الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بوتين والمصالحة الأوكرانية!

12 مايو 2014 00:00
فريد ويير موسكو فاجأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجميع يوم الأربعاء الماضي، وذلك حين راح يحض المتمردين المؤدين لروسيا في مناطق شرق أوكرانيا على تأجيل عملية الاستفتاء التي قال إنهم يعتزمون تنظيمها هناك حول خيار الاستقلال عن كييف، فيما يبدو أنه مصادقة من جانب موسكو على خطة الحكومة الأوكرانية المؤقتة حول تنظيم الانتخابات الرئاسية في يوم الخامس والعشرين من شهر مايو الجاري. وفي اجتماع للكرملين مع الرئيس السويسري، ديدييه بركهالتر، والذي يترأس أيضاً منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، أصر بوتين أيضاً على أن موسكو سحبت منذ وقت طويل جميع قواتها، والبالغ قوامها نحو 40 ألف جندي، من الحدود مع الجارة أوكرانيا، ومن ثم فإن بلاده لم تعد تهدد بالتدخل في شرق البلاد المضطرب. ومن غير الواضح ما إذا كان ذلك يدل على تغير حقيقي في السياسات الروسية حيال أوكرانيا، ولكن يبدو على الأقل أن الرئيس الروسي أفسح الطريق أمام كييف وشرق أوكرانيا من أجل وقف تحركهما السريع صوب حرب أهلية بدت شبه محققة خلال الأيام القليلة الماضية. وأفادت وكالات الأنباء الروسية بأن الرئيس بوتين يلقي بدعمه وراء «خريطة طريق» جديدة من أجل السلام والمصالحة في أوكرانيا، والتي يتم إعدادها تحت إشراف منظمة الأمن والتعاون الأوروبية. وستشمل خريطة الطريق المذكورة، وقفاً فورياً وشاملا لإطلاق النار، ونزع فتيل التوترات القومية والمناطقية، وإطلاق حوار وطني يحقق مصالحة بين الأوكرانيين، ثم يتبع ذلك تنظيم انتخابات تهدف إلى تشكيل حكومة شرعية تمثل كافة المناطق والقوميات في الجمهورية السوفييتية السابقة الممزقة. وقال بوتين في هذا الخصوص: «إننا نطالب ممثل جنوب شرق أوكرانيا والداعمين للفيدراليـة، بتأجيـل الاستفتـاء المزمـع عقـده فـي الحـادي عشر من الشهر الجـاري، وذلك من أجل إيجاد ظروف ملائمة لإطلاق الحوار المنشود». ثم أضاف: «إن روسيا تدعو أيضاً إلى وقف مباشر لكافة العمليات العسكرية والانتقامية في جنوب شرق أوكرانيا، والتي تقوم بها الحكومة المؤقتة في كييف». وليس من الواضح بعد ما إذا كان المتمردون الأوكرانيون الموالون لروسيا سيلبون دعوة بوتين. وقد نقلت وكالة الأنبـاء الروسية الرسمية «نوفوستي» عن أحد قادة المظاهرات في مدينة دونيتسك، ويدعى ألكساندر فاسكوفسكي، قوله: «لا أرى حاجة لهذا التأجيل، وأعارض ذلك بشدة». ومن جانبها، أكدت وزارة الدفاع الأميركية «البنتاجون» أنه ما من دليل على انسحاب القوات الروسية من الحدود مع أوكرانيا، لكن بعض الخبراء يشيرون إلى أن تصريحات بوتين تمثل تطوراً صوب حلحلة الأزمة التي بدا أنها تنجرف خلال الأيام الماضية نحو حرب أهلية. وأفاد فلاديمير زهارخين، نائب مدير معهد رابطة الدول المستقلة في موسكو، وهو معهد دراسات ممول من «الكرملين»، بأن إعلان بوتين يعني أن هناك ضوءاً في نهاية نفق الأزمة الداخلية الأوكرانية ونفق الخلافات بين الغرب وروسيا حول أوكرانيا. وأضاف زهارخين: «أن هناك تسوية، وروسيا تسحب قواتها وتعترف بالانتخابات الأوكرانية، ولن يكون هناك استفتاء في الشرق، ومن ثم لا حاجة لاحتلال مبان إدارية». ثم تابع قائلا: «إن السلطات في كييف ستنهي ما يسمى بعملية مكافحة الإرهاب»، معرباً عن اعتقاده بأن الأوروبيين سيفهمون حتماً الحاجة لهذه التسوية، فهم لا يريدون دولة فاشلة في قلب أوروبا. لكن سيرجي ستوركان، الكاتب المتخصص في الشؤون الخارجية لدى صحيفة «كوميرسانت» الاقتصادية المؤيدة لموسكو، يحذِّر من تحميل إعلان بوتين أكثر مما ينبغي تحميله. وأوضح ستوركان أن بوتين لم يخبر الموالين لروسيا في الشرق بالتخلي عن الاستفتاء، وإنما قال إن عليهم تأجيله إلى أن تصبح الظروف مواتية بدرجة أكبر. وأضاف أنه ما من دلالة على أن الاستفتاء سيعقد بأسلوب موثوق فيه على أية حال، ولذا فإن بوتين يروج لتقديم تنازلات في مقابل أعلى يمكنه الحصول عليه. وعلى الرغم من ذلك، يرى ستوركان أن تصريحات بوتين الآنفة هي أفضل نبأ عن أوكرانيا منذ أسابيع، ولا يزال من المبكر جداً أن نعلن عن تغير في اللعبة، ولننتظر كي نرى هل هناك تغيير حقيقي وملحوظ بالفعل؟. يُنشر بترتيب خاص مع «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©