الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

اتهامات حول انتهاك الهدنة بين جنوب السودان والمتمردين

اتهامات حول انتهاك الهدنة بين جنوب السودان والمتمردين
12 مايو 2014 00:03
تبادل جيش جنوب السودان والمتمردون الاتهامات أمس بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار بعد ساعات من سريانه وهي اتهامات ستحبط الوسطاء الدوليين الذين ضغطوا على الجانبين لوقف الصراع. وأكد مسؤول من الأمم المتحدة اندلاع قتال في بلدة بانتيو المضطربة وقال إن إطلاق الرصاص جاء من الجانبين. وتحدث أيضا جيش جنوب السودان والمتمردون عن اشتباكات في أماكن أخرى. وقال فيليب أقوير المتحدث باسم جيش جنوب السودان لرويترز إن قواته هوجمت في موقعين في ولاية الوحدة المنتجة للنفط أحدهما قرب بلدة بانتيو التي شهدت مذبحة عرقية في إبريل. وقال أقوير لرويترز «شنوا هجوما بعد ست ساعات فقط من سريان وقف إطلاق النار» إلا أنه أضاف أن الجيش الشعبي لتحرير السودان التابع للحكومة تمكن من صد الهجومين. وقال مسؤول الأمم المتحدة الذي طلب عدم نشر اسمه لحين جمع المزيد من المعلومات إن قتالا شرسا اندلع حول بانتيو إلا أنه أضاف أن القتال أصبح متقطعا في وقت لاحق. وفي اتهامات من الجانب الآخر قال لول رواي كوانج المتحدث باسم قوات المتمردين إن الجيش شن هجمات في ولايتي الوحدة وأعالي النيل وهي منطقة أخرى منتجة للنفط. وأضاف أن قصف مواقع تابعة للمتمردين في ولاية أعالي النيل بدأ قبل بضع ساعات من مهلة سريان وقف إطلاق النار إلا أنه استمر بعد سريانها حتى صباح أمس. وقال لرويترز «أحدث انتهاكات للاتفاق الخاص بحل الأزمة في جنوب السودان يوضح أن كير إما غير صادق أو إنه لا يسيطر على قواته». وأكدت الحكومة في جوبا أمس ان قواتها تلقت أوامر صارمة بالتزام وقف النار. في غضون ذلك، يبدأ رئيس الآلية الأفريقية رفيعة المستوى ثامبو أمبيكي زيارة للخرطوم اليوم الاثنين. ومن المتوقع أن يبحث أمبيكي مع الرئيس عمر البشير والمسؤولين بالحكومة مسار المفاوضات حول التمرد بمنطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق. وذكرت الإذاعة السودانية أن أمبيكي سيطرح بالخرطوم رؤية الوساطة لجولة التفاوض المقبلة والقضايا التي ستبحثها في ظل التقدم الذي طرأ على الجولة الماضية والتي اختتمت بأديس أبابا في الثاني من مايو الجاري وتم التغلب فيها على العديد من نقاط الخلاف ما عدا وقف إطلاق النار والوضع الإنساني، وتم ترحيلهما إلى الجولة السابعة من المفاوضات. وتوقعت مصادر أن تكون الجولة القادمة حاسمة لمسار التفاوض بين الأطراف وتتويجها باتفاق سلام ينهي معاناة الحرب في المنطقتين. ورجحت المصادر أن يجري أمبيكي مباحثات مماثلة مع قادة الحركة الشعبية قطاع الشمال قبيل جولة المفاوضات المقرر لها منتصف مايو الجاري. إلى ذلك يسود الرعب والخوف النازحون في مخيمات جنوب السودان من تجدد عمليات القتل، حيث قضى ماين كوانج (47 سنة) الاشهر الخمسة الاخيرة مختبئا في قاعدة الامم المتحدة في جوبا، وهو من عشرات آلاف النازحين في جنوب السودان الذين يخافون العودة الى ديارهم. ويعرب الرجل، وهو أب لثمانية أطفال، الجالس تحت خيمـة على كرسي من البلاستيك عن خـوفه مـن العـودة الى مــنزله لانــه ينتمي الى قبيلة النوير -التي ينتمي اليها زعيم حركة التمرد ونائب الرئيس السابق رياك مشار- اذ يخاف ان يقتله عناصر من عدوتها قبيلة الدينكا التي ينتمي اليها الرئيس سلفا كير. وقبل اندلاع المعارك في 15 ديسمبر كان كوانج يعيش حياة موظف كبير عادي، لكن عندما تحولت المعارك الى حرب ودوامة مجازر عرقية فر سريعا الى هذه القاعدة الاممية على غرار الاف من النوير. وقال ان «الحياة ليست مريحة هنا»، في اشارة الى مخيم بائس يتشبث فيه النازحون بالحياة بفضل الحصص القليلة من الطعام التي توزع عليهم وحيث تثير الاسلاك الشائكة المحيطة بالمخيم شعورا بالامان وبالاعتقال في آن واحد. وتدارك «لكن ليس امامنا خيار آخر، نحن هنا لانه لا يمكننا الذهاب الى اي مكان آخر». وتشبه حكايته حكاية حوالى 78 الف جنوب سوداني لاجئين في ثماني قواعد للامم المتحدة في عدة مناطق من البلاد، يحتضن بعضها النوير فقط بينما يستضيف البعض الآخر الدينكا دون سواهم. وفي مدن اخرى يتقاسم افراد القبيلتين المخيمات نفسها يفصلهم جنود من الامم المتحدة يغلب عليهم توتر شديد. وقد فر كثيرون من مجازر وعمليات اغتصاب جماعي وغيرها من الفظاعات التي يرتكبها مقاتلو المعسكرين بينما رآى اخرون اصدقاءهم او جيرانهم او زملاءهم يصبحون اعداءهم خلال الشهور الخمسة الاخيرة من اعمال العنف العرقية. وحتى قواعد قوة الامم المتحدة في جنوب السودان ليست آمنة تماما، ففي بور هاجم حشد مناهض للحكومة الشهر الماضي مخيما وقتل العشرات من المدنيين قبل ان يصدهم جنود هنود ونيباليون وكوريون جنوبيون من الامم المتحدة، ويقتلوا منهم نحو عشرة. وقال كوانج «أنها حرب قبلية، تطهير قبلي وقد قتل بعض زملائي الذين يعملون في مكاتب الرئيس سلفا كير». وترى منظمات انسانية وخبراء ان حصيلة النزاع تجاوزت كثيرا العشرة الاف قتيل، من دون توافر اي عدد دقيق. (الخرطوم، جوبا-وكالات)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©