صحف العالم تحتفي بمنتخب الكرة الجميلة

إنه الانحياز الفطري لكل ما هو جميل، هذا ما يعكسه امتداح الصحف العالمية للفوز الإسباني على منتخب ألمانيا والتأهل للمرة الأولى في التاريخ إلى نهائي المونديال، وبدت الصحف العالمية وكأنها تريد رد الدين للبلد الذي أصبح مصدراً أصيلاً وربما وحيداً لكرة القدم التي تجمع بين السحر والانضباط، فقد يكون لصحافة الأرجنتين مبررها في امتداح منتخب لافوريا روخا “الغضب الأحمر” كما يطلقون عليه، وقد تملك الصحافة البريطانية المبررات ذاتها، خاصة أن منتخبي التانجو والأسود الثلاثة تجرعوا مرارة الإهانة على يد المانشافت، ومن ثم قد يكون منطقياً أن يتعاطفوا مع قاهر الألمان، ولكن ما الذي يدعو صحافة فرنسا وإيطاليا والبرازيل إلى نظم قصائد غزلية في أداء المنتخب الإسباني ؟ انه الاعتراف بأن إسبانيا تستحق الوصول إلى النهائي، وكما قال يواكيم لوف المدير الفني للمنتخب الألماني “إنه المنتخب الأفضل في العالم حالياً”. البداية مع صحافة إيطاليا التي أبرزت الفوز الإسباني في صدر صفحاتها الرياضية، فقد أشارت صحيفة “توتو سبورت” إلى أن روح فيينا كانت حاضرة في جنوب أفريقيا، في إشارة إلى تكرار الفوز الإسباني على الألمان بهدف نظيف كما حدث في النمسا في نهائي “يورو 2008”، وأشارت إلى أن كأس العالم سوف يشهد فصل جديد في روايته التي لا تنتهي، فقد تأكد أن هناك بطلا جديدا للمونديال، فيما جاء عنوان صحيفة “لا جازيتا ديللو سبورت” ليقول: “بويول يقصي الألمان خارج المونديال”، وقالت إن منتخب ديل بوسكي تحكم في المباراة منذ البداية، وكان التفوق واضحاً في الشوط الثاني والذي توجه الإسبان برأسية رائعة من كارليس بويول. وفي الأرجنتين عنونت صحيفة “كلارين”: “إسبانيا في النهائي بعد أن لقنت الألمان درساً لا ينسى”، وفي التفاصيل قالت الصحيفة إن منتخب “لافوريا روخا” ضرب موعداً مع نظيره الهولندي في النهائي وسيكون التحدي على حصول أحدهما على لقب المونديال للمرة الأولى في تاريخه، وأشارت إلى أن الإسبان لم يكتفوا بالتأهل إلى النهائي عبر النفق الألماني، بل قدموا مباراة كبيرة ولقنوا الألمان درساً كروياً في كيفية تحقيق الفوز دون التخلي عن الأداء الجميل، ومن جانبها قالت صحيفة “أولييه” الأرجنتينية :”المنتخب الأفضل تأهل إلى النهائي” في إشارة واضحة إلى أفضلية المنتخب الإسباني، وقالت صحيفة “لاناسيون”: “بهدف نظيف وأداء أنيق إسبانيا في نهائي المونديال”. ولم يكن تفاعل الصحف الانجليزية أقل حماساً من غيرها مع العبور الإسباني إلى نهائي الأحلام، فقد عنونت صحيفة “الصن” :”مدهش” وقالت إن منتخب إسبانيا الحقيقي ظهر أخيراً بعد طول انتظار، وكان من المدهش انه ظهر في الوقت المناسب تماماً، وبعد الهزيمة في مباراة الافتتاح على نفس الملعب قبل 3 أسابيع عاد الإسبان ليتفوقوا على الألمان في مباراة قبل النهائي ويقدموا للعالم درساً مجانياً في كيفية أداء كرة القدم كما يجب أن تكون. فيما عنونت صحيفة الدايلي ميل: “الملك كارليس يصعد بإسبانيا إلى النهائي الأول في تاريخها”، وفي صحيفة “التلجراف” البريطانية عنون إيان تشابند مقاله: “فوز إسبانيا على ألمانيا صنع في البارسا” في إشارة إلى تأثير نجوم برشلونة على أداء المنتخب الإسباني، وخاصة تشافي وإنييستا وكارليس بويول وغيرهم من نجوم لافوريا روخا. وبعيداً عن تفاصيل تفاعل الصحف الألمانية فقد اكتفت “كيكير” بعنوان يقول: “بويول أنهى حلم الألمان في النجمة الرابعة”، فيما عنونت بيلد :”لقد انتهى كل شيء”. واختصرت صحيفة “ابولا” البرتغالية التفوق الإسباني في عنوان معبر يقول”: عفواً انه عصر إسبانيا”، فيما عنونت “ريكورد” البرتغالية أيضاً: “لدينا بطل مونديالي جديد”، وتفاعلت الصحف الأميركية وخاصة نيويورك تايمز، ولوس أنجلوس تايمز مع التأهل الإسباني بعناوين كلاسيكية متشابهة حينما قالت “إسبانيا في النهائي للمرة الأولى في التاريخ”. وفي فرنسا لم تغب لمسة الثناء والإعجاب بالإسبان عن عناوين الصحف، فقالت صحيفة “ليكيب”: “إسبانيا، كما كان متوقعاً” في إشارة إلى أن الترشيحات التي سبقت المونديال جانبها الصواب في كثير من الحالات، ولم تكن صادقة إلا في حالة المنتخب الإسباني الذي وصل إلى النهائي ويسير بخطى ثابتة للفوز باللقب. فيما قالت صحيفة “لوموند”: “إسبانيا تبعد ألمانيا وتعيد كتابة تاريخ المونديال”، وفي موضع آخر قالت “للمرة الأولى أوروبا ستفوز بالمونديال خارج قواعدها”، حيث لم يسبق لأي منتخب أوروبي الفوز بالمونديال خارج أوروبا، فقد احتكرت منتخبات أميركا اللاتينية اللقب في جميع المناسبات التي أقيم خلالها خارج القارة العجوز. وفي البرازيل ربطت صحيفة “جلوبو” بين توقعات الأخطبوط وبين نتيجة الصدام الألماني الإسباني، وعنونت :”انه صوت الأخطبوط” في إشارة إلى أن الإخطبوط توقع فوز الإسبان وإقصاء الألمان في مباراة قبل النهائي للمونديال وهو ما حدث استمراراً لتوقعاته الصحيحة منذ بداية المونديال. وقالت في التفاصيل إنه لا يمكن لمنتخب في العالم الوقوف في وجه المنتخب الإسباني حينما تتوحد مهارات أبناء إقليم كتالونيا مع حماسة ورغبة أبناء مدريد وإقليم الباسك، في إشارة إلى انصهار نجوم البارسا والريال معاً من أجل الدفاع عن حلم إسبانيا في الحصول على كأس العالم للمرة الأولى في تاريخها.