ارتدت سوق أبوظبي للأوراق المالية أمس ارتفاعا مع تراجع حجم عمليات البيع وإقبال من المستثمرين على الشراء بعد أربع جلسات من الهبوط ''الحاد''، تراجعت فيه الأسهم إلى مستويات سعرية متدنية·
وتماسكت السوق وحافظت على ارتدادها لتتغلب على عامل الخوف الذي ما زال مسيطرا على سلوك المستثمرين، لتنهي جلسة تداولات الأمس مكتسبة 30 نقطة، إلا أنها أنهت تداولات الأسبوع الماضي على أكبر تراجع أسبوعي بلغ قرابة 850 نقطة·
وأغلق مؤشر سوق أبوظبي للأوراق المالية تداولاته أمس مرتفعا بنسبة 0,96% عند مستوى 3207,3 نقطة مقارنة مع 3176,94 نقطة إغلاق أمس الأول مكتسبا نحو 30 نقطة·
واعتبر مستثمرون في السوق أن تماسك الأسهم أمس وارتدادها صعودا يعتبر علامة إيجابية على مواصلتها الارتداد، مشيرين إلى أن تخفيض الفائدة وقوة الاقتصاد الوطني وأداء الشركات كلها عوامل إيجابية تساهم في قوة الارتداد المتوقع·
وأعرب هؤلاء المستثمرون عن ثقتهم في الأسهم المحلية، معتبرين أن موجة الهبوط الحادة التي أصابت الأسواق المحلية والعربية كانت نتيجة لحالة الهلع التي سيطرت على سلوك المستثمرين·
وقال الدكتور عمر إبراهيم مستثمر في سوق أبوظبي '' لا أفهم كيفية ارتفاع وانخفاض السوق، فالاقتصاد قوي وأداء الشركات جيد ولا مبرر للهبوط''·
وأضاف أنه احتفظ بالأسهم التي اشتراها على مستويات سعرية عالية ناصحاً المستثمرين إلى الاستثمار طويل الأجل·
واتفق معه حليو السارح محمد ''مستثمر '' في ضرورة اتجاه صغار المستثمرين نحو الاستثمار طويل ومتوسط الأجل، لكنه قال إن الفرصة مناسبة للشراء في الوقت الحالي، وهو ما قام بعض مع بعض أصدقائه في جلسة الأمس·
وللمرة الأولى في جلسات تداول الأسبوع الماضي بقيت صالة التداول في سوق أبوظبي مليئة بالمستثمرين حتى انتهاء الجلسة·
وعاد اللون الأخضر على شاشات التداول في سوق أبوظبي للأوراق المالية مجدداً، حيث ارتفعت أسهم 22 شركة من أصل 41 شركة تم تداول أسهمها أمس بينما تراجعت أسهم 17 شركة ·
وقال نبيل فرحات المدير التنفيذي لشركة الفجر للأوراق المالية إن السوق استطاعت أن تتماسك أمس بعد الأخبار الايجابية عن تخفيض الفائدة ونتائجها الايجابية فيما يتعلق بضخ سيولة في أسواق رأس المال·
وأضاف أن تراجع مبيعات الأجانب اثر على مسار التداول، ما أدى إلى تخفيض المعروض والبيع الهلعي·
وبلغ صافي الاستثمار الأجنبي أمس نحو 35 مليون درهم محصلة بيع فيما بلغت أمس الأول نحو 15 مليون درهم محصلة بيع·
وقال فرحات إن لجوء مصرف الإمارات المركزي إلى تخفيض الفائدة والتنسيق العالمي فيما يتعلق بتخفيض الفوائد وتوجه الدول السبع من سياسة الانكماش إلى سياسة التعويم ستكون له انعكاسات إيجابية على الاقتصاد والأسواق المالية في كل العالم·
وبين أن سياسة الجفاف غير مناسبة في الوقت الحالي حيث إن مستويات التضخم قد تراجعت في الوقت الذي تستمر فيه البنوك في عدم منح القروض والتمويلات وهو ما ينعكس سلباً على دورة الاقتصاد الكلي·
لكنه أشار إلى أن الوضع المصرفي في بنوك أبوظبي قوي، وان هناك سيولة، مشيرا إلى أن نشر الأخبار عن احتمالات إفلاس بنوك يؤثر سلبا على أداء الأسواق بشكل عام وقال إن الخوف يخلق حالة من الهلع والقلق·
وقال '' هناك حاجة إلى بث الثقة في نفوس المستثمرين''·
واتفق سامر محمد مدير العمليات في شركة جلوبال جيت مع سابقه في ضرورة بث الثقة في نفوس المستثمرين، معتبرا أن البيع الهلعي وتراجع الثقة أديا إلى موجة تسييل كبيرة أفقدت الأسهم المحلية نحو 140 مليار درهم في 4 جلسات·
وسيطر اللون الأخضر أيضا على معظم القطاعات فقد ارتفعت 6 قطاعات بينما تراجعت مؤشرات ثلاثة قطاعات فقط، واستمر مؤشر قطاع البنوك في تأثيره السلبي على المؤشر حيث تراجع بنسبة 0,33% مع استمرار تراجع بنك الخليج الأول وبنك الاتحاد، بينما سجل قطاع العقار أعلى نسبة ارتفاع بلغت 3,69% بعد ارتداد شركتي صروح والدار العقاريتين وشركة رأس الخيمة العقارية· وارتفع مؤشر قطاع الاتصالات بنسبة 1,48% فيما ارتفع قطاع الطاقة بنسبة 2,89%·
وسجل بنك الاستثمار أعلى نسبة ارتفاع بلغت 9,94% وأغلق على 3,43 درهم، تلته شركة صناعات اسمنت الفجيرة بنسبة 9,33% وأغلقت على 5,07 درهم، تلاها مصرف الشارقة الإسلامي بنسبة 9,26% وأغلق على 2,3 درهم، فيما ارتفع سهم شركة دار التمويل بنسبة 8,95% وأغلقت على 10,1 درهم، تلتها شركة ميثاق للتأمين التكافلي بنسبة 7,21% وأغلقت على 7,01 درهم·
أما أكثر الشركات تراجعاً، فقد حلت شركة الشارقة للتأمين أولاً بتراجع بلغت نسبته 9,96% وأغلقت على 5,06 درهم تلتها شركة الخزنة للتأمين بنسبة 9,59% وأغلقت على 1,99 درهم، تلاها بنك الاتحاد بنسبة 8,59% وأغلق على 4,17 درهم·
ومنذ بداية العام بلغت نسبة التراجع في مؤشر سوق أبوظبي للأوراق المالية 29,54% وبلغ إجمالي حجم التداول منذ بداية العام نحو 215,37 مليار درهم، وتم تداول 44,8 مليار درهم نفذت من خلال نحو 995 ألف صفقة·
عدد اليوم
