أعلنت مايكروسوفت الأميركية مؤخراً عن حملة ترويجية تقدم عبرها لمستخدمي محركها للبحث على الإنترنت أميالا جوية في الولايات المتحدة الأميركية·
وعلى الرغم من أنها تمكنت من الفوز ببعض مستخدمي الإنترنت على المدى القصير إلا أن مثل هذه المساعي والمحاولات لم تنجح فيما يبدو في إيقاف التراجع الطويل المدى الذي تشهده عملاقة البرمجيات في أعداد المستخدمين لمحرك بحثها بالمقارنة مع منافستها شركة جوجل·
وذكر ستيف بالمر الرئيس التنفيذي لمؤسسة (إي باي) أن خطط مايكروسوفت الهادفة لاختيار موديلات جديدة لتنشيط الأعمال التجارية في محرك البحث إنما تعتبر أحد الأسلحة التي تحاول من خلالها شن الهجوم على ''جوجل''·
وبموجب الخطة الجديدة التي أطلق عليها اسم ''سيرش بيركز'' ذكرت مايكروسوفت أن مستخدمي الإنترنت في الولايات المتحدة الأميركية سوف يصبح بإمكانهم الحصول على ''تذكرة'' في كل مرة يقومون فيها بإجراء عملية البحث في موقع ''لايف سيرش سايت'' الخاصة بالمؤسسة قبل أن يتمكن المستخدم من استبدال هذه التذاكر بجوائز مثل تحميل الموسيقى (مقابل 525 تذكرة) أو الحصول على قمصان التي - شيرت (مقابل 1100 تذكرة) أو الحصول عوضاً عن ذلك عن أميال جوية مجانية على ظهر الطائرات·
وبموجب هذا البرنامج الذي سوف يستمر العمل به حتى أبريل المقبل فسوف يتعين على مستخدمي محرك البحث تحميل برنامج معلومات مايكروسوفت الذي بإمكانه أن يحسب عدد عمليات البحث التي تم إجراؤها·
وسوف يقتصر منح الجوائز على 50 عملية للبحث فقط في كل يوم، بينما سوف يظل برنامج المعلومات مفتوحاً أمام 250 ألف شخص بشكل مبدئي، وبرهنت الاختبارات التجريبية الأولية أن حجم عمليات البحث قد تضاعف الى ثلاثة أمثاله، كما تقول شركة مايكروسوفت·
ويشير سكوت كيسلر المحلل في مؤسسة ستاندارد آند بورز الى أنه على الرغم من أن مثل هذه الحملات الترويجية يمكن أن تؤدي إلى آثار إيجابية على المدى القصير ''إلا أن المشكلة تكمن في عما إذا كانت هذه الحملات سوف تنجح في تغيير سلوكيات الأشخاص وتفضي الى المزيد من الحصة السوقية المستدامة''·
وكانت مايكروسوفت في وقت سابق من هذا العام قد أطلقت خطة أطلقت عليها اسم ''كاش باك'' تعمل على إعادة دفعات نقدية الى مستخدمي خدمة البحث الخاصة بها عندما يمارسون عمليات الشراء في مواقع معينة لبعض باعة التجزئة·
وتلي ذلك الحملة التي أطلق عليها اسم ''سيرش كلوب'' التي تستخدم الألعاب الإلكترونية لاجتذاب المستخدمين لإجراء المزيد من عمليات البحث، إلا أن أي من هذه الحملات الترويجية لم تتمخض عن تأثيرات طويلة المدى في مستوى عمليات البحث·
وكانت حصة مايكروسوفت في عمليات البحث قد قفزت في الولايات المتحدة الأميركية الى أكثر من 13 في المائة في الصيف الأخير إلا أنها سرعان ما تراجعت في شهر أغسطس المنصرم مرة أخرى الى مستوى 8,3 في المائة وفقاً لإحصائيات مؤسسة كوم سكور· وعلى العكس من ذلك فقد ارتفعت حصة جوجل من معدل 56,5 في المائة الى مستوى 63 في المائة في نفس الفترة·
وذكرت مايكروسوفت أن القفزة التي شهدتها في عمليات البحث في الصيف الأخير إنما تعود الى عملية الترويج المكثف في خطة ''سيرش كلوب'' والتي تم تخفيفها منذ ذلك الوقت·
كما أن برنامج ''كاش باك'' ظل يعتبر خطة طويلة المدى تهدف الى المزيد من تعزيز الأرباح من عمليات الإعلان للتجار ومختلف أنواع الباعة في محرك البحث أكثر من كونه أداة لرفع أعداد عمليات البحث·
ولقد تمكن موقع ''إي باي'' أحد أوائل المشاركين في الخطة من تحقيق عائدات مجزية من الإعلانات في محرك البحث الخاص بمايكروسوفت حيث شهدت ارتفاعاً بنسبة 50 في المئة بفضل برنامج ''كاش باك'' كما تقول الشركة·
عن ''الفاينانشيال تايمز''
عدد اليوم
