الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«نوكيا» تواجه منافسة شرسة في سوق الهواتف الذكية العالمية

«نوكيا» تواجه منافسة شرسة في سوق الهواتف الذكية العالمية
25 ديسمبر 2009 22:21
رغم سيطرة نوكيا على 37 في المائة من سوق الهواتف المحمولة في العالم فإن الشركة الفنلندية تواجه منافسة شرسة في قطاع الهواتف الذكية، خاصة بعد أن تمكن كل من هاتف آي فون الذي تنتجه شركة آبل وبلاكبيري الذي تنتجه شركة ريسيرش آند موشن من اجتذاب شريحة كبرى من المستخدمين بصفته هاتفاً ذكياً في مقدوره الإبحار في الإنترنت وتداول رسائل البريد الإلكتروني. وهذا ينطبق بصفة خاصة على أميركا الشمالية التي لا تتجاوز فيها حصة نوكيا في سوق الهواتف الذكية 3.9 في المائة، بينما تبلغ حصة يسيرش آند موشن صاحبة (بلاك بيري) 51 في المائة وآبل (صاحبة آي فون) 29.5 في المائة، حسب وكالة جارتنر العالمية لأبحاث التكنولوجيا. وقالت نوكيا مؤخراً إنها تعتزم إغلاق متاجرها الشهيرة في نيويورك وشيكاغو فيما يبدو أنها إشارة تؤكد المصاعب التي تمر بها نوكيا في الولايات المتحدة. وفي السياق ذاته، قال كاي أويستامو نائب رئيس تنفيذي نوكيا لشؤون الأجهزة “لقد اتخذنا قرارات خاطئة في السوق الأميركية”. فعلى سبيل المثال تأخرت نوكيا في التحول الى ما يسمى بالهواتف “محارية” الشكل متمسكة بالشكل ذي الكتلة الواحدة رغم أن المستهلكين ملوا منه وتركوه. ورغم أن نوكيا كانت أول من قدم تكنولوجيا شاشة اللمس عام 2004 يعني قبل بداية إطلاق آي فون بثلاث سنوات فإن أشكال هواتف آبل سرعان ما جعلت منتجات نوكيا المنافسة تبدو مملة أو ثقيلة الظل. كما أن معظم هواتف نوكيا ذات شاشات اللمس لا تواكب شاشات آي فون من حيث سرعة الاستجابة لنقرة الإصبع وهو أحد العوامل التي تجعل آي فون يبدو أكثر سلاسة وتميزاً. ورغم أن ارتفاع حجم مبيعات نوكيا من الهواتف الذكية، فإن حصتها العالمية تراجعت إلى 39.3 في المائة من 42.3 في المائة من عام واحد مضى. الأسواق الأوروبية وحتى في أوروبا، عقر دار نوكيا، نجد أن شعبية آي فون آخذة في الصعود. لكن نوكيا تحركت أخيراً، ففي الشهر الماضي ظهر هاتفها الذكي الرشيق إي 72 ، الشبيه ببلاك بيري في أوروبا وآسيا. لكن نوكيا تواجه صعوبات في قطاعات أخرى. بالنظر الى أن جوجل تقدم أندرويد الذي يعد منافساً لنظام تشغيل نوكيا والذي اختاره منافسون مثل اتش تي سي وموتورولا وديل في الوقت الذي تعكف فيه المصانع الآسيوية على إنتاج الهواتف المحمولة المنخفضة السعر في اقتصادات صاعدة كانت تحظى نوكيا فيها بحصة سوقية كبرى. وقال شريف بكر المحلل في سيتي جروب: “تواجه نوكيا منافسة في كافة القطاعات، ففي القطاع الأعلى تنافس آبل وفي القطاع الأوسط ريسيرتش إند موشن وفي القطاع الأدنى تواجه الكوريين والصينيين”. وبعد أن كانت أسهم نوكيا بمثابة عروس الأسواق المالية تراجعت 20 في المائة من شهر سبتمبر رغم أن السوق عموماً توسعت وسجلت الشركة أول خسارة ربع سنوية خلال أكثر من 10 سنوات في أكتوبر عقب خفض بلغ 1.3 مليار دولار في أعمالها. وفي فنلندا ذاتها تواجه نوكيا مصاعب مستحكمة إذ أنها تشكل 25 في المائة من رؤوس أموال بورصة هلسنكي وثلث إجمالي نفقات فنلندا على البحث والتطوير، بحسب جيركي يركو من معهد ريسيرتش الخاص التابع لفينيش ايكونومي. والأكثر من ذلك هو اهتزاز دور نوكيا في كونها مفخرة دولة اشتهرت تاريخياً بتصدير المنتجات الخشبية والورقية وليس بالتكنولوجيا المتقدمة. بل وصلت الأضرار الى حد أثرت فيه على خزانة فنلندا الوطنية، حيث كانت نوكيا قد دفعت عام 2007 نسبة 18 في المائة من إجمالي ضرائب الشركات في فنلندا ولكن النسبة تراجعت الى 9 في المائة السنة الماضية مع توقع أن تقل عن ذلك عام 2009. الحصة العالمية ومع ذلك تظل نوكيا المؤسسة المهيمنة عالمياً على الهواتف المحمولة التقليدية التي تبيع منها نحو 15 هاتفاً كل ثانية على مستوى العالم، حسب الشركة، بما يشمل نوكيا 1201 الذي حقق أعلى مبيعات السوق. ويتوقع المحللون أن تحقق إيرادات عام 2010 تصل الى 60 مليار دولار وأن تبلغ الأرباح 3.5 مليار دولار مع نمو سوق الهواتف عموماً بنسبة 10 في المائة. ورغم أن حصة سوق نوكيا ضئيلة في أميركا الشمالية فإن الشركة تتحكم في 62.3 في المائة من السوق في الشرق الأوسط وأفريقيا و48.5 في المائة في أوروبا الشرقية و41.8 في المائة في آسيا. وقال أنسي فانجوكي نائب رئيس تنفيذي نوكيا لشؤون الأسواق مفتخراً: “نحن العملاق الراهن المهيمن على ساحة الهواتف المحمولة”. يذكر أن نوكيا سبق وتعرضت لهزات عنيفة من قبل، ويتذكر فانجوكي أزمات الماضي عام 1998 (ظهور الهواتف الصغيرة) و2001 (انفجار فقاعة التكنولوجيا) و2004 (الشعبية المفاجئة للهواتف المنطوية)، وقال : “لقد مررنا كثيراً بأوقات عصيبة ولكننا نجحنا باقتدار في اجتيازها”. وسوف تظهر الأشهر الاثنا عشر القادمة إن كانت ثقة فانجوكي في محلها وليته يكون صائباً ولاسيما أن مساهمي الشركة قلقون وأن مجال النمو حالياً هو للهواتف الذكية. وتتوقع جارتنر أن تشكل مبيعات الهواتف الذكية بحلول عام 2013 ما نسبته 82.5 في المائة من أنشطة الهواتف المحمولة في أوروبا و58.2 في المائة من مبيعات أميركا الشمالية و18.2 في المائة في آسيا. يذكر أن إيرادات نوكيا من مبيعات الهواتف التقليدية بلغت 5.6 مليار دولار في الربع الثالث على مستوى العالم مقارنة بـ 4.6 مليار دولار للهواتف الذكية. ويقول مسؤولون في نوكيا إن الهواتف الجديدة مثل N900 الذي يجمع ما بين الهاتف والكمبيوتر المحمول أو N97 Mini الذي يجمع ما بين تكنولوجيا شاشة اللمس ولوحة مفاتيح مريحة سيعيد بعض ما أخذته آبل وريسيرتش آند موشن وتحظى بإعجاب زبائن الشركة البالغ عددهم 1.1 مليار زبون. ثم هناك الهاتف المحمول (X6) الذي سيطلق خلال هذا الشهر المحتوي على برنامج نوكيا للموسيقى الذي يتيح للمستخدم أن يختار من ملايين الأغاني التي يمكنه تحميلها مجاناً من مخزن أغاني نوكيا. وهناك أيضاً تطوير هام تتأهب نوكيا لتنفيذه عام 2010 وهو زيادة حصتها في سوق أميركا الشمالية حيث تقوم حالياً بالتنسيق مع التجار الأميركيين لتورد إليهم مزيداً من الهواتف الذكية. عن “انترنانشيونال هيرالد تريبيون”
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©