الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هجمات الكلور.. ومعضلة «الكيماوي» السوري

12 مايو 2014 00:00
نيكولاس بلانفورد محلل سياسي أميركي تتناقص الثقة في التزام النظام السوري بحظر استخدام الأسلحة الكيماوية وسط مزاعم بأن النظام قد شن هجوماً بغاز الكلور على مناطق المعارضة. وعلاوة على ذلك، فإن سوريا لم تلتزم بالموعد النهائي الذي فرضته على نفسها للتخلص من الجزء الأخير من أسلحتها الكيماوية. كما تثار تساؤلات حول دقة البيانات الخاصة بمخزون العوامل الكيماوية الفتاكة المعلنة من قبل النظام. هذا التأخير في المواعيد، والتباطؤ وعدم اليقين يضيف المزيد من الضغوط على سوريا فيما يتعلق بإمكانية الوفاء بالمهلة المحددة في 30 يونيو المقبل لتدمير كافة مرافق ومعدات الأسلحة الكيماوية الخاصة بها. «إنه لأمر جيد أن تكون الأسلحة الكيماوية خارج سوريا، لكن الجهود المبذولة غير كافية، كما أن بشار الأسد استخدم الغطاء الدولي لسحق المعارضة، لذا فهذه القضية بعيدة كل البعد عن اقترابها من النهاية»، وفقاً لما قاله «أندرو تابلر»، الخبير بشؤون سوريا بمعهد «واشنطن لسياسات الشرق الأدني». ومن جانبها، أعلنت «سيجريد كاج»، رئيسة بعثة منظمة حظر الأسلحة الكيماوية التابعة للأمم المتحدة في سوريا، أن سوريا قد فوتت الموعد النهائي للمهلة التي تنتهي في 27 أبريل الماضي لإزالة كل ترسانتها الكيماوية من البلاد. وأضافت أن ما يقرب من 7.5 – 8 بالمائة من هذه الترسانة لا يزال موجوداً. «ورغم ذلك، فقد قامت الدولة بإزالة أو تدمير92.5 بالمائة من أسلحتها الكيماوية، مما يعد تقدماً ملحوظاً»، بحسب ما ذكرت المسؤولة الدولية، مضيفة أنه «لم يتبق سوى نسبة ضئيلة لم تدمر بعد. لكن هذا ممكنا، إن الأمر يتعلق بالدخول إلى الموقع». يُشار إلى أن الولايات المتحدة وروسيا ضغطتا العام الماضي على سوريا كي تقوم بتسليم كامل ترسانتها من الأسلحة الكيماوية وتجنب ضربة عسكرية أميركية. ووافق النظام على توقيع معاهدة دولية حول الأسلحة الكيماوية. وقد جاء ذلك عقب ضرب إحدى ضواحي دمشق بغاز السارين الفتاك (أحد غازات الأعصاب)، مما أدى إلى مقتل المئات من الأشخاص. وبينما بدأت عملية الإزالة بوتيرة سريعة، إلا أن سوريا لم تلتزم بالموعد النهائي المحدد في أول يناير للتخلص من جميع العناصر الكيماوية من البلاد. وعندما حلّ السادس من فبراير، وهو الموعد النهائي لإزالة جميع العوامل الكيماوية من سوريا، لم يتم نقل سوى 11 بالمائة منها. وتتضمن الأسلحة الكيماوية التي تمتلكها سوريا، والتي تقدر بـ 1300 طن، غاز السارين وغاز الأعصاب «في إكس» وغاز الخردل وهو عامل فائق السرعة. ومن جانبه، فإن مركز توثيق الانتهاكات في سوريا، وهو منظمة غير حكومية تراقب انتهاكات حقوق الإنسان، قام بتوثيق 14 هجوماً كيماوياً مشتبهاً. وأظهرت لقطات الفيديو التي عرضها نشطاء سوريون عقب الهجوم الأول في 11 أبريل الماضي عدداً من الرجال، بعضهم يرتعش، ويرقدون على أرضية العيادات ويتنفسون بصعوبة. وأظهرت لقطات أخرى أسطوانات معدنية صفراء لم تنفجر وعليها رمز CL2 وهو رمز غاز الكلور. ووصف شهود عيان رائحة الكلور ورؤية الدخان الأصفر تفوح في الشوارع. ومن المعروف أن غاز الكلور يتفاعل مع الرطوبة في الحلق والرئتين، ويتحول إلى حمض الهيدروكلوريك. وعند التركيز العالي قد يكون هذا الغاز فتاكاً. وقد استخدم المتمردون في العراق قنابل غاز الكلور عامي 2006 و 2007، ولكن بتأثير محدود، كما استخدمه أيضاً الألمان والبريطانيون خلال الحرب العالمية الأولي. ولأن الكلور له عدة استخدامات في الصناعة، فهو ليس مادة محظورة – مثل السارين و«في إكس» ( وهي غازات أعصاب) – بموجب اتفاقية الأسلحة الكيماوية - التي انضمت إليها سوريا العام الماضي. «إن الكلور مادة كيماوية شائعة جداً»، كما يقول «جون هارت»، رئيس مشروع الأمن الكيميائي والبيولوجي بمعهد استكهولم الدولي لأبحاث السلام. وتابع أن «هذه المادة ليس لها قيمة حقيقية في الصراعات بين الدول في الحالات التي يكون لدى القوات معدات وقائية وتدريب على استخدام الأسلحة الكيماوية». ومن ناحية أخرى، تتصاعد الشكوك حول ما إذا كانت سوريا قد كشفت عن كامل ترسانتها من الأسلحة الكيماوية. وضمن هذا الإطار، خلصت بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة إلى أن هناك «مستوى عال من الاحتمالات» أن سوريا تكون قد احتفظت ببعض من أسلحتها، ولدى تلك الدول تساؤلات حول غاز الأعصاب «الريسين» وغاز الخردل وغاز السارين. تلك الدول كانت تخشى من أن يؤدي الكشف المبكر عن هذه الغازات، إلى جعل سوريا تتخلى عن التعاون مع الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية، التي تشرف على نزع الأسلحة الكيماوية من سوريا. ومن ناحيتها، تقول المنظمة إنه ليس بوسعها العمل استناداً على مزاعم باستخدام غاز الكلور أو أي أنشطة ذات صلة من دون الحصول على طلب رسمي من إحدى الهيئات الدولية مصحوباً بدليل قوي، وقد بحثت الأمم المتحدة فتح تحقيق في الهجمات المزعومة. قيام نظام الأسد باستخدام غاز الكلور قد يزيد من الضغوط الممارسة على الولايات المتحدة للتحرك. لكن «أندرو تابلر»، الخبير بشؤون سوريا بمعهد «واشنطن لسياسات الشرق الأدني»، يقول «إن أوباما يشير إلى اتفاق الأسلحة الكيماوية السوري باعتباره نصراً، لذا فأنا لا أعتقد أنه على استعداد للقفز إلى قضية الكلور». ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©