الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

فرنسا ترفض إجراء الانتخابات السورية على أراضيها

فرنسا ترفض إجراء الانتخابات السورية على أراضيها
12 مايو 2014 00:04
انطلقت أمس حملة الانتخابات الرئاسية السورية المقررة في 3 يونيو المقبل، فيما اختار الرئيس بشار الأسد شعار «سوا» مكتوباً بخط اليد باللون الأخضر، على خلفية ألوان العلم السوري (الأحمر والأبيض والأسود)، مذيلًا باسمه وتوقيعه بخط اليد، وسط توقعات شبه مؤكدة ببقائه على سدة الحكم لولاية ثالثة في خضم النزاع الدامي المستمر منذ أكثر من 3 أعوام. من جهتها، أعلنت الخارجية السورية أمس، أن فرنسا أبلغت رسمياً سفارتها بباريس، بالاعتراض على إجراء الانتخابات الرئاسية على كامل الأراضي الفرنسية، مطالبة الرأي العام العالمي بإدانة هذه التصرفات التي وصفتها بأنها «لا مسؤولة». وقالت الخارجية السورية في بيان أمس، إنه منذ إعلان الجمهورية السورية فتح باب الترشيح للانتخابات الرئاسية وفقاً للدستور والقوانين، تحاول فرنسا ضمن مجموعة من الدول التي ساهمت بدعم «الإرهابيين وسفك الدم السوري»، القيام بحملة دعائية عدائية للشعب السوري ومعارضة هذه الانتخابات ورفضها، وقد أبلغت فرنسا رسمياً سفارتنا في باريس بالاعتراض على إجراء هذه الانتخابات على كامل الأراضي الفرنسية، بما فيها السفارة السورية بباريس. وأعربت الخارجية السورية عن أسفها لـعدم تمكن المواطنين السوريين المقيمين على الأرض الفرنسية من «ممارسة حقهم الدستوري» بالمشاركة بالانتخابات الرئاسية لاعتراض الحكومة الفرنسية «الجائر» على هذا الإجراء في السفارة السورية بباريس. وقالت إن «إجراء هذه الانتخابات في السفارات السورية في الخـارج مرتبط بالدستور والقوانين، والشعب السوري وحده سيحدد بكامل حريته وإرادته من سيقوده في المرحلة القادمة، غير آبه بكل العقبات التي يحاول البعض وضعها في طريقه»، مشددة على أن فرنسا بهذا الموقف أسفرت عن وجهها الحقيقي بمعارضة «تطلعات الشعب السوري الديمقراطية وتناقضها الواقع مع قيم الشعب الفرنسي في الحرية والديمقراطية». واعتبرت الوزارة أن ذلك يأتي في إطار الدعم المكشوف الذي تقدمه باريس لـ«الإرهابيين» في سوريا، وتحالفها معهم بهدف تدمير سوريا والنيل من مواقفها على مختلف المستويات، مطالبة الرأي العام العالمي بإدانة هذه التصرفات اللامسؤولة من قبل الحكومة الفرنسية. وأعلن مجلس الشعب السوري (البرلمان)، أن عملية الانتخابات الرئاسية للمواطنين السوريين غير المقيمين على الأراضي السورية، ستجري في السفارات السورية حول العالم يوم الأربعاء 28 مايو الجاري، فيما تجري للمواطنين السوريين المقيمين على الأراضي السورية يوم الثلاثاء في 3 يونيو 2014. وتضم القائمة النهائية للانتخابات التي تعتبرها المعارضة ودول غربية «مهزلة ديمقراطية»، وستجري في مناطق سيطرة النظام، 3 مرشحين هم عضو مجلس الشعب ماهر حجار، والوزير السابق حسان النوري، بالإضافة إلى الأسد. وانطلقت الحملة الدعائية على صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي. وحتى بعد ظهر أمس، تخطى عدد متابعي صفحتها على فيسبوك السبعين ألف شخص، في حين تجاوز عدد متابعي حساب تويتر ألف شخص. وعرضت صفحة فيسبوك صورة جانبية للأسد يرتدي بذلة رمادية وقميصاً أزرق فاتحاً دون ربطة عنق، وكتب فيها «سوا» أي «معاً». كما بثت شريطاً دعائياً مدته 12 ثانية للشعار، عرضه أيضاً التلفزيون الرسمي. وعند نقطة جديدة يابوس الحدودية مع لبنان، وضعت على نوافذ دائرة الهجرة والجوازات ملصقات صغيرة عليها صورة الأسد، وكتب فيها «بالدم ننتخب بشار الأسد»، بحسب صحفية في فرانس برس. وعلى الطريق باتجاه دمشق، رفع شعار الحملة ولافتات مؤيدة، كتب في إحداها «بشارنا لن نرضى غيرك بايعناك كل الولاء من القلب». وفي العاصمة، طغت صور الأسد على ما عداها، وغالباً ما تداخلت مع صور قديمة له، في مقابل عدد محدود لصور المرشحين الآخرين. وفي ساحة السبع بحرات المجاورة بدمشق، رفعت لوحة كتب فيها «لن تغمض العيون حتى نبايع طبيب العيون (في إشارة إلى الأسد). نبايعك 2014». وضمت اللوحة صورة للأسد ولوالده الراحل حافظ الذي حكم البلاد 30 عاماً، وحسن نصرالله، الأمين العام لـ«حزب الله» الذي يقاتل إلى جانب القوات النظامية. كما رفعت لوحات للمرشح النوري عليها صورته وشعارات «إعادة الطبقة الوسطى» و«الاقتصاد الحر الذكي» و«محاربة الفساد». وفي منطقة البرامكة بدمشق، رفعت لوحة للمرشح حجار كتب فيها «السيادة للشعب وله كلمة الفصل. سوريا لمن يبنيها». وكانت المحكمة الدستورية العليا أعلنت أمس الأول، القائمة النهائية للمرشحين. وتستمر الحملات من أمس حتى الأول من يونيو المقبل. ورغم أن هذه الانتخابات ستكون أول «انتخابات رئاسية تعددية»، إلا أن قانونها أغلق الباب عملياً على ترشح أي من معارضي الخارج، مشترطاً إقامتهم في سوريا بشكل متواصل خلال الأعوام العشرة الماضية. ويشكل رحيل الأسد عن السلطة مطلباً أساسياً للمعارضة والدول الداعمة لها، والتي حذرت من «مهزلة» إجراء الانتخابات، وتأثيرها السلبي على التوصل إلى حل سياسي للنزاع المستمر منذ منتصف مارس 2011. ويأتي بدء الحملة الانتخابية غداة عودة آلاف السوريين لتفقد منازلهم أو ما تبقى منها في حمص القديمة، بعد استكمال خروج مقاتلي المعارضة من الأحياء التي كانوا يسيطرون عليها، إثر اتفاق أشرفت عليه الأمم المتحدة. كما تأتي في ظل معاناة بالغة الصعوبة إذ أكدت الأمم المتحدة أن أكثر من 6 ملايين سوري نازح بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة، متهما نظام الأسد باتباع استراتيجية تهدف لمنع الرعاية الطبية من الجرحى في المناطق المحاصرة التي يسيطر عليها المعارضون. (عواصم - وكالات)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©