مصح الرشاد مصدر قلق في منطقة مواجهات ساخنة

أصبح الوضع في مصح الرشاد للأمراض العقلية المستعصية في ضواحي بغداد الشرقية مصدر قلق وتوتر لنزلائه وللمنطقة، فهو يقع وسط احياء فقيرة جدا تحولت الى خط للمواجهات الساخنة بين القوات الاميركية والميليشيات الشيعية· وقال الطبيب النفساني رغد سرسن إن عدد النزلاء يبلغ حاليا 1300 شخص مصابون بانفصام الشخصية المزمن والامراض العقلية المستعصية· وأضاف ''نعالج الحالات الخطيرة وهناك 6- إلى 70% من المرضى مضى على وجودهم اكثر من خمس سنوات''· وذكر أن ما نسبته 2 الى 3% من المرضى مصنفون في حالة خطرة وهم نزلاء جناح خاص يخضع لحراسة مشددة· وتعتبر القوات الأميركية المصح مأوى للمسلحين الشيعة، ويشتبهون في استخدام ''القاعدة'' للمرضى العقليين لتنفيذ عمليات انتحارية· فقد أصبح المصح منذ ربيع العام الحالي في خط المواجهات الاول بين القوات الأميركية والعراقية من جهة والمليشيات الشيعية من جهة اخرى في احياء العبيدي ومدينة الصدر و7 نيسان · ويروي سرسن قائلا ''لقد اقتحمت القوات الاميركية المصح اكثر من مرة، بدعوى تقديم المساعدات ، لكنهم كانوا يأتون فقط للبحث عن المسلحين ، واعتقلوا مديرنا لشهرين مؤكدين ان انتحاريا معوقا كان يتلقى العلاج هنا، وكانوا مخطئين فأطلقوا سراحه''· ورغم تراجع موجة العنف ، لكن التوتر يبقى مخيما خصوصا وان الاميركيين مازالوا يشتبهون به · يذكر أن المصح بني عام 1950 في أطراف بغداد على مساحة 19 هكتارا من الاراضي الصحراوية قرب منطقة العبيدي طبقا لنماذج المصحات العقلية الاوروبية · لكن الامتداد السكني الفوضوي في بغداد بلغ مشارفه وأصبح يقع بين منطقتين معدمتين · وتعرض فور سقوط النظام السابق للنهب والسلب والتدمير كشأن مختلف المؤسسات العراقية وهرب جميع نزلائه، وأعيد تأهيله بجهود اللجنة الدولية للصليب الاحمر التي جهزته بشكل كامل