لم يتأت إلا قبل أربع سنوات مضت. وقبل عامين، قام المسؤولون الأميركيون بتحديد المنطقة حيث يشتغل الساعي في باكستان، يقول مسؤولون في إدارة أوباما. وبعد ذلك، وجد المسؤولون الأميركيون في أغسطس الماضي المجمع الذي تبين أنه مكان اختباء بن لادن. ووُصف هذا المجمع بأنه مكان استثنائي، مبني وفق مواصفات الساكن، يتوفر على جدران أمنية يتراوح ارتفاعها ما بين 12 و18 قدما (3.50 و5.50 متر)، وجدران داخلية متعددة تقسم المجمع، وجدران ضخمة تحفظ الخصوصية تحجب حتى شرفة في الطابق الثالث. وعلى رغم أن قيمة المجمع تقدر بحوالي مليون دولار، إلا أنه لم يكن يتوفر على خدمتي الهاتف والإنترنت. وقال المسؤول الأميركي لصحافيين: "عندما رأينا المجمع... أصبنا بالصدمة لما رأته أعيننا"، واصفاً إياه بأنه "مجمع فريد واستثنائي"، بني في 2005 ربما ومن أجل ابن لادن خصيصاً. وأضاف يقول: "كل ما رأيناه كان ينسجم تماماً مع ما كان خبراؤنا يتوقعون أن يكون عليه شكل المكان الذي يختبئ فيه بن لادن". وفي منتصف فبراير الماضي، قرر أوباما أن ثمة معلومات استخباراتية موثوق بها لاتباع الخيط، مثلما يقول مسؤول في الإدارة، فأصدر أمراً نهائياً لتنفيذ العملية العسكرية في صباح التاسع والعشرين من أبريل. وفي الخطاب الذي أعلن فيه عن مقتل بن لادن قال أوباما: "إن الإنجاز الذي حققناه اليوم يمثل دليلاً على عظمة بلدنا وتصميم الشعب الأميركي"، مضيفاً إن القضية المتمثلة في تأمين بلدنا لم تنته بعد، غير أن ما تحقق اليوم يذكِّّرنا مرة أخرى بأن أميركا قادرة على إنجاز كل ماتضعه نصب عينيها. تلك هي قصة تاريخنا! فيليب راكر وسكوت ويلسون وآن كورنبلات - واشنطن ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©