الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

إسلاميون يتظاهرون في مصر ضد «الحرس القديم»

إسلاميون يتظاهرون في مصر ضد «الحرس القديم»
28 ابريل 2012
شارك ألوف الإسلاميين في مظاهرات أمس في ميدان التحرير بالقاهرة ومدن أخرى احتجاجا على ما يقولون إنها محاولة لإعادة الحرس القديم الذي حكم مصر في عهد الرئيس السابق حسني مبارك إلى السلطة وتطلق الصحافة المصرية على هؤلاء “الفلول”. . وغاب عن مظاهرات أمس أغلب الحركات الشبابية التي دعت للانتفاضة التي أسقطت مبارك ومنها حركة شباب 6 أبريل. ويقول النشطاء إن مظاهرات الأمس سببها صراع على السلطة بين الإخوان وحلفائهم الإسلاميين الآخرين، وحرس مبارك القديم الذي يقولون إن المجلس العسكري يدعم عودته للسلطة. وكان عشرات الألوف من المصريين من مختلف الاتجاهات السياسية والحركات الشبابية شاركوا في مظاهرات يوم الجمعة الماضي رفعت شعار “حماية الثورة”. وبينما تظاهر مئات الإسلاميين بميدان التحرير الذي كان بؤرة الانتفاضة التي أسقطت مبارك، شارك ألوف الإسلاميين أغلبهم من الإخوان في مظاهرة أمام مسجد القائد إبراهيم الذي كان بؤرة الانتفاضة ضد مبارك بمدينة الإسكندرية الساحلية. وردد المتظاهرون أمام مسجد القائد إبراهيم هتافات تقول “يا سلطان بعت الثورة بكام”، في إشارة إلى رئيس لجنة الانتخابات الرئاسية و”يسقط يسقط حكم العسكر” و”يا طنطاوي قول لعنان الثورة لسه (ما زالت) في الميدان”، في إشارة إلى المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة ونائبه الفريق سامي عنان. ودعت جماعة الإخوان إلى مظاهرات الأمس تحت شعار “إنقاذ الثورة”، لكن أعضاء الجماعة لم يظهروا في مدن للجماعة والإسلاميين الآخرين وجود كبير فيها، مثل الفيوم جنوب غربي القاهرة والسويس على البحر الأحمر. وفي مدينة دمنهور عاصمة محافظة البحيرة في دلتا النيل ردد مئات الإسلاميين هتافات ضد المجلس العسكري. ورفعوا لافتة تقول “تشاهدون الآن مسلسل عودة الفلول تأليف المجلس العسكري وإخراج لجنة الانتخابات”. ومزق شبان من الإخوان المسلمين لافتة رفعها ناشط كتبت عليها عبارة “أسقطنا مبارك أب وابن وسنسقط الشاطر والاستبن (الاحتياطي)” ودفعوه بعيدا. وتشير اللافتة إلى جمال ابن الرئيس السابق الذي قيل إن والده حاول أن يورثه الحكم وإلى المرشح الإخواني الأصلي خيرت الشاطر الذي استبعدته لجنة الانتخابات الرئاسية، لعدم حصوله على رد اعتبار من حكم بالسجن أصدرته عليه المحكمة العسكرية العليا عام 2007. وشارك مئات الإسلاميين في مظاهرات أيضا بمدن شبين الكوم وكفر الشيخ والزقازيق بدلتا النيل وبورسعيد على البحر الأحمر والمنيا جنوبي القاهرة. وأظهر الخلاف على من تتوافر فيه شروط الترشح مدى هشاشة التحول الديمقراطي خلال المرحلة الانتقالية، كما أثار التساؤلات بشأن ما إذا كان المجلس العسكري سيتدخل في السياسة بعد نقل السلطة وإلى أي مدى إن تدخل. وثارت مخاوف الإسلاميين ومصريين آخرين بعد قرار لجنة الانتخابات الرئاسية أمس الخميس إدراج اسم أحمد شفيق آخر رئيس للوزراء في عهد مبارك في القائمة النهائية لمرشحي الرئاسة بعد يومين من استبعاده منها. واستبعدت اللجنة شفيق من السباق تطبيقا لتعديل قانوني أصدره مجلس الشعب الذي يهيمن عليه الإسلاميون هذا الشهر، يحرم مساعدين كبارا لمبارك من ممارسة حقوقهم السياسية. وقالت اللجنة أمس إنها قبلت طعنا من شفيق بأن القانون غير دستوري وأحالته إلى المحكمة الدستورية العليا لتقول كلمتها فيه. ويرأس لجنة الانتخابات الرئاسية المستشار فاروق سلطان الذي يرأس المحكمة الدستورية العليا في نفس الوقت. وتطالب جماعة الإخوان المسلمين التي تمثل الكتلة الأكبر بالمقارنة بغيرها من الكتل في البرلمان بإقالة حكومة كمال الجنزوري المعينة من قبل المجلس الأعلى للقوات المسلحة، الذي يدير شؤون البلاد وأن تقود الجماعة حكومة ائتلافية. لكن المجلس العسكري الذي بيده تشكيل وإقالة الحكومة يرفض ذلك. وتأتي الانقسامات في مصر قبل أقل من شهر من بدء انتخابات رئاسية تاريخية تمثل الخطوة الأخيرة من الفترة الانتقالية التي اتسمت بالاضطراب منذ بدايتها، مع سقوط مبارك في الحادي عشر من فبراير العام الماضي. ونقل موقع الإخوان على الإنترنت قول المتحدث باسم الجماعة محمود غزلان “المظاهرات ستكون في المحافظات للمطالبة بتسليم السلطة في مواعيدها المحددة وإجراء انتخابات رئاسية في موعدها ورفض إعادة إنتاج النظام البائد”. وستجرى انتخابات الرئاسة يومي 23 و24 مايو داخل البلاد وقبل ذلك للمصريين الذين يعملون في الخارج وإذا لم تحسم النتيجة ستجرى جولة إعادة في يونيو. وقال المجلس الأعلى للقوات المسلحة إنه سيسلم السلطة لرئيس منتخب منتصف العام. ورشحت جماعة الإخوان محمد مرسي رئيس حزب الحرية والعدالة المنبثق عنها للمنصب، كما يخوض السباق عضو قيادي مقال من الجماعة هو عبد المنعم أبو الفتوح. وإلى جانب شفيق يخوض الانتخابات ممن عملوا مع مبارك وزير الخارجية الأسبق عمرو موسى الذي كان إلى العام الماضي أمينا عاما لجامعة الدول العربية. ومما يزيد عدم اليقين في العملية السياسية أن الرئيس الجديد سيتسلم السلطة دون نص على صلاحياته في ظل خلاف بين الإسلاميين من جهة والليبراليين واليساريين من جهة أخرى بشأن معايير لجنة كتابة الدستور الجديد للبلاد. وقال محمد أبو طالب (43 عاما) الذي يعمل محاسبا خلال احتجاجه في التحرير “استبعاد شفيق ثم إعادته تثير المخاوف من أن هناك نوعا من الترتيب”. وعلى الرغم من أن الجيش يمكن أن يرحب بعسكري رئيسا للدولة فإن حدوث ذلك يمكن أن يشعل احتجاجات شوارع جديدة، قد تعيد القوات المسلحة مرة أخرى إلى المدن وتجعل المجلس العسكري طرفا سياسيا رئيسيا. ويعتصم في ميدان التحرير منذ يوم الجمعة الماضي مئات من أنصار القيادي السلفي حازم صلاح أبو إسماعيل الذي استبعدته لجنة الانتخابات الرئاسية قائلة إن والدته حملت الجنسية الأميركية في سنوات حياتها الأخيرة. ويطالب المعتصمون بحل لجنة الانتخابات وإلغاء نص دستوري يمنحها حصانة من الطعن على قراراتها أمام أي جهة غيرها. ويتوقع أن تتسبب عودة شفيق في تفتيت أصوات غير الإسلامية بينه وبين موسى. ويتوقع أن يستفيد المرشح الإخواني من انضباط الجماعة لكن يتوقع أن يقترع بعضهم لأبو الفتوح. ويمكن أن يصوت لشفيق مصريون يريدون انتقالا متدرجا من حكم مبارك إلى حكم ديمقراطي ويرون أن رصيد شفيق العسكري سيساعده على إعادة الاستقرار للبلاد التي تضربها الاحتجاجات الفئوية ويتراجع اقتصادها. وقال الجنزوري إنه يرفض مطالبته بالاستقالة من قبل مجلس الشعب وإن الإعلان الدستوري المعمول به لا يعطي المجلس سوى صلاحيات تشريعية إلى جانب مراقبة أعمال الحكومة.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©