شهد معرض ''سيتي سكيب دبي'' في دورته السابعة التي اختتمت أمس إطلاق مشاريع جديدة زادت قيمتها عن 600 مليار درهم بحسب البيانات التى اعلنت خلال المعرض،منها مشروعان عقاريان بقيمة 490 مليار درهم أحدهما لشركة نخيل التى أطلقت مشروع''دبي كابيتال برج نخيل'' أعلى أبراج العالم،والثاني مشروع حدائق الجميرا لشركة ميراس للتطوير العقاري بقيمة 350 مليار درهم،الأمر الذى منح المعرض منذ يومه الأول زخما قويا في اوقات وصفها خبراء بـ ''الصعبة''·
واستقطب المعرض على مدى أيامه الأربعة أكثر من 70 ألف زائر وذلك حسب بيانات المنظمين·
وبالرغم من حالة التفاؤل التى عبر عنها عشرات المطورين المشاركين في المعرض من استمرار النمو في الطلب على العقارات في المنطقة خاصة في دولة الامارات فإن هذا التفاؤل لم يخل من الحذر والترقب مدفوعاً بهواجس تولدت لدى المطورين تتعلق بعمليات التمويل وشح السيولة والتي يمكن ان تؤدي الى تريث الشركات في اطلاق مشاريع جديدة في المستقبل القريب·
واستبعدت شركات وطنية متخصصة في التطوير العقاري بالدولة، حدوث تأثيرات ''مباشرة'' للأزمة المالية العالمية على القطاع العقاري بالدولة تؤدي إلى انسحاب الاستثمارات الأجنبية خلال الأشهر القليلة القادمة·
وأكد مسؤولون في هذه الشركات أنه على الرغم من احتمالات تعرض القطاع لآثار غير مباشرة نتيجة الأزمة المالية، مثل انعكاس أي تراجع في التسهيلات البنكية بين المصارف والمؤسسات المالية العاملة بالدولة على القطاع العقاري، إلى جانب التأثير النفسي الذي يتعرض له المستثمرون، فإن الاستثمار العقاري سيواصل نشاطه مدعوماً بالعوامل الداخلية المشجعة داخل الدولة والمرتبطة بارتفاع أسعار النفط والطلب القوي المرتبط بالزيادة السكانية واستمرار تدفق الشركات الأجنبية للدولة·
وشدد مشاركون في المعرض على ان المشاركة القوية للشركات العقارية والمشاريع المطروحة والاقبال القوي من قبل المستثمرين منذ اليوم الاول للمعرض عززت الثقة في القطاع العقاري الاماراتي بوجه خاص و الخليجي عموما في ظل الاجواء غير الملائمة بالاسواق المالية العالمية،التي أكد البعض محدوية تأثيرها على الاستثمار العقاري·
ورفض مشاركون في المعرض ما يثار من تقارير إعلامية بين الحين والاخر بشأن حدوث تصحيح حاد في سوق العقارات بالامارات على المدى القريب مؤكدين ان الطلب على العقارات مازال قائما بشكل لافت·
وأكد الدكتور محمد طاهري الرئيس والمدير التنفيذي لشركة عزيزي ان ''سيتي سيكب'' أظهر من خلال المشاركة القوية للشركات المطورة والمشاريع الضخمة المعروضة ان الثقة في القطاع العقاري بالامارات والمنطقة مستمرة وفي تزايد،مستبعدا ان تشهد السوق هبوطا أو تصحيحا حادا في المرحلة المقبلة كما تتوقع تقارير دولية·
ولفت الى ان أسعار المواد الاولية التي على اثرها يتم تحديد الاسعار مازالت مرتفعة كما ان العرض مازال أعلى من الطلب بمراحل،فالشركات العقارية تتواجد في سوق لا يمتكلك 67% من المقيمين فيه منازل ، الامر الذى ينبئ بزيادة الطلب المتوقع في حال تم توفير مساكن لهذه النسبة·
من جهته أشار هاني الشماع، الرئيس التنفيذي لشركة بلووم العقارية، إلى أن عدداً من الأسواق التي تشهد نمواً سريعاً ستبقى نقاط جذب لشركات التطوير العقاري، خاصة مع بقاء أساسيات قوى العرض والطلب متينة·
وأضاف:''لا شك في أن الاضطراب العالمي الذي تشهده العديد من الأسواق حالياً سيؤثر على سلوكيات المطورين والمشترين في هذه الأسواق· وبالرغم من هذا الوضع فإننا لا نستطيع تجاهل ما تملكه المنطقة من إمكانيات وأساسيات قوية·
وقالت شركة الاستشارات العقارية، كولييرز إنترناشيونال، في تقريرها حول السوق العقارية بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إن دينامية العرض والطلب مازالت إيجابية ومواتية في أرجاء المنطقة، بيدَ أن أزمة الائتمان العالمية جعلت المستثمرين الإقليميين أكثر حذراً وتأنياً في التعامل مع أسواق المنطقة·
وقال أيان البرت ألبرت، المدير الإقليمي في كولييرز إنترناشيونال: نعتقد أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من المناطق المنطوية على إمكانات هائلة مقارنة مع الأسواق العقارية العالمية الأخرى · بيدَ أننا نتوقع العودة إلى الأسس، خاصة في الأسواق الأكثر تقدماً · وفي هذا الصدد، من المتوقع أن يحتل المطورون العقاريون المتميزون الذين يلبون متطلبات واحتياجات عملائهم بشكل كامل مكانة راسخة تؤهلهم لمواجهة أيّ حركة تصحيحية بمرونة عالية·
وبالرغم من حالة عدم الاستقرار التي تشهدها مناطق عدة من العالم، تقاطر زائرون من 150 دولة ونيف بأعداد قياسية الى سيتي سكيب دبي لقياس نبض السوق العقارية الاقليمية· وبحلول اليوم الثاني من المعرض (7 اكتوبر) سجل المعرض زيارة اكثر من 40,000 زائر أي أكثر من ضعف عدد زوار اول ثلاثة ايام من دورة العام الماضي من المـــعرض· اضافــة لذلـــك تجـــاوز عـــدد الزوار بنهاية اليـــوم الرابـــع (8 اكتوبر) حاجز الـ56,000 زائر·
وقال روهان مرواها مدير عام ''سيتي سكيب'':''كان هناك طلب استثنائي من جانب الجمهور لدرجة اننا قمنا بتمديد ساعات المعرض ساعة واحدة كل يوم حتى نرضي الزوار· وهذا الامر يؤكد على انه بالرغم من التغيرات في العالم فنحن في سيتي سكيب نبقى عازمين على تطبيق استراتيجيتنا الهادفة الى عرض الفرص الماثلة في الاسواق الصاعدة للمستمثرين الدوليين اينما كانوا''·
وأضاف قائلا:'' اضافة لذلك، ما يجعل سيتي سكيب دبي فريدا من نوعه انه ليس حدثا لتجارة التجزئة حيث يأتي التاس اليه لشراء عقارات فردية بل هو ملتقى دولي لرجال الاعمال· ومن نقاط القوة الرئيسية التي تسهم في نجاح ''سيتي سكيب'' دبي هو كونه بوابة لبعض اغنى المستثمرين العقاريين في العالم الى الاسواق الاقليمية''·
الى ذلك قال كمال لازار رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة سويكورب المتخصصة في مجال الاستشارات المالية والاستثمار الخاص والاستثمارات المباشرة، ان التفاؤل الذى كان ملموسا في اوساط المشاركين في المعرض لا بد ان تتبعه خطوات وإجراءات حكومية في المنطقة لتعزيز استمرارية النمو في القطاع العقاري خلال هذه المرحلة·
وقال انه: ''في ظل الأزمة الائتمانية الناتجة عن سوء إدارة عمليات الإئتمان العقاري خاصة في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى الانهيار الحاد في أسواق المال حول العالم، فإننا نواجه ما يراه الكثيرون كخطر يهدد اقتصاديات المنطقة بشكل عام، وقطاع التطوير العقاري بشكل خاص''·
وأضاف: ''إن نتائج الأزمة الائتمانية في الأسواق المالية للدول المتطورة، والتي كانت نتيجته حركات تصحيح شديدة لمؤشرات أسواق المال، تتسبب بأضرار أكبر في أسواق المال الناشئة بشكل عام وأسواق منطقتي الخليج والشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالتحديد·
وعلى الرغم من هذه الأزمة الاستثنائية، فإن هناك العديد من الإيجابيات التي يمكن ملاحظتها في أسواق المنطقة، والتي يمكن أن توفر فرصاً رائعة في حال تم التعامل معها بطريقة صحيحة وبأسلوب أكثر وعيا·
وشدد على ثقة الشركات والمطورين بأن أسواق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بشكل عام، وأسواق منطقة الخليج، تضم العديد من الفرص الإيجابية التي يمكن استغلالها من خلال مشاريع المنتجات السكنية المتنوعة بأسعار مدروسة في المنطقة· فمن المغرب والجزائر إلى مصر والسعودية والعراق، مشاريع الإسكان ذات الأسعار المعقولة هي مفــتاح النجاح''·
وفيما يتعلق بالعوامل التي تساهم في استمرارية نمو القطاع العقاري في المنطقة، قال لازار : ''لقد ساهم انخفاض معدلات الفائدة والارتفاع الهائل في عائدات النفط والغاز بشكل واضح في سرعة نمو وتطور هذا القطاع· وبفضل هذا الدعم المتواصل غير المشروط، فإن عمليات التصحيح المتوقعة في أسواق المنطقة لن تكون بالغة الحدة كما أنها لن تحدث بشكل سريع ومفاجئ، كما حدث في الأسواق الأخرى· ويتميز سوق المملكة العربية السعودية بإمكانيات هائلة، تعود غالباً إلى ارتفاع نسبة الشباب، والارتفاع المتواصل في الطلب على المساكن· ''
ويعتبر سيتي سكيب دبي الذي المنعقد في مركز دبي العالمي للمعارض والمؤتمرات وتنظمه آي آي آر الشرق الاوسط الحدث الريادي لهذا الاسم التجاري الذي تم تطويره في دبي وحقق نجاحا دوليا واسع النطاق· وتعقد فعاليات سيتي سكيب حاليا في سنغافورة وابوظبي وشنغهاي ونيويورك ومومباي وموسكو وكوريا الجنوبية والسعودية فيما ينعقد الحدث التالي من المعرض في ساو باولو بالبرازيل في شهر نوفمبر·
عدد اليوم
