الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

مستثمرون أفراد يتجهون إلى سوق العملات وسط تحذيرات من المخاطرة

مستثمرون أفراد يتجهون إلى سوق العملات وسط تحذيرات من المخاطرة
22 يناير 2017 16:35
حسام عبدالنبي (دبي) يتزايد إقبال المستثمرين الأفراد في الإمارات على التعامل في أسواق تجارة العملات الأجنبية «فوركس» من عام إلى آخر، بحسب مستشارين ماليين وخبراء في مجال تداول العملات، أرجعوا ذلك التوجه إلى تراجع أداء أسواق الأسهم المحلية في السنوات الماضية وأدائها المستقر الذي أصاب المتعاملين بالملل فضلاً عن استقرار القطاع العقاري، ما قلل من فرص تحقيق أرباح من الاستثمار وتالياً أصبحت سوق العملات هي الملاذ المرغوب لتحقيق الربح. وأكد الخبراء أن حدوث 3 متغيرات عالمية جعلت أسواق العملات تتذبذب بقوة ومن ثم زادت فرص الربح من تجارة العملات وهي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي «بريكست»، وفوز دونالد ترامب بالانتخابات الأميركية، ثم الاضطرابات الحادثة في أسعار النفط، محذرين من أنه على الرغم من وجود فرص كبيرة للربح في أسواق الفوركس، إلا أن احتمالات المخاطرة تعد عالية جداً وقد يخسر المستثمر رأسماله في أيام معدودة. وعلى الرغم من عدم وجود إحصائيات دقيقة وتنفيذ تداولات كبيرة في أسواق الفوركس عبر شركات خارج الدولة، إلا أن الخبراء رصدوا نمواً سنوياً في عدد المتعاملين من الإمارات في أسواق الفوركس بمعدل 15%. وقالوا إن قيمة التداولات، من دولة الإمارات، في أسواق العملات والسلع العالمية زادت بنسبة 40% خلال العام الماضي، لافتين إلى أن من الأسباب الأخرى لزيادة الاهتمام أن أسواق العملات والسلع العالمية أصبحت مصدراً رئيساً لتأمين السيولة في أوقات الأزمات مثلما حدث خلال سنوات الأزمة المالية العالمية. عوامل متغيرة وأكد محمد جمال الدين، المستشار الاقتصادي، ورئيس شركة لجين للمعادن الثمينة، وجود توجه لدى المستثمرين الأفراد للتعامل في أسواق العملات الأجنبية، لأن زيادة الإقبال على التعامل في أسواق العملات «فوركس» عادة ما يعتمد على ما يحدث في الأسواق الأخرى. وقال إن زيادة الإقبال من قبل الأفراد على تداول أزواج العملات في الفترة الحالية يأتي نتيجة حدوث 3 متغيرات كثيرة في الفترة الأخيرة وأهمها خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وفوز ترامب بالانتخابات الأميركية، ثم الاضطرابات الحادثة في أسعار النفط، وهي متغيرات أحدثت تذبذبات كبيرة في أسعار العملات العالمية وكانت جاذبة للمستثمرين، موضحاً أنه في أسواق الفوركس يمكن للمتداول تحقيق أرباح من التعامل مع زوج العملات الخاسر حيث يمكن للمستثمر بيع العملات ثم إعادة الشراء بسعر أقل محققاً ربحاً من خلال ما يعرف بـ «شورت سيلنج». وأكد جمال الدين، أن من العوامل التي حفزت على زيادة التداولات من الإمارات في أسواق الفوركس، تزامن تذبذبات العملات مع الاستقرار «الممل» في الأدوات الاستثمارية الأخرى مثل أسواق الأسهم حيث سحبت أسواق العملات السيولة إليها للاستفادة من فرص تحقيق ربح. وأشار إلى أنه على الرغم من وجود توجه للتعامل في أسواق الفوركس، إلا إنه لا يمكن تحديد نسبة معينة للنمو في حجم التداولات من الإمارات نظراً لأن غالبية التعاملات تتم بشكل غير رسمي ومن خلال شركات غير مرخصة أو تعمل من خارج الدولة، ما يعني أن كل الإحصاءات غير دقيقة، محذراً من أن التعاملات في أسواق العملات يمكن أن تكون مربحة ولكن يجب على المستثمر أن يدرك أنه لا توجد حدود سعرية للخسارة في التعامل حيث لا توجد (شبكات إنقاذ) أي نسبة محددة للانخفاض خلال اليوم الواحد كما هو الحال في أسواق الأسهم. وذكر جمال الدين، أن من أهم المشكلات التي يمكن أن تواجه المتعامل في أسواق الفوركس هي أن شركات الوساطة تسمح له بالاقتراض لعدة أضعاف المبلغ الذي قرر استثماره، ما يجعل المستثمر يطمع في الربح ولكنه قد يتعرض لخسائر مؤلمة، مشدداً على أن غالبية شركات الوساطة في أسواق العملات عادة ما تكون غير مرخصة من الأسواق المحلية وتالياً تكون غير مراقبة ولذا فهي تعمل لمصلحتها في المقام الأول والتي تنحصر في تحقيق العميل خسائر حتى يمكنها تحقيق الربح من عمولات التداول والإقراض. وكشف جمال الدين، عن قيام بعض شركات الوساطة غير المرخصة باستغلال عدم وعي العملاء وجشعهم في الحصول على رافعة مالية «تمويلات» وإجبارهم على توقيع أوامر بيع وشراء (على بياض) وتالياً لا يمكن محاسبتها في حال التلاعب في حساب العميل. وأشار إلى أن التعامل في مثل تلك الأسواق التي تتسم بالخطورة يتم على مدى 24 ساعة يوميا ولمدة 7 أيام في الأسبوع ما يستوجب على المستثمر أن يكون على اطلاع تام ومتابعة دقيقة لما يحدث خاصة وأن الفترة الأخيرة شهدت ارتباط المتغيرات الاقتصادية بالتطورات السياسية في العالمي ما يعني أن أسواق «الفوركس» قد تتأثر في نفس لحظة صدور أي قرار أو متغير اقتصادي أو سياسي، حيث إن القرار يتخذ في ثانية ولا يوجد مجال للسهو أو الخطأ. واختتم جمال الدين، بتوجيه نصيحة لمن يرغب في الدخول إلى أسواق العملات مفادها ضرورة أن يكتسب الخبرة اللازمة والوعي والوقت قبل التعامل، فضلاً عن ضرورة أن يتعامل برأس المال الذي في حوزته وليس الذي حصل عليه كتمويل من شركة الوساطة حتى لا يتعرض إلى احتمالية خسارة رأس ماله وكذلك المبلغ المقترض، ومن الأفضل أن يكون المبلغ الذي يتم استثماره مبلغا يمكن تحمل خسارته. نمو سنوي من جهتها، قالت كاتيا طيار، رئيسة مجموعة عربكوم، إن عدد المتعاملين من الإمارات في أسواق الفوركس العالمية نما بنسبة 15% خلال عام 2015 مقارنة بالعام السابق، كما زادت قيمة التداولات، من دولة الإمارات، في أسواق العملات والسلع العالمية بنسبة 40% خلال العام، مؤكدة أن طرح الشركات العاملة في هذا المجال لمنتجات وعقود للتداول متوافقة مع الشريعة الإسلامية كان من أهم العوامل التي شجعت المؤسسات المالية والمستثمرين الأفراد من الإمارات على التداول. وأضافت طيار، أن تذبذب الأسواق والاقتصادات بشكل عام، أصبح يشكل فرصاً مهمة للتداول والمضاربة وتحقيق الأرباح في أسواق الفوركس، محذرة في الوقت ذاته من انجرار المستثمرين الأفراد وراء التداول العشوائي على الإنترنت، ومن عدم اختيار شركات الوساطة المنظمة والمرخصة، وكذا من تجاهل متابعة الأخبار والتحليلات والتوقعات من الخبراء الماليين والاقتصاديين لتفادي المخاطر التي يمكن أن تنتج عن التداول. وأوضحت طيار، أن من الأسباب الأخرى لزيادة الاهتمام أن أسواق العملات والسلع العالمية أصبحت مصدراً رئيسياً لتأمين السيولة في أوقات الأزمات مثلما حدث خلال سنوات الأزمة المالية العالمية حيث تضاعفت قيمة التداولات خلال عامين فقط. تكوين المحفظة بدوره، قال جورج بتروني، مدير التداول لمنطقة الشرق الأوسط في شركة أكتيف تريد، إن هناك زيادة سنوية في أعداد المستثمرين من الإمارات الذين يتعاملون في أسوق الفوركس تقدر بمعدل 15% مع وجود زيادة ملحوظة في الوعي بأسس التعامل ومعرفة آليات التعامل في السوق. وأوضح أن المستثمر من الإمارات كان يخصص نسبة تصل إلى 80% من محفظة استثماراته لأسواق الأسهم والعقارات ولكن في السنوات الأخيرة أصبح يوجه نحو 40% منها للتعامل في أسواق السلع والعملات على وجه التحديد. مؤسسات مالية تطرح حلولاً إلكترونية دبي (الاتحاد) أسفر الاهتمام المتزايد بالتداول في أسواق العملات والسلع عن سعى مؤسسات مالية مرموقة إلى إضافة نشاط التداول في أسواق الفوركس ضمن الأنشطة التي توفرها للعملاء، وكذا تطوير حلول إلكترونية للتداول. وبحسب كريم عوض، الرئيس التنفيذي للمجموعة المالية هيرميس، فإنه في إطار سعي المجموعة إلى تطوير أدوات التداول وتمكين المستثمر من إدارة المحفظة المالية بالكامل والاستفادة من أحدث تقنيات التداول الإلكتروني، فقد أعلنت المجموعة عن شراكة استراتيجية مع «ساكسو بنك» لدمج ومحاكاة خصائص منصة «ساكسو تريدر جو» ضمن بوابة التداول الإلكتروني «إي إف جي هيرميس وان» الجديدة للعملاء الراغبين في تداول مختلف الأدوات الاستثمارية والأوراق المالية في أسواق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والعديد من البورصات العالمية من خلال حساب مستخدم واحد، موضحاً أن المجموعة تستهدف من إطلاق منصة التداول الإلكترونية توفير خدمات أكثر لعملائها خاصة بعد مزاولتها أنشطة جديدة مثل إنشاء شركة للتأجير التمويلي، وشراء حصة في شركة تعمل في مجال التمويل متناهي الصغر. وأشار عوض، إلى أن العملاء الراغبين في الدخول إلى أسواق الفوركس أو تداول مختلف الأدوات الاستثمارية يمكنهم الاستفادة من التقارير البحثية، وكذلك التوصيات اليومية والأسبوعية والاقتراحات الدورية لإدارة المحافظ المالية، والتي سيصدرها فريق البحوث بالمجموعة المالية «هيرميس» عبر البوابة الإلكترونية الجديدة، حيث تغطي نحو 60% من رأس المال السوقي بالمنطقة.وأطلقت إي دي إس سيكيوريتيز، شركة الخدمات المالية الدولية والتي تتخذ من أبوظبي مقراً لها، أول تطبيق تداول متعدد الأصول مخصص للهواتف الذكية بنسخة عربية شاملة لأول مرة على الإطلاق. وتطبيق «أوريكس موبايل» متوفر للتحميل لأجهزة الأندرويد، ويعتبر التطبيق بديهياً وسهل الاستخدام حيث صمم لتعزيز تجربة التداول للمستخدمين المحترفين وللمستثمرين . تنظيم نشاط الوساطة دبي (الاتحاد) نظم قرار مجلس إدارة المصرف المركزي رقم 126/&rlm5/&rlm95 المؤرخ 25/&rlm 6/&rlm 1995، نشاط الوساطة في تداول العملات والتوسط في عمليات السوق النقدية، حيث تخضع الشركات المرخصة لرقابة وإشراف المصرف المركزي للتأكد من التزامها بأنظمة وتعليمات المصرف المركزي ويتم ذلك ميدانياً ومن خلال المراجعة المكتبية. وأشار القرار إلى أن منح الرخصة للوسطاء في تداول الأسهم والسندات المحلية هي مسؤولية «هيئة الأوراق المالية والسلع» في دولة الإمارات. وبالنسبة إلى الشركات التي تعمل خارج الدولة، فإن «المركزي» ينصح دائماً بأن يتم التعامل مع الشركات ذات السمعة الجيدة والتي تخضع للرقابة من قِبل الجهات الرقابية المختصة.  
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©