«سوني» تطلق بوابة ألعاب ومواد ترفيهية على «الإنترنت» للتفوق على منافسيها

أطلقت شركة سوني العالمية بوابة على الإنترنت لبث الأفلام والموسيقى والألعاب وغيرها من المحتويات على مختلف أجهزة سوني مثل تلفزيونات سوني ووكمان وأجهزة ألعاب بلاي ستيشن. وتعهد هوارد سترينجر الرئيس التنفيذي لشركة سوني للصحفيين بأن يعيد الشركة “الواهنة” الى خريطة التكنولوجيا مجدداً والتفوق على منافسيها من خلال ما يسمى بخدمة سوني على الإنترنت مباشرة Sony Online Service وهي عبارة عن منصة تجمع بين برامج سوني وأجهزتها (سوفت وير وهارد وير). ووصف سترينجر هذه الخدمة بأنها المعادلة الرابحة التي ستتفوق على خدمات آي بود التي تنتجها آبل وذلك من خلال ربط محتويات مجموعة سوني، مثل مختاراتها الكثيرة من أشهر ألبومات مايكل جاكسون ولعبتها الشهيرة سبايدرمان (الرجل العنكبوت) مع أجهزة سوني التي لا تزال هي نفسها تصنع نسبة كبيرة منها على عكس العديد من منافسيها. وقال سترينجر “ستكون لدينا ميزة بالغة الأهمية بمجرد ما نحصل على برامج السوفت وير المناسبة وذلك يعود الى أن أجهزتنا ذات جودة استثنائية”. يذكر أن سوني تبذل كافة المساعي للتوصل الى صيغة رابحة، وتجاوز تداعيات الأزمة الاقتصادية التي عصفت بالشركة حين أحجم المستهلكون أينما كانوا عن شراء الأجهزة. وتتوقع الشركة المتمركزة في طوكيو أن تسجل ثاني خسارة سنوية لها على التوالي في السنة التي تنتهي في مارس 2010. وكانت سوني بدأت تعاني من المحن قبل الأزمة الأخيرة بزمن. ففي خلال العقد الفائت تمكن منافسون من التغلب على سوني في مجالات سبق لها الهيمنة عليها، فعلى سبيل المثال تأخرت سوني عن سامسونج في مجال أجهزة التلفزيونات الرقيقة، كما أن منصة الألعاب واي Wii التي تنتجها نينتندو تفوقت على بلاي ستيشن 3. أما خدمة سوني على الإنترنت، حسب سترينجر فسوف تدعم وتقوي منتجات الشركة بمختلف أنواعها، وتعتمد الخدمة الجديدة على شبكة بلاي ستيشن التي كونتها سوني والتي تتيح لمستخدميها تحميل الألعاب والعروض التلفزيونية والأفلام على منصات ألعاب بلاي ستيشن الذي يعد أفضل وأنجح ما أنتجته سوني حيث يضم نحو 33 مليون مستخدم مسجل وينتظر أن يحقق عائداً يصل الى 500 مليون دولار هذا العام. ومن المخطط للشبكة أن تضيف أغاني وكتباً إلكترونية وتطبيقات برامج الى التشكيلة وتربط هذه المحتويات بمجموعة كبيرة من الأجهزة. ولم تكشف سوني الستار عن كثير من خصائص تلك الشبكة ويظل العديد من الأسئلة منتظر الإجابة، أهمها هو ما السبب في أن الأمر استغرق من سوني كل هذا الوقت؟ فمنذ منتصف تسعينيات القرن الماضي أعلنت سوني عن مزايا ضم محتوياتها مع أجهزتها. ولكن المشاحنات بين مهندسيها ومبرمجيها وكذلك تشوش البرامج التي تربط الاثنين معاً أسفر عن عدم تحقيق الهدف. وفي عام 1999 قبل عامين كاملين من مفاجأة آبل على الساحة بإطلاقها آي بود I Pod أطلقت سوني اثنين من أجهزة تشغيل الموسيقى الرقمية مصممة لبث مخزون سوني الكبير من المصنفات الموسيقية. غير أن الجهازين كانا قد صنعهما فريقان منفصلان أحدهما من وحدة وكمان في سوني والآخر من مجموعة فايو لأجهزة الكمبيوتر المحمول والمشكلة أن الفريقين لم يتعاونا معاً، ولم يحظ مشغلا الموسيقى بالنجاح وبالتالي خسرت سوني السوق لصالح آبل. ولغاية عامنا هذا تخلت سوني عن مشروع يجمع بين أجهزتها وبرامجها Hardware - Software عبارة عن موقع مشاركة فيديو يسمى آي فيو Eye Vio كان يفترض أن يرتبط بأجهزة سوني مباشرة. وكان آي فيو قد صمم ليتيح للمستخدمين أن يرسلوا فيديو (مصنفات مرئية وسمعية) من أجهزة كامكوردر سوني وصوراً من كاميرات سوني الرقمية وبالتالي في مقدور المستخدمين تحميل تلك المحتويات على أجهزة تليفزيون سوني وهواتف سوني المحمولة ووكمان سوني. غير أن ذلك الموقع الذي كان يعتبر الموقع الياباني الوحيد آنذاك - أخفق في الاستمرار حيث لم يستخدمه سوى مليون زائر في الشهر. وحين قامت سوني بتحويل الموقع إلى سبرازيا (شركة مبتدئة متمركزة في طوكيو) ظل جيل من أجهزة سوني يعمل بوظائف تشغيل مكررة على موقع آي فيو. وقال سي جين تشانج استاذ إدارة الأعمال في جامعة سنغافورة الوطنية ومؤلف كتاب عن سوني: “إن سوني لديها الخطة الاستراتيجية ولكنها لم تنفذها أبداً”. ونظراً لأن سوني لديها مجموعة مختلفة من الأجهزة تظل خطة سوني في هذا المجال مشوشة، فهل ستدخل خدمتها المباشرة المنتظرة في هاتفها سوني إريكسون الجديد آي دو I do الموصل على الإنترنت؟ أو ربما في ماكينتها المحمولة بلاي ستيشن التي تنتجها وحدة الألعاب في شركة سوني؟. ومن أجل تصنيع منتج متعدد الوظائف مثل آي فون يلزم سوني أن تتعاون أقسامها ذات التخصصات المختلفة تعاوناً وثيقاً. ويؤكد ستيرنجر أن أقسام سوني جميعاً تتعاون معاً. وقد قام هذا العام بإعادة غربلة الإدارة وشكل أقساماً جديدة من أجل تشجيع التعاون بين مختلف وحدات الشركة وأقسامها الفرعية. وقال: “قبل عشر سنوات مضت لم تكن أقسام سوني تتحدث بعضها مع البعض، أما اليوم فلا توجد حواجز بينها”. عن “انترناشيونال هيرالد تريبيون”