الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

“المسقوف” العراقي سمك مشوي بنكهة التاريخ

“المسقوف” العراقي سمك مشوي بنكهة التاريخ
25 ديسمبر 2009 22:41
قبل سنوات قليلة وتحديدا في أكتوبر 1996 كتب الشاعر كريم العراقي رسالة للشاعر الراحل نزار قباني يفصح فيها عن قصيدة جديدة، فما كان من قباني إلا أن كتب ردا رقيقا للشاعر كريم الذي اشتهرت قصائده بصوت كاظم الساهر قائلا:”حين وصلتني رائعتك “موال الغربة”، دخلت المطبخ وصنعت شايا “أبو الهيل” وجلست مع استكانة الشاي وأمامي بلقيس وشعرها الطويل الذي يغطي المآذن والقباب وأشجار النخل في حي السفينة بالأعظمية، ثم بحثت عن “سمك مسقوف” لدى البقالين الإنجليز، ولكنهم قالوا إنهم لا يعرفونه، رغم أنهم استعمروا العراق عشرات السنين” يقول عمر العيثاوي صاحب أحد أشهر المطاعم العراقية المتخصصة في “سمك المسقوف” بالشارقة إن”المسقوف أو السمك المسقوف أكلة عراقية مشهورة. والمقصود بالسمك المسقوف هو شوي السمك على الطريقة العراقية في العاصمة العراقية بغداد وتحديدا في “شارع أبو نواس” الذي يقع على امتداد نهر دجلة بين (جسر الجمهورية) ومنطقة (الجادريه)، حيث تشتهر المطاعم الموجـودة هناك بتقديم وجبة السمك المسقوف، الأكلة العراقية العريقة، حيث يجلب السمك الحي أو المصطاد حديثا وطازجا من النهر، ويشـق من جهة الظهر على طول السمكة لغاية رأسـها، فتفتح ثم تخرج أحشائها وينظف داخلها بالماء والملح، وأحيانا تضاف إليها صلصة الخل والبصل والطماطم حسب الرغبة، ويشــق في جلد السمكة فتحتان أو ثلاث لمكان تعليق الأوتاد”. أفضل أنواع المسقوف يشير العيثاوي إلى أفضل أنواع السمك المحضرة خصيصا للمسقوف فيقول:”أفضلها هو السمك النهري مثل “البني أو القطان أو الشبوط”. ولعملية الشوي توقد نار من خشب الصفصاف على شكل دائري وتوضع أوتاد من الخشب الرفيع بارتفاع يعادل عرض السمكة على المحيط الخارجي للنار، ثم يعلق السمك المطلوب شيه على الأوتاد ليشوى على النار وهو بعيد عنه من خلال تعرضه للوهج أي بما يشبه طريقة الإشعاع، وخلالها يقوم الطباخ المسؤول عن الشوي بالسيطرة على النار وقوتها ?ويقوم بتقريبها أو أبعادها عن حلقة السمك، وبعد نضوج بطن السمك أي باطن لحمه، يرفع من الأوتاد ويوضع ظهر السمكة أولا على القليل من جمر الخشب لشي جلد السمكة الخارجي”. ?طريقة تناول المسقوف يقدم السمك المشوي بحسب العيثاوي، مع أنواع السلطات المختلفة والآجار، المنجة الهندية الحارة أو العمبة باللهجة العراقية والطرشي المخلل والبصـــــل الأخضر الطازج أو مع مجموعـــــة من الخضــــــروات المتنوعة، إلى جانب خبز التنور الحار الذي يعد أساسيا في هذه الوجبة التي تؤكل باليد دون شوكة وســـــكين، ثم يتبعهـــا كأس شــاي صغيرة تعرف باسم (الاستكانة) في اللهجة العراقية حيث يمزج الشاي مع حب الهيل لمزيد من الانتعــاش وتطييب الفم بعد تناول السمك. وبالإضافة إلى السمك الذي يتم إحضاره من العراق ?تقدم المطاعم العراقية العديد من الأكلات العراقية الشهيرة? مثل “الباجـــه العـــراقية” وهي لحمـــة الرأس و(الكـــراعين) وهي الكــوارع أو المقادم، وأكلة “القوزي” والكباب وتكـة لحـم والشـيش طاووق، والدجاج المسحب على الفحم (الدجاج المشـــوي الخالي من العظم). ------------------------------- كوادر: [وجبة لجميع الطبقات] يعد السمك النهري المشوي الوجبة الرئيسية المفضلة لدى العراقيين، سواء كانوا في جنوب العراق أو وسطه أو شماله، حتى أن الكثير من المنحوتات البابلية والسومرية تحمل مشاهد للسمك المسقوف، وحسب عالم الآثار العراقي فوزي رشيد، الذي يستطيع قراءة أو تفسير الخطوط المسمارية، فإن رُقَماً طينية وجدت في (سبار وبابل) تشرح كيفية شي السمك بالطريقة التي تعرف اليوم بالمسقوف، وما يميز هذه الوجبة هي أن جميع العراقيين يتمكنون من تحضيرها وأكلها، سواء كانت حالتهم الاقتصادية متدنية أو من الأغنياء، والجميع يعدونها بذات الطريقة، من دون أي اختلاف يذكر. [شهرة تخطت بلاد الرافدين] اشتهر السمك المسقوف في السنوات الأخيرة بعد أن تخطى الحدود العراقية إلى العديد من دول العالم وبشكل خاص دولة الإمارات ودول الخليج العربي، فصار يعشقه كل من تذوقه من عرب وأجانب، وقد بلغ ولع العراقيين بالسمك إلى حد أن يتغنوا به، وهناك أغنية بغدادية مشهورة تقول كلماتها: “يا صياد السمك، صيد لي بنية، قلبي بشبك صادوه وما حن عليّه”، و”البنية” نوع مشهور من أنواع السمك الذي يعيش في نهري دجلة والفرات، وينافسه في الشهرة سمك “الشبوط”، أما “الكطان” فهي أسماك نهرية كبيرة وثقيلة في وزنها، الذي يصل في أحيانا إلى ستة أو سبعة كيلوجرامات. [طعام الضيوف] ? كلمة “المسقوف” كلمة عامية عراقية مشتقة من لفظة “السقف” العربية، حيث يشكل السمك غطاء على اللهب، على الرغم من أنها تشكل درعا أكثر منها غطاء، ويعتبر العراقيون أيضا أكل السمك “المسقوف” أيام الأربعاء جالبا للحظ، ويقال إن له فوائد طبية، خاصة البطارخ التي تحمر في إناء حديدي حسب الطلب. كما يعد “المسقوف” طعاما للضيوف والمناسبات الخاصة مثل حفلات الزواج والميلاد، التي عادت للاحتفال بها في شارع أبو نواس مرة أخرى، الذي يحمل اسم الشاعر العربي الماجن، الذي اشتهر بقصائده في وصف الطعام والشراب. كلام صور: (تصوير احسان ناجي) * شيف عراقي يحضر المسكوف بالشارقة. * المسكوف يشوى عن بعد على نار دائرية. 3- * السمك المسكوف يؤكل مع خبز التنور والمخللات العراقية. 4- * عمر العيثاوي نقل المسكوف العراقي إلى الشارقة. 5- * المسكوف وجبة للمناسبات العزيزة والأعياد. طعام الضيوف كلمة “المسقوف” كلمة عامية عراقية مشتقة من لفظة “السقف” العربية، حيث يشكل السمك غطاء على اللهب، على الرغم من أنها تشكل درعا أكثر منها غطاء، ويعتبر العراقيون أيضا أكل السمك “المسقوف” أيام الأربعاء جالبا للحظ، ويقال إن له فوائد طبية، خاصة البطارخ التي تحمر في إناء حديدي حسب الطلب. كما يعد “المسقوف” طعاما للضيوف والمناسبات الخاصة مثل حفلات الزواج والميلاد، التي عادت للاحتفال بها في شارع أبو نواس مرة أخرى، الذي يحمل اسم الشاعر العربي الماجن، الذي اشتهر بقصائده في وصف الطعام والشراب. وجبة لجميع الطبقات يعد السمك النهري المشوي الوجبة الرئيسية المفضلة لدى العراقيين، سواء كانوا في جنوب العراق أو وسطه أو شماله، حتى أن الكثير من المنحوتات البابلية والسومرية تحمل مشاهد للسمك المسقوف، وحسب عالم الآثار العراقي فوزي رشيد، الذي يستطيع قراءة أو تفسير الخطوط المسمارية، فإن رُقَماً طينية وجدت في (سبار وبابل) تشرح كيفية شي السمك بالطريقة التي تعرف اليوم بالمسقوف، وما يميز هذه الوجبة هي أن جميع العراقيين يتمكنون من تحضيرها وأكلها، سواء كانت حالتهم الاقتصادية متدنية أو من الأغنياء، والجميع يعدونها بذات الطريقة، من دون أي اختلاف يذكر. شهرة تخطت بلاد الرافدين اشتهر السمك المسقوف في السنوات الأخيرة بعد أن تخطى الحدود العراقية إلى العديد من دول العالم وبشكل خاص دولة الإمارات ودول الخليج العربي، فصار يعشقه كل من تذوقه من عرب وأجانب، وقد بلغ ولع العراقيين بالسمك إلى حد أن يتغنوا به، وهناك أغنية بغدادية مشهورة تقول كلماتها: “يا صياد السمك، صيد لي بنية، قلبي بشبك صادوه وما حن عليّه”، و”البنية” نوع مشهور من أنواع السمك الذي يعيش في نهري دجلة والفرات، وينافسه في الشهرة سمك “الشبوط”، أما “الكطان” فهي أسماك نهرية كبيرة وثقيلة في وزنها، الذي يصل في أحيانا إلى ستة أو سبعة كيلوجرامات.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©